وفقة مع عرض نيابة وجدة أنكاد حول الدخول المدرسي الذي عرض بأشكال مختلفة لغرض الإشهار
وفقة مع عرض نيابة وجدة أنكاد حول الدخول المدرسي الذي عرض بأشكال مختلفة لغرض الإشهار
محمد شركي
لم يسبق لعرض متعلق بالدخول المدرسي أن حظي بمثل ما حظي به عرض هذا الموسم حيث عرض في الولاية وسجلته وسائل الإعلام المحلية وطبع في مطبوعات ونقل على أقراص مدمجة لغرض الدعاية الإشهارية فما حقيقة هذا العرض؟ عند تأمل العرض نجده يتحدث عن تزامن هذا الموسم الدراسي مع الأجرأة الفعلية للبرنامج الاستعجالي علما بأن الأجرأة الفعلية انطلقت الموسم الفارط ، فمثل هذا التعبير يدخل ضمن ما يسمى ذر الرماد في العيون . والحديث عن جيل مدرسة النجاح كان له طعمه الموسم الفارط وإلا سيظل الحديث عنه كل موسم دراسي من خلال عد عمر سنوات تمدرس هذا الجيل من أجل استغلاله المتكرر كمستجد لا يبلى وورقة إشهارية صالحة لمدة أطول . وأما الحديث عن مشاريع المؤسسات فضرب من الأوهام ونتحدى النيابة أن تستضيف من استمعوا العرض لمعاينة هذه المشاريع السرابية .
وأما الحديث بعبارة : » ستساهم جمعيات دعم مدرسة النجاح في خلق المشاريع » فأعتقد أن حرف السين ههنا لا يفيد الاستقبال وإنما يفيد التسويف وما أظن أن رصيدا لا يتجاوز 50 ألف درهم سيخلق مشاريع المؤسسات خصوصا عندما تمارس الوصاية على رؤساء المؤسسات وتعطى لهم توجيهات لتحويل هذا الرصيد البائس إلى قنديل علاء الدين لحل كل معضلات المؤسسات التربوية وما أكثرها . أما ما جاء في العرض بخصوص الحلم بتحقيق نسبة 90 في المائة من التمدرس في نهاية فترة جيل مدرسة النجاح فمحض حلم لأن الرسوب والانقطاع كان يوم كان التمدرس ولا مفر منه وهو مرتبط بالأحوال الاجتماعية للمتمدرسين ، ولا يمكن الحديث عن القضاء عن الرسوب والانقطاع والهدر إلا بمقاربات اجتماعية واقتصادية خاصة بالأوساط الأسرية لهذا الجيل. ويبقى هذا الأمل ككل أمل يؤمن عليه الناس في المساجد يوم الجمعة أثناء الدعاء من قبيل : اللهم دمر إسرائيل ولكنها مع الأسف لا تزيد إلا قوة وطغيانا لأن الأسباب التي تسبق هذا الدعاء غير متوفرة تماما كما أن الحلم بتحقيق 90 في المائة من التمدرس لم تسبقه الأسباب وإنما يعول فيه على الدعاية والإشهار وإطراب الأسماع غير الخبيرة بمجال التربية والتعليم . وأما الحديث عن فرق الإشراف فأرى أن رباعية المخطط الاستعجالي تحولت إلى هوس فرق متنوعة ومتعددة المشارب خصوصا مع مصاحبة الإطعام والتعويضات لها في حلها وترحالها ونسأل الله أن يرزقها القناعة .
