إلى حد ليس بالبعيد كان عدد لا بأس به من المغاربة يعولون على الإتحاديين، الذين كان كلامهم كثيرا عن التغيير وعن ثروات البلاد واستئثار النخبة بها، حتى أن أحدهم كان يقول تحت قبة البرلمان:إن السمك وحده كفيل بأن يعيش به كل المغاربة حتى من لا عمل لهم، ولكن الحقيقة المرة أنهم لما وصلوا إلى الحكومة اكتفوا بالمناصب وراكموا ثرواتهم وأصبحوا مع النخبة وكنا نحن آنذاك لا نتفاءل لفوزهم لأن بعضهم كان يجاهر بالعداء للمتدينين وكان ينعتهم بالظلاميين وكانت دعوتهم صريحة للعلمانية، وفي عهدعم زادت رواتب البرلمانيين وسمع أحدهم على الشاشة وقد سئل عن سبب الزيادة يقول: إن البرلماني قد يأتي من جهة بعيدة ويبيت ليلة واحدة بالعاصمة بألف درهم، وتذكرت حينها: إذا لم تستحي فافعل ما شئت، ووصلنا إلى ما نحن عليه، تدهور في الميدان الصحي، إذا كنت بدون مال فقد تتخرب صحتك ولا مغيث وحال تعليمنا وصل إلى ما وصل إليه ولا مغيث، أما القضاء فحدث ولا حرج وأينعت رؤوس الفساد فانتظرنا مجيئ الربيع العربي وجاء معه تعديل الدستور، وصاغ المغاربة ربيعهم على طريقتهم دون أن تراق نقطة دم والحمد لله ولم يكن من غريب الصدف أن تنجح النهضة في تونس والعدالة والتنمية في المغرب وسننتظر التحاق ليبيا بالركب ومصر كذلك، ولا شك أن العسكر الجزائري ممثلا بجينيرالاته قد عض على يده حتى تورمت يوم سبق شعبه إلى هذا فحرموه، فتخيل معي حال الجزائر لو كانت حكمت العقل و الديموقراطية آنذاك ؟

في هذين اليومين استمعت إلى تصريحات كثيرة عن أسباب وصول العدالة والتنمية إلى صدارة الترتيب في هذه الإستحقاقات، وقد عدد كثير من الحقوقيين ما يلي

العدالة والتنمية استفادة من الربيع العربي_

الشعب كان يطمح للتغيير ولمجيئ وجوه جديدة_

نسبة المشاركة 45,40 ساهمت في نجاح العدالة والتنمية

العمل المستمر والتأطيلر الذي تبناه الحزب_

ولكن الذي لم تنصف به هذه الآراء حزب العدالة والتنمية هي بعض الأمور الأخرى

فهؤلاء رجال نحسبهم أصحاب مبادئ وأخلاق فاضلة مستقاة من الشريعة الإسلامية ولا يمكنهم السماح لأنفسهم بممارسة الفساد والإنصياع لما من شأنه إهدار المال العام

حملاتهم الإنتخابية كانت نظيفة تركزعلى ما يهم الصالح العام على عكس من كانوا يراهنون على أمور أخرى

هؤلاء الناس الذي كان يتعامل معهم وله علاقة بهم يعرف نضجهم وسماحتهم وزهدهم وغيرتهم

كما لا ننسى أن هؤلاء لهم برنامج نظالي وما طرحوه في برنامجهم أثناء دعايتهم الإنتخابية يتماشى مع اهتمامات الناس واحتياجاتهم

ولكن هذا كله لا يعني أن لهؤلاء مصباح علاء الدين السحري بل سيكون الأمر كما يقول المثل العربي: عند جهينة الخبر اليقين فسنرى في ما سيأتي من الزمان عمل هؤلاء ومنجزاتهم وما سيصلون إليه، وما التحول الذي ستعرفه البلاد معهم فهل ستحصل عدالة ؟ وهل ستحصل تنمية ؟ هذا ما نتمناه وننتظره إننا في هذا الحديث لا نزكي على الله أحدا ولكن قلنا بما نتوخى ونأمل

كما نتمنى لهذا الحزب أن يجد أيادي نظيفة تساعده وتسهل له الطريق نحو محاربة الفساد والغش والقضاء على كل المظاهر المشينة ببلادنا والسير بها إلى الأمام وهم أعلم الناس أنه: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سن سنة سيئة عليه وزرها و وزر من عمل بها

فكما اختارهم الشعب عليهم أن يسنوا سننا حميدة يمس خيرها كل قاص و دان وإن غدا لناظره قريب