مدرسة القرن21
لقد اخبر عنها السيد الوزير الجديد مدرسةtablet ،فهي في نظره تعوض الكتاب و الدفتر و القلم و الممسحة و الطباشير و الكتابة. و هي تركز على عمليات القراءة و الحساب.لان المشكلة الأساسية هي العجز والجهل بالقراءة. التلميذ لا يستطيع أن يقرأ أو أن يحسب.و بما أن القراءة تسبق الكتابة ،بل هي الممر إلى الكتابة،فان أولى الأولويات هي تعلم القراءة.و ثاني الأولويات هي محاربة المحفظة التي يحملها التلميذ على الظهر.
كان التلميذ القديم الكلاسيكي يحمل محفظته في يده.و هي تحمل بضعة من الأقلام والدفاتر.ولهذا كان حملها خفيف و أجرها كبير.أما محفظة التلميذ اليوم، فوزنها ثقيل و أجرها خفيف.
و لكن يبقى السؤال الذي سنطرحه هو: هل يمكن تصنيف المدرسة المغربية كمدرسة تقليدية(كالصناعة التقليدية و الأكل التقليدي و الإنسان التقليدي) أم تصنف كمدرسة حديثة ترجع إلى العصر الصناعي الأول؟أم إلى التاريخ المعاصر(نحن في بداية القرن21)؟
لا احد منا يملك إجابة محددة و دقيقة.فإذا نظرنا إلى الأمر من زاوية علم الدلالات و الرموز،نرى القسم أي حجرة الدراسة(كرمز له دلالة)،عبارة عن قاعة ،توجد بها طاولات ثنائية الجلوس(يجلس عليها تلميذان).وهي ذات اصطفاف طولي على شكل une rangée صف…كل صف يتكون من عدد من المقاعد كلها موجهة نحو السبورة و مكتب المدرس الموازي لباب الدخول. وحجرة الدراسة أعدت بطريقة تقليدية، و لا تصلح إلا للطريقة الإملائية (القرائية الخطابية) .فكل عيون التلاميذ تتجه صوب السبورة و إلى الأمام، في خط عمودي.و قاعة الدراسة تتكون من أربع صفوف أو أكثر.و جلوس التلاميذ يكون، الواحد وراء الآخر. يفضي إلى نظام يشبه العسكري.ولكن بدون انضباط عسكري
وفي وسط القاعة علقت السبورة ذات اللون الأسود(بعضها و بفعل الاستعمال و التقادم يذهب لونها و تبدو شاحبة)وهي تتكون من ثلاث قطع في الغالب الأعم.
وفي ركن مواز للباب، يوجد مكتب المدرس.في المدارس التي أنشأها الاستعمار الفرنسي،نجد المدفأة و الخزانة التي تحولت في عهد الاستقلال إلى متحف القسم أو مستودع تحفظ فيه الأشياء(التسمية القديمة للنشاط العلمي). و هي عينات أو صور تستعمل في دروس النشاط العلمي أو دروس علوم الأرض و الحياة( وهي التسمية المعاصرة).
المدرس يعتمد في وسائل التعليم و التعلم ،على السبورة و الصور و الخرائط و العينات.أما التلاميذ فيحملون كتبا و دفاتر و أقلاما، إما في اليد عند التلميذ قديما أو على الظهر عند تلميذ اليوم.
مدارس الغد كما اخبر عن ذلك السيد الوزير ،تستعمل اللوحة الالكترونية(إن كانت الترجمة صحيحة)tablet،وهي تعوض الكتب و الدفاتر والأقلام طبعا.(حسب تعبيره)
الدروس لحد الآن تؤخذ بواسطة الشرح و الإملاء و القراءة،وهي معلومات تكتب و تخزن .
و لكن هل استطاعت أن تدخل المدرسة عهد التكنولوجيا و الأجهزة الرقمية؟هل تساير المدرسة عصرها.؟
كما أشار إلى ذلك المفكر المغربي محمد عابد الجابري في كل كتاباته التي تتحدث عن التعليم ،أن المدرسة لها طابع محافظ وهي تعيش تخلفا عن الحاضر والمستقبل. و ليست دائما كذلك،لها طابع المحافظة. فمدرسة اليوم وفي العالم الغربي تلعب دورا في الحاضر و تتجه إلى المستقبل(بناء عالم الغد أو الإعداد له)لأنها اعتمدت(في نظر عابد الجابري) على العلوم و تقنياتها سواء العلوم الحقة أو العلوم الإنسانية).
فإذا كانت المدرسة الغربية قد أدخلت التلميذ إلى عالم التكنولوجيا الرقمية،فان المدرسة المغربية،قد أدخلت إلى بعض حجراتها بعض الحواسيب،وعددها لا يتناسب مع عدد تلاميذ القسم،ويتم في كثير من الأحيان التعامل معها بالتناوب. .وحصص استعمالها لا تتعدى ساعة في الأسبوع،و في الغالب تكون نظرية.وإذا حصر التلميذ تعلمه على ما يقدم له في الفصل، سيكون من الأميين الغافلين في هذا الميدان. وفي مدارس أخرى خاصة بالعالم القروي حيث تختفي الكهرباء ،يبقى استعمال الحاسوب كتزيين للمشهد المدرسي.