والغريب في هذا العرض أنه يتحدث عن الدخول المدرسي الحالي ولكنه يقدم معطيات إحصائية للموسم الدراسية الفارط وهو أيضا من قبيل ذر الرماد في العيون لتعمى ، وقد عميت في الولاية بحضور من لا يجوز في حقه العمى. ومن ضمن هذه المعطيات معدلات أعداد التلاميذ في المؤسسات الابتدائية والإعدادية والتأهيلية فهي معدلات توحي بأننا في مؤسسات ولاية أمريكية فأرقام 27 في الابتدائي و32 في الإعدادي و35 في التأهيلي هي أرقام الفصول الدراسية الأمريكية والألمانية واليابانية » غي اللي ما بغاش يقرا » . أما نسب الهدر حسب العرض فهي رقم دون صفر بعد فاصلة ، وهذا أمر غريب فلو طرقنا أبواب المنازل خصوصا في الأحياء الشعبية والفقيرة في مدينة وجدة لوجدنا نسبة الذين لا يدرسون أكبر من نسبة المتمدرسين ومع ذلك يتحدث العرض عن هذه النسبة التي تعني بعبارة أخرى ما فوق 99 في المائة من التمدرس قبل حلول نهاية عهد جيل مدرسة النجاح كما مر بنا .
وأما نسبة التدفئة في التعليم الابتدائي فهي 100 في المائة وهي لا شيء في التعليم الإعدادي والتأهيلي لأن مناخ مدينة وجدة فيه شطر شبيه بمناخ روسيا لهذا توجد فيه تدفئة ، وشطر شبيه بمناخ الصحراء الكبرى لا يحتاج إلى تدفئة ، ولكن نسي العرض أن يتحدث عن تعويض تدفئة الإعدادي والتأهيلي بالمكيفات تماشيا مع مناخ الإعدادي والتأهيلي الحار المقابل لمناخ الابتدائي القارس . وأما نسبة هيئة التدريس في النيابة فلا شيء مع العلم أن كل من حسب على هيئة الإدارة فيها من هيئة التدريس ، وربما كان التدريس في أمس الحاجة إلى الكثير منهم ولكن هذا زمن تحول النيابات ومراكز التكوين إلى مراكز راحة واستشفاء واستجمام ، ذلك أن كل من ترك منصب تدريس كان يشغله يجد له مكانا في مراكز الراحة والاستجمام والاستشفاء. وأما حديث العرض عن نسبة جمعيات دعم مدرسة النجاح وهو 100 في المائة فغريب علما بأن العديد من إدارات المؤسسات لا زالت تجمع وثائق تكوين هذه الجمعيات لتحصل على المبلغ الزهيد الذي سيخلق مشاريع المؤسسات الطموحة والمحققة لمدرسة النجاح . والملاحظ في العرض نسبة تراجع عدد المتمدرسين في الابتدائي والإعدادي مقابل زيادته في التأهيلي دون الوقوف عند الأسباب علما بأن الأمر جلل ذلك أن الحديث كان منذ سنوات خلت عن مشكل اختلال هرم أعمار المتعلمين بحيث ينقلب الهرم رأسا على عقب في ظرف عشرية أو يزيد ، وهو مؤشر خطير لأن المجتمع في حاجة إلى استقرار هرم الأعمار، ولكن لعل العرض قدم هذه الإحصاءات من باب الفخر والاعتزاز لأن هذا زمن الاحتفال بالإخفاقات والظواهر السلبية .
