لا ينبغي إحراق نفس خلقت لتعمير الأرض
بداية أول ثورة عربية بتونس بعد إحراق البوعزيزي نفسه لا يعني أن كل من أحرق نفسه ستأتي بعده ثورة
إن هذا الحدث على جدته لم يكن وحده ليلهب الثورة بقدر ماكان النقطة التي أفاضت الكأس
إن هذه النفس البشرية لها خالق رازق يقول في كتابه العزيز : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)و
قد قال صلى الله عليه وسلم : (لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطيرتغدو خماصا وتروح بطانا)و
لم يكن يوما في كل أ عراف الناس عبر التاريخ ، عدم وجود شغل ، مدعاة لحرق النفس ، حتى العرب في الجاهلية لماكانوا يئدون بناتهم ، وجاء الإسلام فنزلت الآية الكريمة (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم)و
الرأي الصواب ليس حرق النفس ، ولكنه الدفاع عن الحق بكل ممكن مشروع والأفضل ، السعي وراء طلب الرزق مع النضال الانتزاع الحقوق فهل الحرق أمر محمود ؟ إنه أمرفيه اعتداء على النفس التي خلق الله تعالى لتعمر الأرض وتقيم شرع الله عليها
وأريد أن أقول للشباب الذين يسمونها شهادة ، إن الشهادة تكون في سبيل إعلاء كلمة الله أو تكون لمن يدافع عن حق
ويقتل ظلما وعدوانا ولم يكن الشهبد أبدا قاتلا لنفسه
قد يكون في المجتمع ظلم وفساد وتراكم الثروة عند جهة دون أخرى ، قد يكون فيه سلب للحقوق ، وانتهاك للكرامة
ولكن هناك طرق كثيرة الاسترجاع ماضاع دون أن نستعجل على أنفسنا بالهلاك ، فيكون النضال والمطالبة بالحق من داخل إطارأو تنظيم وباستعمال طرق مشروعة كالتي نرى (إضرابات ، إحتجاجات ، إعتصامات ، ) وعلى المرء أن يكون حكيما له دراية: بوقائع التاريخ ، وأن دوام الحال من المحال ، فالشاعر الأندلسي يقول
هي الدنيا كما شاهدتها دول ومن سره زمن ساءته أزمان
إن ثقافة الحرق هذه سنة لاترقى لمستوى العصر وثورته العلمية ، إنها ترجع بنا إلى عصور الجهل والظلام ، ونحن نعل أن الذين يقتلون أنفسهم وينتحرون هم من لا ملة لهم ولادين ، أما الذي يعتنق دينا ربانيا يلجأ إلى بارئه وخالقه عند كل ذائقة ولا يلقيبنفسه إلى الهلاك بدم بارد
ولعل من حسنات هذه الثورات الربيعية المباركة ، أن جعلت للشعوب صو تا وللأفراد صوتا وأيقظت الجاثمين على حقوق غيرهم مدوية بأن زمن الهيمنة و الا حتكار قد ولى ، وها قد حان زمن العمل ولن يبقى في الساحة إلا الصحيح والباطل زاهق بعون الله وقوته
Aucun commentaire