نموذج الإسلام الأمريكي الإسرائيلي يطل عبر البوابة الأردنية
كثيرا ما رفعت كثير من الأنظمة العربية والإسلامية شعار إبعاد الدين عن السياسة وحرمت ذلك على شعوبها بل وحاسبت من يقدم على ذلك حسابا عسيرا ؛ ولكنها تسمح لنفسها بالخوض بالدين في متاهات السياسة كما تشاء ووفق مصالحها حتى لو تعارضت هذه المصالح مع الدين . وهاهي دولة الأردن تطرح مشروع منع علماء الدين من الفتوى دون ترخيص منها ؛ وهي تحاول نقل الفتوى من إطارها الديني إلى إطار سياسي ضاربة عرض الحائط مبدأ فصل الدين عن الساسة الذي تلزم به شعبها والسر وراء ذلك هو النازلة المعلومة التي خالفت فتوى البرلمانيين الإسلاميين رغبة الولايات المتحدة الأمريكية التي تلتقي وجهة نظرها مع وجهة نظر النظام الأردني بموجب قاعدة الاملاءات.
ومعلوم أن الفتاوى الشرعية في الدين الإسلامي تتطلب علما وورعا وتقوى وهي شغلة علماء الدين الثقات ولا دخل فيها للحكومات ؛ لأن علماء الدين يصدرون عن الحق بينما تصدر الحكومات عن المصالح الخاضعة للاملاءات الخارجية ؛ ولأمر ما قال أحد علمائنا ( خيار الحكام يقصدون العلماء وشرار العلماء يقصدون الحكام ) . إن الفتوى شأن ديني كبقية شؤون الدين ولا يحق لحاكم أو محكوم أن يخضعها لمزاجه ورغباته خصوصا وقد تأكدت فكرة الخضوع للاملاءات الخارجية ؛ وتقنين الفتوى معناه تكميم أفواه العلماء وهو ورثة الأنبياء في دين الإسلام ؛ وهذا يعني الاستخفاف بالشعوب واستعبادهم ؛ وهو أمر من قبيل الوهم في دولة شعبها مسلم إسلام القدوة وبه الإقتداء لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ) .
إن التضييق على خطباء الجمعة وعلى أهل الإفتاء من أجل إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتبني مواقفهما وقراراتهما واستعمال قاموسهما يفضي لا محالة إلى فتاوى السوء ؛ فما تسميه أمريكا وإسرائيل إرهابا هو مقاومة وجهاد في دين الله ؛ لأن الإرهاب هو عدوان على أرض الغير وعلى خيراته دون وجه حق كما فعلت إسرائيل وأمريكا التي ركبت البحار والأجواء لتحتل وتدمر وتقتل وتهين ؛ ولا مسوغ لعمل كهذا لمجرد أن الفاعل له قوة عسكرية لا تقهر؛ كما أن حق الرد على العدوان تضمنه كل الشرائع الدينية والدنيوية . فمن أفتى بالإرهاب على الطريقة الأمريكية الإسرائيلية كانت فتواه أمريكية إسرائيلية خالصة حتى لو تعممت بالكوفية العربية . وليتذكر من التمس الفتوى الأمريكية الإسرائيلية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذره بقوله ( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ) وقد تكون هذه النار في الدنيا قبل الآخرة. ومن المؤسف حقا أن تصبح الفتوى بالجهاد والمقاومة تهمة يتابع صاحبها ويحاكم وتنزل به أشد العقوبات لأن الإسلام الأمريكي الإسرائيلي دخل من البوابة الأردنية لا سمح الله.
Aucun commentaire
أي نموذج إسلامي تريد ؟ أن تقوم حكومة بالحد من الفتوى والتحكم فيها درءا للفتنة تصبح أمريكية أو إسرائلية ، ربما إسىم بن لادن هو الأقوم الذي يصادر الروح والعقل ، يصادر الإنسان ويجعل منه كائنا سلبيا الى درجة رفضه للحياة وإقدامه على الإنتحار . وتخيل لو فتحت الباب على مصراعيها لخطباء الجمعة فسترى كل يفتى فتواه ويحرم ويحلل وفق مزاجه ورغباته إن لم نقل وفق انتمائه الطائفي . نحن في المغرب من الله علينا بوحدة المدهب ووفر علينا مشقة الإختلاف ، أما في الشرق فهم يعانون من تنوع المداهب . وبالتالي لابد من تقييد المجال الديني ، وفصله عن المجال السياسي لأن هذا الأخير يرتبط بما هو دنوي وهو رهين البرامج التي تقدمها الأطراف المتنافسة . وهذا لايكون إلا إذا صنعنا مواطنين أحرار يؤمنون بالوطن وبالدولة كإطار يضمن للجميع مجال المنافسة والحمياة . وقد أعطانا التاريخ القريب نماذج من المجتمع الديني التي أنتهت بفضل أمزجت مسييرها الى الفوضى والاندتار ( طالبان ) كما انتهى نموذج الدين بنلادن الى التقهقر ، هدين النموذجين الغيا صفة القدسية على البعد الديني لما يتطلبه من صفاء ونقاء . لايحتمل المراوغة أو التصرف المزاجي أو المصلحي ، عكس السياسة تحكمها قوانين المصلحة والإختيارات الإجتماعية والإقتصادية يساهم فيها الجميع عبر وسائل متعددة تراقب الساحة السياسة . وهذا غير ممكن مع أهل الكرامات وأصحاب الرؤى الذين يصادرون كل شيء حتى حق التفكير . يجب أن تكون لدينا الشجاعة ونستخلص العبر من التاريخ البعيد والقريب حتى لا نكرر نفس الأخطاء . ونبعد الدين عن كل ماهو سياسي لبناء دولة يتنافس فيها المواطنون ويتصارعون فيها حول البرامج لا حول من يحق له الفتوى . ,اخيرا لاإسلام على الطريقة لأمريكية ولا على طريقة بن لادن وغيره ….الدين للجميع والوطن ليس للجميع .
قال تعالى *ومن يحكم بغير ما أنزل الله فأولئك هم الظالمون* لقد أمرنا ديننا الحنيف باتباع القران الكريم و السنة النبوية الطاهرة و أمرنا بأن لا نحيد عليها قيد أنملة فمن ابتغى العزة من غير الله أذله الله و انظر الى واقع الأمة الاسلامية بعد ما أبعدت دينها عن أمور دولتها كيف أصبح قاتما بائسا فشعوبنا ذليلة تابعة للغرب في كل المجالات و لا خلاص لنا الا بتحكيم شرع الله في كل المجالات