وأما مشروع تعميم الزي فظاهرة فوق ثقافتنا. ولقد كنت ضمن أعضاء جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة ابن حمديس وعاينت معاناة أعضاء الجمعية من مشكل توفير هذا الزي وبثمن رمزي عرضنا لنقد السفهاء من الآباء والأولياء وحرر يومها أحدهم مقالا في صحيفة من صحف الأرصفة يتهم فيها الجمعية بالارتزاق في الزي المدرسي علما بأن أكثر من ثلث البذلات كانت على نفقة المحسنين جزاهم الله خيرا خصوصا البذلات الخاصة بالتلاميذ الوافدين من مدرسة الملعب الشرفي آنذاك إلى مدرسة ابن حمديس ،وكلهم من أحياء هامشية تعاني الفقر والفاقة . ولما عممت الجمعية الزي بمدرسة ابن حمديس جاء يومئذ السيد الحبيب المالكي وزير التربية الوطنية يوزع ابتساماته المجانية على التلاميذ والآباء والأمهات ويبادر بمد يده لأول أنثى يصافها لأنه كان رقيق المشاعر مع الإناث ولم تكلف الوزارة نفسها عناء الإنفاق كما فعل المحسنون بل جاءت لالتقاط صور تذكراية وإخراجها في مجلة الوزارة الدعائية . وما سردت هذه الحكاية العجائبية إلا للتذكير بأن ثقافة الزي المدرسي الموحد لا زالت بعيدة منا لهذا فمن السابق لأوانه الحديث عن الشروع في تعميم هذه الثقافة . وأما قضية تأمين الزمن المدرسي الواردة في العرض النيابي فقد حاول هذا العرض التصرف في مصطلح المذكرة 154 حيث ذكر الفريق الإقليمي المكلف بالقيادة والتتبع علما بأن المذكرة تحدثت عن فريق قيادة إقليمي وفرق تتبع ميدانية ولعل نيابة وجدة أنكاد تعاني من حساسية مفرطة من فرق التتبع الميدانية لأنها فرق أطر التفتيش ، وهو إطار دونه خرط القتاد بالنسبة لها حيث صار غيره في المتناول بفضل الانتماء الحزبي ـ الله يخلف عليه ـ وقد صار موظف الموارد البشرية وموظف التخطيط في مرتبة المفتش المكلف بالتنسيق الإقليمي بل يرأس فريق القيادة الموظف المكلف بالموارد البشرية ولا بأس بذلك لأن كل أهرام الوزارة قد انقلبت ولن نستغرب أن يحل الحمل مكان الأسد في وزارتنا . وأما اللجان المحلية فهي السمة الغالبة على تدبير النيابة فكل من هب ودب يمكنه أن يشكل لجنة للتنفيس عن مكبوتات حب التسلط .لقد ولى زمن كانت لجنة التفتيش العام هي اللجنة الوحيدة التي يمكنها أن تراقب وحلت محلها اللجان وما أكثر اللجان ، وهي دليل على ضعف التدبير وكساد سوق قطاع التربية .
وخلاصة العرض أن الرهان هو تأمين الزمن المدرسي وواقع الحال يشهد على استمرار هدر هذا الزمن كما كان وما بدل تبديلا ، ومشاريع المؤسسات وهي محض أحلام كما كانت دائما ، وتشجيع التميز وأنى للتميز أن يشجع عندما تتدخل الأحزاب السياسية لتفرض بضاعتها على قطاع التربية ضاربة عرض الحائط التميز في التدبير ، فعلى شاكلة غياب التميز في التدبير لن نحلم بالتميز في النتائج لا قبل ولا بعد الباكلوريا . وأخيرا أرجو من الذين حصلوا على القرص المدمج للعرض أو شاهدوا الفيديو الذي نقلته بعض وسائل الإعلام أو توصلوا بالمطبوع أن يعيدوا قراءته للوقوف على حقيقته الإشهارية ليس غير علما بأن حال دار لقمان سيزداد سوءا ولله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بيده سبحانه .
1 Comment
شكرا للأستاذ الشركي وأضيف كيف يزعم مدير الأكاديمية أن عدد الخصاص في الابتدائي 5 معلمين وفي الإعدادي 2 أساتذة وفي التأهيلي 6 أساتذة ولو زعم أن هذا الخصاص حاصل في مؤسسة واحدة لكان مبالغا فكيف تطاوعه نفسه أن يزعم أن هذا هو خصاص الجهة الشرقية وأقول له تعالى الى أي مؤسسة لتجد التلاميذ الذين لا زالوا لم يدرسوا مادة بالمرة والمحضرين في المختبرات الذين تحولوا الى مدرسين والبقية لا حصر لها