-يا الهي دوار السخينات بكامله -برجاله ونسائه وفتيانه وفتياته بشبابه وشاباته- كل هؤلاء في خدمة الزبناء الآتين من كل فج عميق -وربما في غياب التخطيطات الرسمية لوزارة السياحة- والعرض متوفر ومتنوع المهم أن يكون لدى الزائر شيء من المال.بيوت للسكن ودور بكاملها معروضة بجلاء والمواد الغدائية من حرشة وملاوي وحريرة وشواء وحليب وكل ما تشتهيه النفس معروض أمامك ما عليك الا أن تختار وتضرب يديك الى جيوبك.

كان اليوم الثاني يوم جمعة فقررت أن نبقى بالدوار قصد أداء صلاة الجمعة في أحد المساجد الكائنة بها.وبعد تناول الفطور والشرب من ماء أحدى العوينات القريبة من دار شباب السخينات وجولة قصيرة في سوقها الصغير التحقنا أنا وابني بالمسجد باكرا فشاركنا في قراءة الحزب وبعد الانتهاء تلا احد الاخوة -جازاه الله خيرا-آيات بينات من الدكر الحكيم فكان التأثر واضحا للعيان دمعت له بعض العيون وسمعت الآهات من بعض الحاضرين .وما هي الا لحظات حتى اعتلى المنبر خطيب حسن السمت لا يتوانى في تنظيف الاسنان بعود الارك كأنه يلقن المصلين سيرة النبي الكريم.وبعد الآدان خطب في الناس خطبة كأنني أسمعها لاول مرة عن الاعراس خصوصا في فصل الصيف وما يقع فيها من منكرات من اختلاط وتبرج وتبدير للاطعمة والشراب في مجتمع يكثر فيه الضعفاء والفقراء .كان الصوت يرتفع لكأنه يخاطب جيشا في مواجهه الروم أو الفرس الا أن الكثير من الحاضرين كانوا يغطون في نوم عميق غير آبهين لابالوعد ولا بالوعيد مستسلمين لفكر المعتزلة القائل بالمنزلة بين المنزلتين .وفي الاخير دكر الخطيب باقتراب شهر الله -رجب- وما على المسلمين اتجاهه من صيام وقيام ونبد لكل شقاق خصام .

بعد وجبة الغداء كانت وجهتنا سيدي حرازم فبدأنا بزيارة سيدي حرزهم الولي الصالح فتمنيت أن أراه تلك الليلة في المنام لكن مع الاسف لم يحصل ولكن بقيت دكراه في عالم اليقظة.تأملت مياها غزيرة تنبع بمحاداة مقامه بل من تحته فقلت في نفسي انها علامة لمن ألقى البصر وهو شهيد…

بعدها نزلنا اتجاه المياه الدافئة المنسابة بدون انقطاع فأخدنا مكانا لنا بالقرب منها لنرتوي ونستمتع بالظلال الوارفة وكم كانت فرحتنا ونحن نتمدد على الارض غب عناء المسير…يتبع