Home»Enseignement»أسئلة للنقد الذاتي ( بمناسبة الدخول المدرسي الجديد)

أسئلة للنقد الذاتي ( بمناسبة الدخول المدرسي الجديد)

0
Shares
PinterestGoogle+

الحمد لله وحده

أسئلة للنقد الذاتي
( بمناسبة الدخول المدرسي الجديد )

اعتبر المغرب قضية التربية والتكوين من الأولويات الأساسية في التنمية البشرية والحجرية، وخصها بعشرية استقطبت الجهود الفكرية الكبيرة، من أجل وضع إطار وتصور فلسفيين للمنظومة التربوية والتكوينية المغربية، واستقطبت كذلك مجموعة من الجهود الميدانية بغية تفعيل الإطار النظري على أرضية الواقع منجزات ميدانية ملموسة، فكان الميثاق الوطني للتربية والتكوين بما له من إيجابيات، وبما عليه من سلبيات وانتقادات إطارا نظريا مرجعيا للتربية والتكوين في بلادنا، انطلاقا من كونه إطارا فلسفيا، ورؤية للسلطة المخزنية للفلسفة التربوية، تستمد سلطتها المختصة بالتربية والتكوين منه السياسة التربوية، وما يجب أن تكون عليه العملية التعليمية التعلمية في بلدنا حسب طروحاته وسيناريوهاته. فجاءت لغايته أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين بعدة متغيرات جديدة مست بنية منظومة التربية والتكوين كما مست وظيفتها، بما اصطلح عليه أدبيا تجديد المنظومة التربوية والتكوينية وتطويرها، والارتقاء بها نحو الجودة.
ولتحقيق هذا التجديد والتطوير والجودة فتحت الوزارة المسؤولة مجموعة من الأوراش الكبيرة، وخصصت لها الميزانيات الكبرى، واستدعت إليها من رأت بمنظورها الخاص صالحا لها، وأشركت من رأته بتقديرها كفء لها، وانطلقت تبشر بالتغيير والتجديد والتطوير، من خلال ما شرعته من قوانين وتشريعات مدرسية وأنظمة تنظيمية.. وما جددته من برامج ومناهج وكتب مدرسية.. وآليات وميكانيزمات أدائية.. وعقدت لأجل ذلك المناظرات والندوات والمنتديات للتبشير بصنيعها، والاحتفاء به على مسمع ومرأى الأشهاد. وبعيدا عن حكمنا عما فعلت الوزارة وتقويمه إيجابا أو سلبا، وبعيدا عن انتقاداتنا له، نؤمن أن فيه الشيء الإيجابي الكثير، الذي لا محالة سينعكس على المنظومة التربوية والتكوينية إيجابا، كما فيه الشيء الكثير السلبي الذي سينسف الإيجابي من الداخل؛ وهذا الذي سيكون نطاق حديثنا القادم عن الإشكاليات البنيوية والوظيفية للمنظومة التربوية والتكوينية المغربية. لكن في هذه الورقة لعدده، سوف نضع جملة من الأسئلة الصريحة والعميقة طلبا للنقد الذاتي وللتقويم، بعدما انفرطت من عشرية التربية والتكوين خمس سنوات، حيث لم يبق لنا مبررا للسكوت عن سلبيات ظهرت في التنظير كما ظهرت في التطبيق. ولعل ذلك نابع من جملة من التدابير المتخذة في الأجرأة على الأقل؛ إن لم نقل أنها انعكاس للتصور الفلسفي للمنظومة.
