القضية الأخلاقية في رحاب أكاديمية الجهة الشرقية
اتصل بي العديد من الإخوة في الحقل التربوي خصوصا رجال التفتيش مستفسرين عن القضية التي اهتزت لها المنطقة الشرقية ؛ وهي قضية أخلاقية مست مسئول قطاع التربية في الجهة مسا مباشرا كما أنها مست القطاع التربوي ككل مسا غير مباشر باعتبار أسرة التربية واحدة إذا مس أمر ما عضوا منها تداعى له سائر الأعضاء بالاهتمام . ولقد ظن البعض أن جهاز التفتيش ربما وقف متفرجا أوأنه ليس له موقف من القضية ؛ وربما ظن البعض أن الخلاف المهني الذي كان بين جهاز التفتيش وإدارة الأكاديمية حول أمور تنظيمية تهم الصالح العام قد يجعل جهاز التفتيش دون موقف يذكر في موضوع كهذا ؛ بل بلغ الأمر ببعضهم أن حاولوا استفزاز جهاز التفتيش وربما اتهمامه بالسكوت عن أمر لا يسكت عنه ؛ وقال أحدهم سامحه الله أنك كنت تكتب في الشأن التربوي بانتظام وها أنت اليوم تلوذ بالصمت فلماذا ؟
والجواب أنني كنت أكتب في القضايا التربوية الصرفة ؛ وأما هذه فقضية أخلاقية خاصة تتعلق بشخص السيد المدير كانسان لا كمسئول ؛ ولم تحصل في رحاب الأكاديمية أثناء مزاولة السيد المدير مهامه اليومية المعتادة بل وقعت خارج أوقات العمل وفي وقت متأخر ليلا حسب ما بلغني وكان بالإمكان أن أكتفي بهذا المبرر حتى لاأخوض في الموضوع أصلا ؛ ولكن لابأس من توضيح موقف جهاز التفتيش وان كنت غير وصي على هذا الجهاز ولا أنا متحدث رسمي باسمه.
إن الالتزام بالمبادئ والأخلاق السامية لديننا الحنيف تقتضي أن نلتزم التبين عملا بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) إن الخبر تناقلته الألسنة بسرعة كبيرة كسرعة النار في الهشيم نظرا لمكانة السيد المدير ومسئوليته في الجهة مما يدل على أن جهة ما وقد تكون مسئولة هي التي تقف وراء نشر الخبر وإلا فمن الذي باشر التحقيق في شكاية السيد المدير ضد الجاني الذي سطا على ممتلكاته واعتدى عليه ؛ أنها أجهزة الأمن وليس المجتمع المدني ؛ فكان على أجهزة الأمن أن تلتزم السرية المطلوبة في التحقيق حفاظا على سمعة الناس التي لا تقدر بثمن خصوصا إذا كان لهؤلاء الناس دور خطير في المجتمع كدور مسئول تربوي.
والأمر الثاني أن الجاني شخص معروف لدى الأجهزة الأمنية وله سوابق وهو نموذج سيء يحترف الشذوذ الجنسي ؛ فهما تكن تصريحات هذا الشخص فلا وزن لها نظرا لسوابقه ؛ وهو ممن قال فيهم الله تعالى ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون) والغريب أن من يريد النيل من السيد مدير الأكاديمية في هذه القضية الخلقية يجعله في مرتبة الجاني وهو إنسان سيء السمعة له سوابق عدلية ؛ وكان من المفروض أن ينتهي أمره منذ زمن بعيد من خلال عقوبة رادعة فهو رمز للإساءة لسمعة ساكنة مدينة وجدة قاطبة إذ لا يشرف المدينة أن يكون فيها هذا النوع من الطفيليات. وكان من المفروض أن يوضع المسئول التربوي بعيدا عن الشبهة وأن لا يسوى بالجاني .
