الرحلة الفاسية -3-
كانت وجهتنا في اليو م الثالث حامة مولاي يعقوب كما كان مسطرا في البرنامج قصد الاستشفاء بمياهه التي قد تفوق 70 درجة وبعد اجتيازنا لمدينة فاس الجديد العامرة عرجنا يمينا فصعدنا المرتفعات المؤدية الى مولاي يعقوب وما هي الا أقل من الساعة حتى كنا بين أحضان مرتفعات تدعو الى الدهشة وتدكر بعظمة البارئ المصور .فامتلأت النفوس اجلالا و سعادة وحبورا.
لم نكد نتوقف بالسيارة حتى أحاط بنا جمهور من البشر كل يعرض بضاعته.-محال..محال..ألحاج..
توجهنا للتو جميعا الى الحمام .فنزلنا الدرج كأننا ننزل الى قاع كهف أو غار .وما هي الا بعض دقائق حتى وجدنا أنفسنا المنهكة أمام باب الحمام وبعد الاداء نزلنا -أنا وابني ياسين- الى حمام الرجال ونزلت النساء الى حمامهن الخاص. تابعنا عملية النزول فوجدنا أجسادنا العارية الا من بعض تبان بازاء مياه يتطاير منها بخار دالا على أن المياه حارة.
-بارد وسخون أمولاي يعقوب
-اللهم صل عيك آرسول الله.
كانت الأصوات ترتفع من هنا ومن هناك مشجعة على اقتحام المياه الحارة .انها فعلا عقبة وما أدراك ما العقبة.قضينا ما يقارب الساعة أو يزيد بقليل مستمتعين بالمياه التي يقال أنها تتوفر على مواد صالحة للقضاء على ما يصيب الجاد من أمراض ومن تعفنات.
بعد دلك وعند الخروج من الحمام كانت الحرارة تزداد شيئا فشيئا الى درجة لا تطاق زد على دلك عملية الصعود.فما نزلناه ونحن في لياقة بدنية لابأس بها كان علينا أن نصعده ونحن منهكين أشد الانهاك .
فكرنا في مكان بارد فكانت وجهتنا عين الله فلم نجد ضالتنا فاتجهنا نحو اموزار ومن ثمة الى افران وقبيل الدخول اليها انعطفنا الى اليمين نحو عين فيتال فاستمتعنا بمياهها الباردة والمنعشة .وما هي الاساعة حتى قفلنا راجعين الى مسكننا من حيث كانت انطلاقتنا أي دوار السخينات…يتبع
Aucun commentaire