ومن جملة هذه الأسئلة نستقي أولا أسئلة التأسيس للتطوير، وهي:
ـ هل استحضرت أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين مكونات المنظومة التربوية والتكوينية في الحسبان، وانطلقت منها؟
ـ هل استحضرت الأجرأة معطيات الواقع المعيش للمتعلمة / المتعلم المغربيين، وانطلقت منه في بناء برامجها ومناهجها، وتشريعاتها؟
ـ هل استحضرت الأجرأة واقع الإمكانات والإمكانيات المتوفرة للمتدخلين في المنظومة التربوية والتكوينية الرسميين وغير الرسميين، وأسست بناء على ذلك خططا وسترجات مناسبة من أجل إنجاح التجديد والتغيير في تلك المنظومة؟
ـ هل استوفى الأداء الميداني بمختلف مكوناته واتجاهاته وقطاعاته شروطه ومطالبه الأساسية، من أجل أداء ميداني ناجح؟
ـ هل نجح الأداء الميداني ـ وفي مختلف مستوياته التنظيرية والإدارية والتربوية والقانونية والمالية والاستشارية والتخطيطية.. ـ في تحقيق أهداف السنوات الخمس المتنوعة؟
ـ ما نتائج هذه السنوات؟
ـ وما إيجابياتها وكيفية استثمارها؟
ـ وما سلبياتها وكيفية علاجها وتجاوزها؟
ـ هل نجحت السنوات الخمس بمجمل جديدها في تأسيس تربية وتعليم وتكوين عند المتعلم المغربي في المستويات، التي طالها التغيير؟
ـ هل تجاوزنا بذلك سلبيات الماضي أم مازلنا قابعين فيه؟
ـ هل نجحنا في وضع سياستنا التربوية والتكوينية على السكة المقصودة؟
وهناك أسئلة تخصصية واختصاصية يمكن طرحها في أحاديثنا المقبلة عن إشكالات تربيتنا وتكويننا وإشكالياتهما ومشاكلهما المتنوعة. ونعتقد أن الإجابة عن هذه الأسئلة ستفتح مساءلة الخمس السنوات الماضية من العشرية عن إخفاقاتها كما عن نجاحاتها، وستؤسس للنقد الذاتي، وللتقويم المرحلي، الذي يجب تفعيله تجاه ما أنجزناه في المدة السابقة. مما سيجيب عن السؤال الجوهري: هل يوجد هناك فعلا تغيير وتطوير وجودة في تربيتنا وتكويننا، أم هناك شعارات وادعاءات وديماغوجيات فقء للتسكين والتخدير، وللترقيع؟ ..
وهذه الأسئلة جديرة بالمقاربة من قبل جميع الفاعلين التربويين بمختلف تخصصاتهم ومستوياتهم، كما هي جديرة بالمقاربة من كل مهتم بالشأن التربوي والتكويني المغربي فضلا عن الباحثين المتخصصين في الشأن التربوي. حتى نلمس عن قرب صدق أو كذب الادعاءات المروجة للتجديد والتطوير والجودة أو النافية لها.. وحتى نقف على حقائق الأمور ومستقبلها بعد مرور خمس سنوات من عمر العشرية، التي اعتبرتها السلطة المخزنية من الأولويات بعد قضية وحدتنا الترابية.. فهل حققنا شيئا نحو التطور والتجديد والجودة، يحفظه لنا التاريخ تجاه الأجيال القادمة؟!.. وهل وضعنا قدمنا على عتبات المجتمع الحداثي المنشود؟..
عبد العزيز قريش
مفتش تربوي ـ نيابة تاونات


MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. مهتم بالشأن التربوي
    21/10/2006 at 11:41

    لا إصلاح بدون إصلاحيين.رغم أن الميثاق يعتبر مرجعا متوافق عليه يمكن أن يحقق قفزة نوعية في اصلاح المنظومة التربوية فإن عدم إنحراط بعض المكونات المعنية بالإصلاح يشكل العرقلة الاساسية .بل البعض منها استغل الفرصة لإبتزاز الوزارة لتحقيق مكاسب مادية ضيقة و انخرطت في تكوين جبهة لمقاومة الاصلاح يصعب تفكيكها و هي بالتالي تمثل خطرا على مهما كان مضمون الميتاق الذي يجب ان يكون وسيلة للرقي بالمنظومة التربوية قابلا للنقد البناء و التطوير بعيدا عن المزايدات . وسؤالي لو لم ينجح تفعيل الميثاق ما مصير المنظومة التربوية و بالتالي المجتمع المغربي؟ومتى ستكون فرصة أخرى للإصلاح و بأي ثمن؟ هذه اسئلة اطرحها للنقاش.

  2. عبد العزيز قريش
    21/10/2006 at 23:37

    أخي قلت لا يلتفت إلى اللوبيات التي تقف ضد الإصلاح؛ فرسالته تبيان قوة الإصلاح وضعفه؛ لاستثمار الأولى لصالح تعليمنا، وتصحيح الثانية والدفع بها نحو الإيجابية بدل السلبية. ونجاح الإصلاح هو نجاح لبلدنا وإنساننا ولمستقبلنا. ولا أخفيك أخي حين أقارن بين تعليمنا وتعليم المتقديمين، وأجد فرص التعليم للجميع وفي مختلف المستويات والسلاك التعليمية قائمة، أغار ويحز في نفسي انحباس التعليم عندنا في وجه كفاءات وطاقات مغدورة ومهدورة في نفس الوقت. لأن هناك لوبيات الجهل تتحلكم في مصير تعليمنا انطلاقا من المصالح الفردية أو الفئوية. فالمفروض أن المصالح عند تحقيقها تدعوا إلى تحقيق مزيد من التقدم لا مزيد من التأخر! وأنت تعلم أخي أن مدخل التقدم المجتمعي في مختلف مناحي الحياة هو المعرفة والعلم. لذا أشاطرك الرأي أن أي إخفاق للإصلاح هو ضربة قاضية لتعليمنا سيكلفنا الأثمان الباهضة، وهنا أقصد الإصلاح الحقيقي لا الشعاراتي والسياسوي بل العلمي. وأنا أقصد ما أقول ولدي من الحقائق الميدانية والواقعية ما يفند دعوى الإصلاح الشعاراتي والمناسباتي.
    أخي الكريم أستسمحك إن أطلت عليك في تعليقي وأجد في أسئلتك المهمة مفتاح للنقاش الهادئ والهادف. أدعو الله تعالى أن يجعلنا جميعا من خدام ناشئتنا انطلاقا من مكان أهل التعليم عند الله وعند الأمم التي تقدرهم حق قدرهم. والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  3. عبد العزيز قريش
    21/10/2006 at 23:37

    أخي الكريم المهتم بالشأن التربوي، تحية طيبة أهديها إليك مشفوعة بالمتمنيات لك بالصحة والعافية والتوفيق في مهامك ووظيفتك.
    أشكرك على تعليقك الذي أجده امتدادا لاهتمامك بدور هيأة التفتيش في المنظومة التربوية. وأعتقد أن من يملك حسا موضوعيا ووطنيا وعقائديا تجاه بلده وفلذات أكباده، لا يمكنه أن يقف أمام الإصلاح؛ لكن ليس الإصلاح بمفهومه اللفظي الاستغراقي. وإنما بمفهوم ملاءمة أدواته المنهجية والأدائية وموضوعه ورؤاه المستقبلية مع تطور الواقع والعمل على تغيير مجرى الأحداث والتاريخ. وليس إعادة إنتاج ما كان قائما بلغة أخرى وأشكال أخرى دون تغيير الجوهر! ولهذا فالكل مطالب من موقعه الانخراط بكل جدية ومسؤولية في إنجاح الإصلاح الحقيقي لا اللفظي أو الشكلي أو السطحي أو القشوري. ومنه فإن أي إخفاق للإصلاح الحالي هو إخفاق للمجتمع المغربي في تجاوز الهوة الفاصلة بينه وبين الدول المتقدمة. وإخفاق في تحقيق الفارق بين الكائن والممكن في واقعنا التعليمي، بما سينعكس على تنمية بلادنا. وهنا أذكر بواقعنا المتخلف الذي يسوده الاصطفاف الفئوي والقبلي والإيديولوجي والسياسي والنقابي والثقافي والطبقي من منطلق التصادم لا منطلق الحوار. وهو واقع يغذي فينا المزايدات على حد قولك، ويشحن فينا النعرات، مما يسبب لنا ضبابية الرؤية والرؤيا، ويحول دون تكاملنا وتناسقنا من أجل خدمة بلدنا. وهنا لا نغيب المصالح التي تتحكم في هذا الفعل الاجتماعي وتقوده نحو التصادم. لكن العقل الحالي العالمي يدعو إلى الحوار والحوار.
    أخي الكريم سأكون معك صريحا؛ فنحن حينما نتعمق بالتحليل في ثقافة العمل لدينا، نجدها مهنة لا رسالة، والفرق بينهما كبير جدا، حيث لكل مفهوم منظومته القيمية التي تتحكم فيه وتوجهه نحو أدائه. ومن منطلق الواقع المعيش، ومن منطلق الدراسات المنجزة في علم الاجتماع العربي تبين أن الإنسان العربي تكونت لديه ثقافة الأخذ دون العطاء، والخمول واجب الدفع دون مقابل لذلك الدفع. وقيم أخرى لا داعي لسردها هنا. ولهذا أنا معك؛ لا إصلاح بدون إصلاحيين وهم قلة المجتمع. وهم محاربون من الكل لأنهم نقيض ثقافة الخمول والنوم والأخذ المجاني. وبالتالي أظن أن طرح أسئلة عميقة على الإصلاح وعلى أهله وفاعليه تعري على واقع الإصلاح من أجل إنجاحه بمنهجية علمية وعملية تحفظ علينا الطاقات المهدورة والأثمنة الباهضة. ومنن يريد أخي الإصلاح لا يلتفت إلى اللوبيات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *