و قل ما شئت سيدي الوزير انه البرلمان : مكان الكلام.
في أمسية يوم الثلاثاء 17نونبر2015، و في أوقات البث التلفزي المباشر من غرفة البرلمان و بالضبط من قاعة المستشارين(و لا ندري ما هي الاستشارة التي يقدمونها و لمن ؟هل للشعب؟أم للحكومة؟أم للهيئات الأجنبية التي تزور المغرب،و نعرفها بالديمقراطية الاستشارية؟هل ؟وهل؟
المهم أني لا عرف الجواب وان كنت على علم بالأسئلة التي ينتجها تفكيري كسائر المواطنين في هذا البلد السعيد.تذكرت هنا أولئك التلاميذ في القسم الثالث من الابتدائي(الأساسي بلغة العصر) و قد علمهم المدرس أن يرفعوا الأصابع في كل حصة دراسية(كنوع من المشاركة في الدرس) طالبين المشاركة للجواب عن السؤال الذي يطرحه المدرس. التلاميذ يرفعون الأصابع للإجابة مصحوبة بالهرج(أستاذ… أستاذ… أستاذ..) وعندما يعين المدرس احد المجيبين من التلاميذ،يجيب » أنا لا اعرف،أريد أن اعرف ».هذا هو محتوى إجابة التلميذ في درس الجغرافيا و التاريخ،عندما كانت المواد الاجتماعية مقررة بالقسم الثالث…و قد ابتدع المدرس هذه التقنية لإزالة الملل الذي يحدثه درس كله يعتمد على ما يقدمه المدرس من معلومات و إضفاء شيء من الحيوية و الحياة من خلال تدخلات التلاميذ في الحصة عوض أن تمضي في موت الصمت الرهيب الذي يجعل التلاميذ ينامون في الحصة(خاصة إذا كانت هذه الحصص بعد الزوال و بعد الغذاء مباشرة).
غادر السيد وزير التربية و التعليم قاعة المستشارين الطيبين بعدما أمطروه بوابل من الأسئلة و التعليقات و التهم بمسؤوليته الواضحة الفاضحة في ما آل إليه مشكل التعليم و مشكلة المدرسة المغربية من تدهور و موت سريري .رأيت السيد الوزير الهادئ وهو الشيخ الطبيب الذي أسندت له مهمة إعادة الحياة لمدرسة في غرفة الإنعاش و في العناية المركزة.رأيته يستمع بإمعان إلى هؤلاء القوم الذين لا يرون الأمور إلا بالعين العوراء و بالعين الأخرى الحولاء(الحول من العيوب التي تصاب بها العين البشرية).هؤلاء القوم يقبضون الملايين و يرتعون في أحضانها من أجل أن (يسخسخوا) كل وزير لا يعجبهم،و يرفعون الصوت عاليا لاجل أن يسمعهم الشعب الذي لم يعد يطربه ما يجري تحت قبة البرلمان، والذي أمسى كنوع من محاكم المملكة(المحكمة الابتدائية و محكمة الاستئناف و محكمة النقض و المحكمة الإدارية والمحكمة التجارية و محكمة الأسرة و المحكمة العسكرية….).لم يجد السيد الوزير ما يجيب به هؤلاء القوم بعد أن أسمعهم ما في جعبته من كلام مقنع و منطقي ومن إجابات كلها تصب انه لا يملك خاتم سليمان للطلبة الأساتذة،و أمرهم بيد السيد وزير (مول الشكارة المتحكم والموزع للأرزاق على مغاربة دون مغاربة و دون التوزيع العادل للثروات؟؟).
غادر الوزير و ترك المستشارين في (حيض و بيض)،و هي لغة السيد رئيس الحكومة اقتبسها منه،و يشربون من ماء البحر(الأبيض المتوسط و المحيط الأطلسي و البحر الأحمر و الميت و الأسود وبحر الصين و المحيط المتجمد و بحيرة طبرية…).
و أراد السيد وزير الحكامة و الشؤون العامة أن يتطوع خيرا للإجابة عن (نرفزات) المستشارين و تعليقاتهم و استفساراتهم و سخرياتهم كذلك،قائلا « انأ أجيبكم عن أسئلتكم) .و يعتبر هذا استهتارا لوزير لا شغل له و لا مشغلة سوى الإجابة عن كل الأسئلة المطروحة من السادة النواب و المستشارين.و أظن أن سيادته يريد أن (يحلل) الأجرة التي يتقاضاها بدون قيام بمهمة،فهو فوق المهام (وزير بلا حقيبة،و لا يعرف الميدان الذي يجب آن يتدخل فيه)،و غاب عن سيادته أن الشعب لا يريد من يجيب بل يريد من يأتي بالحلول الملموسة و القرارات التي تصب في مصلحة الأمة و قوة التنفيذ . أما الكلام و الثرثرة الفارغة فاسأل السيد احمد بوكماخ رحمه الله عنها ،فقد افرد لها نصا تحت عنوان (الثرثار و محب الاختصار).
الشعب يعرف يا سيادة الوزير يا أبا المعارف(بو عروف)، أن موضوع التعليم و مشاكله و أعراضه المرضية لا تعالجها بعض العبارات و التهكمات من جانبك على الشعب الذي يمنحك تلك الحوالة التي تمنحك (التبوريدة علينا في قبة البرلمان)…
و يعرفك الشعب انك صاحب تهكم مراكشي قح، و نكت حلقة جامع الفنا، فهل تظن أنك قادر أن تتلاعب بعقول الناس و بأجوبة سفسطائية ديماغوجية فارغة من قوة التنفيذ.فقد ولى زمن الهرطقة و الطقطوقة الجبلية و الدقة المراكشية و الرودانية،خاصة من وزراء بلا حقيبة أعمال بل بحقيبة أقوال، ليكونوا وزراء قوالين منتجين للأقوال و الأقوال و لا شيء غير الأقوال.
فقولوا ماشئتم سيدي الوزير انه البرلمان…مكان الأقوال و الكلام.
c est le parlement monsieur le ministre
صايم نورالدين
Aucun commentaire