مدرسة سدرة بوعمود واقع مزر واسم بلا دلالة
سدرة بوعمود حي من الأحياء الهامشية المهمشة بامتياز يقع على طريق الحدود ساكنته من القرويين الذين فروا من سنوات الجفاف بعدما هلك الضرع الذي كان مصدر عيشهم فرحلوا من مناطق الرعي جنوب المنطقة الشرقية وسكنوا حيا ترابيا حتى لا نقول صفيحيا ؛ وهو حي ككل الأحياء الهامشية ينمو ليلا بعد فتور الرقابة ونوم العسس ؛ ومقدمات رشوية كما تقص بعض الروايات والعهدة على الرواة.
وتتميز هذه الساكنة بكثرة الإنجاب وفق تقاليد الحياة الرعوية التي تتطلب ذلك لمواجهة قساوة الحياة في الفيافي ؛ ولكن هذه التقاليد تتحول إلى نقمة في ظل العيش في مدينة صارت لا تستوعب المزيد من الكثافة السكانية نظرا لضيق قطرها المتناقص أمام حركة العمران التي غيبت الخضرة وأبرزت لون الآجر الأحمر في كل صوب وحدب .
وساكنة سدرة بوعمود ليس لها خيار فهي تقبل أوضاعها دون شروط لهذا وجهت أبناءها إلى مدرسة تحمل اسم الحي الصناعي تيمنا عسى أن يجود أرباب الحي على هذه المدرسة بشيء وقد فعل بعض المحسنين. استوعبت هذه المدرسة ما يزيد عن 1300 طفل وطفلة وفيهم شريحة الأيتام والمتخلى عنهم لا يلبسون إلا الرث من الثياب وجلهم حفاة بأحذية مطاطية لاتقيهم حرا ولا قرا ؛ وفيهم الأمراض فاشية ؛ أقسامهم مكتظة ؛ ولا يمكن للإنسان أن يزورهم ويحبس دموعه فأحوالهم ترق لها الحجارة على قساوتها.
لقد عرفت هذه المدرسة قبل سنوات وكنت ضمن مجموعة من الذين حاولوا مواساة هؤلاء الأشقياء باليسير اعتمادا على بعض أهل الإحسان جزاهم الله كل خير. فهؤلاء الضحايا في أمس الحاجة إلى كل شيء إلى لقمة والى كسوة ولو من نوع الخوردة والى كتب وأدوات والى تطبيب والى حنان وعطف؛ فبعضهم يبع في أوقات فراغه أكياس البلاستيك ويدفع عربات صغيرة تحمل الخضر للمتسوقين في الأسواق الأسبوعية؛ الأمهات يبحثن ليل نهار عن عمل في البيوت وغير البيوت؛ الآباء يطوفون بين ورشات العمل أو يسوقون عربات تجرها الحمر الأهلية؛ وفيهم المتسكعون الذين أهملوا الأسر وانشغلوا بتعاطي الخمور والمخدرات لتناس الواقع المزري.
أطفال السدرة يغشاهم الحرمان من كل صوب ؛ وأنا آمل أن يزور المدرسة الرحماء لمواساتهم ولو بالكلمة الطيبة ؛ أهيب بالأطباء زيارتهم وقد فعل بعضهم مشكورا من قبل ؛ وأهيب بالأثرياء زيارتهم فهم في أمس الحاجة إلى مراحيض لقضاء الحاجة ؛ هم في حاجة إلى كل شيء ؛ ومن لم يصدق فليزرهم على جناح السرعة .إنني أحلم بعملية تآزر ضخمة تكون عبارة عن قافلة من قوافل الخير والإحسان ؛ علما بأن الطريق إليهم غير معبدة وهل تعبد الطريق نحو مدرسة بائسة فيها البؤساء .
إن عدسة كاميرا الأخبار تبادر بزيارة المؤسسات التي لا تقول لخطاب المسئولين الله يلعن الكاذب بواقعها المزري ؛ ولعل السيارة رباعية الدفع لا يمكن أن تصل إلى مدرسة البؤس وهي التي ألفت واجهة ميركادو كما أن سدرة بوعمود لا تملك مراسلا صحفيا يستدعى إلى مقر الأكاديمية ليسمع عبارة العام زين الممجوجة والتي تكذبه مدرسة ظلمت بإعطائها اسم الحي الصناعي ؛ فهي تسمية من قبيل الدعاية الكاذبة التي يروج لها من لا يستحي ولا يتورع عن قلب الحقائق وطمسها لتزكية النفس والحزب والفصيل .
أدعو الزوار إلى زيارة مدرسة البؤس وهو اسمها الحقيقي؛ ومقارنة واقعها مع تصريحات مسئولي التربية في الجهة.
Aucun commentaire