أخيرا نقول أن طموح السيد الوزير بإدخال المدرسة إلى العالم الرقمي يبقى طموحا،لا نظن انه يتيسر لجميع المدارس في المدن و القرى و للفئات الفقيرة و المهمشة.
4 Comments
ACHE KHASSAK AL 3ARYAN GHI TABLETTE A MMOULAY NOS ELEVES SOUFRENT POUR AVOIR UNE TABLE EN BOIS TABLE TRADITIONNELLE ALORS UNE TABLETTE SERAIT UN REVE
شكرا على اختيار الصورة التي تعبر عن مدارس الغد الحقيقية.فالطاولات و طريقة جلوس التلاميذ وشعورهم بالارتياح بهذه الوضعية تجعل تعلمهم يمر بسهولة كبيرة و وجود الوان منفتحة تعطي للعمل جاذبية كبيرة.نتمنى لتلامذتنا هذا الجو الهادئ الذي نقرأه في الصورة المعبرة.
عليك ان تعلم اخي الصايم ان الموضوع الذي تتحدث عنه والذي يتمثل في ـ رقمنة ـ التعليم ، وذلك باستعمال اللوحات الرقمية بتزويد التلاميذ بها ، ان الأمر يتعلق بصفقة عبارة عن وزيعة مع شركة » مايكروصوفت » وهي صفقة تتعلق بالملايير من الدراهم ، وتمت بطرق غير قانونية بين وزارة التربية والتعليم وبين هذه الشركة ، بحيث انه كان على الوزارة او بالتالي على السيد الوزير ان يفتح باب » الاعلان عن طلب العروض » ويفسح المجال امام الشركات الرقمية المغربية لأنها قادرة على توفير ملايين اللوحات الرقمية باثمنة اقل من تلك التي سيتم الاتفاق بها مع الشركة الغول » مايكروصوفت » …هذا من جهة ومن جهة اخرى نعرف السيد الوزير قام بنفس العملية عندما كان في السابق وزيرا للتعليم ويتعلق الأمر بصفقات تزويد المؤسسات التعليمية بأجهزة الكمبيوتر والتي كانت اجهزة اكل عليها الدهر وشرب ثم انها بعد ذلك لم تؤد الدور الذي من اجلها استحضرت ، واصبحت في كل المؤسسات من المتلاشيات ولحد الأن لم يفتح بخصوصها اي تحقيق …ويبقى السؤال الأخير طالما ان شركة مايكروصوفت التي ستوفر هذه اللوحات باثمنة قد تتجاوز 2000 درهم للوحة لكل تلميذ ، واذا افترضنا ان الوزارة ستقوم بتزويد حوالي 2 مليون تلميذ أو اكثر باللوحات الرقمية خلال المرحلة الاولى فيعني ان هذه الصفقة ستجني منها مايكروصوفت » والوسطاء » : 4 ملايير درهم فكم ستكون منها عمولة السيد فلان وفلان وفرتلان ـ اي الوسطاء ـ وبالتالي الا يمكن اعتبار هذا المبلغ وزيعة واية وزيعة ؟
المرجو من السيد الوزير ان يوضح للراي العام خفايا هذه الصفقة كيف ستتم او كيف تمت وبالضبط مع مايكروصوفت ؟ ولماذا لم تخضع لقانون طلب العروض ….الخ ـ خلاصة القول ان تعليمنا ما يزال بقرة حلوب ، من جهة ، ومن جهة اخرى اش خاصك العريان / تعليمنا الى الهاوية ، والوزير يريد رقمنته بطريقة تثير الشكوك ، انه من اعجب العجائب ، وبدون شك ستكون هذه الصفقة اشبه بوزيعة البرنامج الاستعجالي ، وببيداغوجيا الادماج ، ،،،فاللهم الطف بتعليمنا وببلدنا
الى المجلس الاعلى للحسابات و الجمعيات التي جعلت من مهماتها مراقبة الانفاق للمال العام ان تنظر الى صفقات تزويد المدارس العمومية باللوحات الالكترونية و التي ستتم بين شركة مايكروسوفت و الوزارة الحقيقة كما اشار اليها الاخ المعلق من داخل الوزارة هي ان لااحد يسعى الى المصلحة العامة.وان هناك اشياء اهم من اللوحات الرقمية و هي كهربة المدارس و اعادة بناء المدارس الايلة للسقوط،و بنا سياجات تحمي التلاميذ من الحيوانات التائهة،وادخال الماء و المراحيض الى المؤسسات التعليمية.هذه هي المواطنة الحقيقية و تزويد المدارس بالعنصر البشري الخاص بالنظافة و الحراسة .
هذه هي الاولويات يا سيادة الوزير القائم على حراسة المال العام الذي ستسال عنه ،انت و غيرك من المسؤولين…