من المسؤول عن اختلال منظومة القيم؟
ان الهدف من التعليم ليس شحن العقول بالمعارف,ولكن الهدف الاسمى منه هو صنع الاجيال الصالحة ,ولم تخلق المؤسسات التعليمية لصنع ذوي الشهادات المعرفية فحسب بل لخلق رجالات المواقف الانسانية,المسربلين بمكارم الاخلاق وحلية الفضائل.
ولم يعد دور الاستاذ بها يقتصر على التلقين الاعمى,لان زمن التلقين قد ولى واندثر,واصبح الاستاذ لزوما حكما ومعلما ومربيا ومرشدا.
واذا كانت الشواهد معيارا للنبوغ الفكري فانها لن تكون اطلاقا معيارا للنبوغ الخلقي.فكم من طبيب رفعته منزلته الى المناكب العالية,لكن شذوذه هوى به الى الحضيض,ورب صحفي حمل مشعل الحياد دفاعا عن الحقيقة بلا زيف ولا خوف,لكن سيل التملق والتزلف والمداهنة حطه من عل.وكم من استاذ رفعته رسالته النبيلة الى منزلة العظماء,فتغنى بها فطاحل الشعراء,لكن استهتاره بنبلها,وتقاعسه ومساهمته في تفريخ الطالحين بدل الصالحين جعلته حديث الالسن اينما حل وارتحل.ورب عمرو او زيد تقلد المسؤوليات الجسام واقسم على صيانتها باغلظ الايمان,فما رعاها حق رعايتها ,دخلها كالحمل الوديع,وسرعان ما انقلب الى ذئب مريع.
كل هؤلاء تقلدوا المناصب بفعل الشواهد التي جادت عليهم بها المؤسسات التعليمية,متناسية منظومة القيم والاخلاق واحسرتاه؟
والسؤال المطروح بحدة,من يقف حجرة عثرة امام صلاح القيم ,اهي المؤسسات التعليمية وحدها؟ ام هناك مؤسسات اخرى كالاسرة ومؤسسات المجتمع؟ وعلى اية حال وسواء كانت هذه او تلك فان امتنا الكسيرة لن تحيا حياة اخلاقية صحيحة,ولن يبتعد الظلام البهيم عن ابنائها من ارتكاب الاثام الوضيعة,الا بتصحيح شامل لمنظومة الاخلاق والقيم وفق الوازع الديني والتربوي والقومي.
ودرءا لكل رفض لفكرتي ونظرتي المتواضعة ادعو الرافضين لها للتملي فيما يحيط بهم في المجتمع
Aucun commentaire