والسؤال الملح لماذا يرغب الناس في تصديق الجاني والتشكيك في الضحية ؟ هذا ما جعل موظفي الأكاديمية يشكون في الأمر ويحتجون بشدة عليه ؛ وهم محقون في ذلك لأن الأمر يوحي بوجود مؤامرة خصوصا وأن هذا الأسلوب مشهور في الإساءة إلى المسئولين ؛ وأن المسئول يجرد من كل قيم عندما يوضع في نفس خانة المنحرفين من حيث المصداقية بحيث تصير شهادة شاذ جنسيا كشهادة مسئول سواء بسواء وهذا هو المبرر للقول بأن القضية عبارة عن مؤامرة.والسؤال المطروح : ما هي الجهة التي تقف وراء هذه الجناية ؟ هل الجاني تصرف من تلقاء نفسه طمعا في المال ؟ هل تقف وراءه عصابة من اللصوص تتصرف بنفس الدوافع ؟ هل صادف هوى الجاني أهواء جهات ما لها تصفيات حساب مع السيد المدير ؟؟ وما هي هذه الجهات ؟؟ إن الفضيحة الحقيقية هي أن يكشف النقاب عن جهة ما وتكون هذه الجهة مسئولة كما يروج الشارع أرادت ابتزاز السيد المدير لأنها لم تظفر بما أرادته منه بطرق أخرى والسيد المدير في هذه الحالة على علم بهذه الجهة إن صحت الرواية وبإمكانه أن يكشف عنها للصحافة والرأي العام لفضحها كما أرادت النيل منه ؛ ومن حقه أن يطالب العدالة برد الاعتبار حتى لا يتكرر مثل هذا السلوك مع مسئول آخر في أي قطاع من القطاعات .
إن جهاز التفتيش الذي يعتبر السيد مدير الأكاديمية واحدا من عناصره يسوءه الترويج لهذه الإشاعة المغرضة وهو يدين موقف التشفي والشماتة ويندد بالقذف والتجريح في حق كل رجل تربية بهذه الطريقة الساقطة.
وبالمناسبة لا بد من الإشادة بالعلاقة الطيبة التي سادت بين السيد المدير وجهاز التفتيش بعد سوء تفاهم كان في بداية التحاقه بالجهة الشرقية وهو لا يدخر اليوم جهدا في الاعتماد على السادة المفتشين في تدبير شؤون التربية بالجهة الشرقية ؛ كما أنه يقبل كل نصح يسدى إليه ؛ وقد وقف وقفة مشرفة مع مصاب المفتشين الجلل عندما فقدنا أخانا العزيز محمد راشد وله أياد بيضاء لا ينكرها إلا لئيم ؛ لهذا فلا مجال للتشويش على علاقة المفتشين بإدارة الأكاديمية ؛ ولا مبرر لافتعال خلاف بينهما للبحث عن شماعة تعلق عليها قضية الشاذ جنسيا ؛ وجهاز التفتيش يلح على الجهات المسئولة بالكشف عن الحقيقة ؛ ورد الاعتبار للسيد المدير ومتابعة الجهة المتورطة في الترويج لإشاعة مضرة بشخص مسئول في قطاع حساس.
وللسيد المدير المحترم أقول أذا كان الإنسان بريئا فيكفيه راحة ضميره وصدق من قال : ما عاتب المرء الكريم كنفسه/ والمرء يصلحه الجليس الصالح. والله عز وجل يقول للمظلوم : عبدي لأنصرنك ولو بعد حين ؛ فالله وحده كفيل بفضح المؤامرة ويكفيك القول : حسبي الله ونعم الوكيل .
Aucun commentaire
إنه فعلا لموقف ينم عن شهامة ونبل طوية، سواء أكان هذا الموقف يعبر عن هيئة التفتيش أو عن شخص بعينه، المهم هو اليقة التي تتحلى بها أسرة التعليم بمختلف مكوناتها, إذ ليس بعيدة إلا تامسنا كما يقال في مثلنا الدارج ، فهاهي المحكمة قد أدانت المنحرف الذي اعتدى على مدير الأكاديمية بشهرين نافذين، مما يعني أن المحكمة أياها قد أبعدت الشبهة عن المسؤول التربوي، ولا يسع المرء الأن إلأ أن يتوجه إلى أولئك الذين كانوا يقولون أنه لا ينبغي التشويش على العدالة، وأنه ينبغي أن ننتظر حتى تهر الحقيقة ,, فها هي ذي الحقيقة قد عبرت عنها المحكمة فلماذا لا يعبر هؤلاء عن مواقفهم في حماية مهنة التعليم الشريفة، ولماذا لا ينتصرون إلى الحق من أجل إزهاق الباطل، أم تراهم كانوا ينتظرون أن تسقط البقرة كي يشهروا سكاكينهم إن لم يكونوا قد أشهروها قبل حتى أن تسقط البقرة؟ وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.. فمن المنتظر الآن أن تنطلق حملة حقيقية للتضامن والمساندة مع الضحية باعتباره رجل تعليم أولا، حتى تنكشف كل ملابسات وخيوط هذه القضية.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المتتبع لمجريات هذا الموضوع يتبين له جليا أن هناك مؤامرة من جهة ما وصدق الأستاذ الشركي في مقاله حين قال : « ما هي الجهة التي تقف وراء هذه الجناية ؟ » فهو استفسسر عن هذه الجهة ب « ما » وهي في اللغة العربية لغير العاقل، فهذه الجهة لاشك وأنها عير عاقلة وغير واعية بأن رجال التعليم هم جسد واحد وإن اختلفت آراؤهم في القضايا التربوية فلكل مرجعيته وتوجهه لكن الجميع تحكمهم المبادىء والقيم ونبل رسالتهم التربوية كل من موقعه.
إن هذه القضية وإن أريد بها باطل فقد أكدت لذوي المآرب الضيقة أن رجال التعليم ونساؤه هم كما كانوا دائما جبهة واحدة للتصدي لأي خطر قد يواجه أي رجل تعليم أيا كانت مرتبته ومسؤوليته.
إذا كان القضاء قال كلتمه في هذه القضية وأدان الجاني بشهرين حبسا نافذا فإنه من الواجب على الجهات المسؤولة رد الاعتبار لأسرة التعليم برمتها
سلام الله عليك أستاذي وأخي سيدي محمد شركي؛ لقد قرأت مقالكم هذا وأعتز بكتاباتك. ومن خلاله رأيت فيه إشارة إلى لومي لك في أحد تعاليقي عن ابتعادك عن الكتابة في الشأن التربوي، وهذا اللوم هو لوم العزيز لأخيه العزيز، وهو في سياق كتاباتك في الشأن التربوي العام لا في هذه النازلة التي تحدثت عنها في مقالك هذا. وهذا بطبيعته شأن جهوي شرقي له أهله، يبقى ارتباطنا به إنسانيا وأخلاقيا صرفا، فكتاباتك تشرفنا وقلمك يعزنا ويكرمنا، ويذكي فينا حماسة الكتابة والنضال وقول الحق. فلا تآخذي سيدي إن أخطأت التعبير أو أخطأ اللسان القول. وأطلب منك المسامحة إن أسأت معك الأدب. فإن كنت أنا المقصود بلومك، فقد اعتذرت لك مع إلحاحي عليك أن يعود قلمك إلى الشأن التربوي في قضاياه العامة من برامج وكتب ومنهجيات….. وتقبل مني التحية والتقدير، والله إنك لأخ كريم.
