في الآ ونة الأخيرة تراجعت القراءة عندنا وقد كانت سببا في تحسن المستوى فلا ششك أن خير أنيس هو الكتاب ، في وقت أصبح فيه خير أنيس هو هدر الزمن في المقاهي والأندية وقليل من يجلس في نادي أو مقهى وبيده كتاب

كان الجيل الماضي يفتخر بما يملك ويقرأ من الكتب ، ولعل علماءنا على مر العصور ،عاشوا للكتب وبالكتب وألفوا كتبا، فبها اكتسبو العلم وضلعوا في اللغة، واكتسبوا أبعادا وأخلاقا وأصبحوا موسوعيين

كانت لهم ملكة الحفظ وقوة الذاكرة، فقد تدربوا وتمرسوا في لاهذه الأمور وخبروا طرق البحث واقتنعوا بأن العلم أهم ما في حياة المرء

وعلى الرغم من وجود الأنترنيت اليوم لا زال الكتاب يحتفظ بدوره ومكانته عند أهل البحث والعلم، ولا زال الذي يقرأ ويتصفح أوراق الكتب أكثر تركيزا وأكثر اكتسابا وتحصيلا

ولعل حال أبنائنا المتعثر اليوم مرده إلى بعدهم عن الكتاب الذي تلازمه القراءة والكتابة، وتوجههم نحو الأنترنيت واستخراج المواضيع جاهزة، بحيث لا يعملون عقولهم ولا يستنتجون أفكارا، وليس لهم أذواق نقدية، ولا آراء إضافية، إنما يقضون جل أوقاتهم في أمور تافهة في ألأنترنيت وحبذا لو يستثمرونه فيما ينفع ويجمعون المفيد الذي يغني أفكارهم وينمي تعلمهم ولا يجعلونه أداة يتزوجون بها ويسخرون بها على حالهم وحال غيرهم

لست أريد بهاد الحديث التقليل من دور الأنترنيت، ولكن البعد عن الكتاب قد يعطينا جيلا تنقصه أمور كثيرة

أصبح أبناؤنا ناقصوا ثقافة بعيدون عن الإبداع والعطاء ، لا يستطيعون الجلوس مع الكتاب مدة هامة من الزمن، فلا يقدرون على التحدث بالعربية كما ينبغي ولا ينظمون أفكارهم بطريقة لائقة ولعل هدا يضهر في الأستجوابات المفاجئة الشفوية وفي التعبيرات الكتابية إلا النزر القليل،ولو قرأوا لخبروا أن من قال من :من أراد الدنيا عليه بالعلم ومن أراد الآخرة عليه بالعلم ومن أرادهما معا عليه بالعلم . كان صادقا

وهذا لا يتأتى إلا  بالعيش بين نفائس الدررمن الكتب

لهاذا كله ندعوا من هذا المنبر الجميع للعودة للكتاب والتصالح معه وندعوا كل الهيآت والجمعيات والدعاة إلى التحسيس بأهمية الأمر بإقامة الندواة وغيرها وكذلك يكون دور الإعلام بكل أنواعه