أخي العزيز الأستاذ عبد العزيز تحياتي الحارة وشكري الجزيل وعتابك غالي علي وهل يحك جلودنا غير أظفارنا وهل ينشر غسيلنا غيرنا ظروف فقط تحول دون الجلوس الى الشبكة العنكبوتية من أجل القضايا التربوية التي أراني مقصرا في حقها بحق وستتوالى أن شاء الله الكتابات المتعاقبة قريبا وأنا أتابع كتاباتك الراقية ببالغ الاهتمام فمزيدا من العطاء وأنت أهل للعطاء
تحياتي الحارة وطلباتك أوامر أخي العزيز
– إن يسمعوا شيئا طاروا به فرحا مني وما سمعوا من صالح دفنوا
– يمشون في الناس يبغون العيوب لمن لاعيب فيه لكي يستشرف العطب
إن يعلموا الخير يخفوه وإن ظنوا شرا أذاعوه وإن لم يعلموا كذبوا
قال جبران خليل جبران ° فسارق الزهر مذموم ومحتقر ° وسارق الحقل لاتدري به البشر . وقبلها قال في نفس القصيدة ° واكثر الناس قطعان يسير بها ° صوت الرعاة ومن لم يمش يندثر ° هكذا اراد هؤلاء ان يسيئوا الى السيد مدير الاكاديمية عندما لم يستجب لصفقاتهم وشراء ذمته ومسوه في كرامته وانفته من خلال الاشاعات التي اطلقوها وروجوا لها والعقاب عند الله منتظر .
أخي محمد الشركي ، تحية طيبة وسلام أخوي ،
وبعد ، قرأت لك مقالك في موضوع : القضية الأخلاقية بأكاديمية الجهة الشرقية ، ولشد ما كنت معجبا بمضمونها الذي ينم عن غيرة مهنية أولا ، ثم عن وازع خلقي متشبت بما هو أصيل بأتم معنى كلمة الأصيل ثانيا ، كما أنه منبعث من عقل فياض ، وعاطفة صادقة ، وايمان حقيقي بالذي يهمنا جميعا وهو الميدان التربوي بكل تشعباته . أشكرك أخي على هذه الجرأة والفصاحة التي ما يمتلك مثلها الا مؤمن صادق الإيمان ، شغوف وتواق الى تغيير واقع مهترئ ، تشلـه النميمة والحقد والحسد … وما الى ذلك من النعوت القبيحة التي نهانا الإسلام عنها . ولكن ومع الأسف لا يزال بعضهم متمسكا بهـا ، يحنتر في هذا وذاك بل وتلك ، همه الوحيد هو التقول والتجريح ومس كرامة الآخرين ارضاء لنزواته التي لا تبرأ ولا تشفى الا باسقاطات مرضية على الغير .
هذه الظاهرة يا أخي وليدة المقاهي والفراغ … وحاشا لله أن تكون ارثا من أجدادنا وآبائنا الذين علمونا عزة النفس والأنفة واحترا م الآخر وان كان رأيه مخالفا لرأينا الشخصي ، تلك سمة التحضر والتفتح والتمدن ، وما نراه اليوم في الجهة الشرقية من [ اذاعة الرصيف] الا انحراف عن جادة الصواب حبا في الظهور أو التعنتر أو لعب دور البطل في الحكي والسرد ببهتان ما رأيت مثيله في مدينة من مدن مغربنا الحبيب . وقد كان فكرك يا أخي يقظا ، ولسانك سيفا يقطع حبال كل الأصوات السادية لكونها تجرأت على مسؤول تربوي بالجهة الشرقية وهدفها هو زعزعة الوحدة أو النيل من المجموعة التربوية كلها . فأدام الله لسانك صادقا جريئا يبتر كل بذرة شرسة تتمنى ميلاد اخوة لها تساويها في الشر والبهتان والحاق الضرر بالغير . ولا يسعني الا أن أتذكر قول حسان بن ثابت في رده على من هاجموا الرسول (ص) حين قال :
لساني صارم لا عيب فيه /// وبحـري لا تكـدره الدلاء ..
آمل أن تكون رسالتي هذه مبعث هداية للضالين المنحرفين عن جادة الصواب ، وأرجو أن يعتبر منها كل معتد على كرامة الغير ، لعله يجد ضالته الحقيقية في الطريق الصحيح الذي سطرته شريعتنا الإسلامية السمحة ، وأقول للسيد مدير الأكاديمية المحترم :
ان جهاز التفتيش معك ويساندك في المكيدة الجوفاء ، ويقف بجانبك صفا وسدا منيعا لكل مبتغ آثم ،
اننا نؤازرك ونشد بعضدك قولا وفعلا ، للرد على كل من سولت له نفسه التطاول بلسانه الفاحش المردود . واننا في دولة الحق والقانون