دماء الشهداء في لبنان وفلسطين تنزف والأمة العربية لاهية راقصة
الآلام أنواع وأصناف حسب الفواجع ؛ وأشد الآلام قسوة ما كان فيه شماتة العشيرة ؛ فالأمة العربية الإسلامية تعيش الفاجعة الكبرى من خلال حرب غير متكافئة بين شعب أعزل وبين عدو صهيوني حاقد عنصري يمتلك آلة حربية ذات قدرة تدميرية دمارا شاملا بما للكلمة من دلالة وهو تدمير يحصل فوق رؤوس ضحايا مدنيين وعلى وجه الدقة أطفال صغار ونساء وعجزة لأن هذا العدو الجبان بطبعه وطبيعته ينفس عن هزائمه باستهداف المدنيين المستضعفين عسى أن ينال ممن يلحقون به الهزائم المتتالية في ما يسميه هجومات برية أو انزالات أو جولقات . وبقدر الدمار اللاحق بالمدنيين تقاس هزيمة العدو فكلما أوجعه الأشاوس من رجال المقاومة الباسلة كلما صب جام غضبه على الأبرياء بشراسة وعدوانية . وكان من المفروض أن تنشغل الأمة العربية الإسلامية قاطبة بمحنة الضحايا تهتم لدمائهم الزكية المسفوحة ظلما ؛ ولكننا مع الأسف الشديد وبمرارة نرى شرائح من الأمة تكاد تكون غائبة عما يحصل فمن هذه الشرائح من يقضي اجازات على الشواطىء ؛ ومنها من يحيي السهرات احتفالا بالأعراس ؛ ومعظم الفضائيات العربية لا ينقطع طربها ورقصها ليل نهار وكأنها تحتفل مع العدو بسقوط الضحايا ؛ والمدن العربية تستقبلك شوارعها بلافتات تعلن عن مهرجانات للرقص والطرب ؛ وهذا ما يجعل الألم مضاعفا خصوصا عندما يموت ضمير هذه الشريحة من الأمة فلا يحصل حتى مجرد تأجيل أو إلغاء مظاهر الاحتفالات تضمانا مع الضحايا واحتراما لدمائهم الزكية الطاهرة .
ووصمة العار التي لا يمكن أن تنسى وهي من ظلم العشيرة هو أن تبادر دولة فنزويلا إلى سحب سفيرها من إسرائيل بينما يظل سفراء عرب ومسلمون في تل أبيب ؛ وتخرج المظاهرات حتى في تل أبيب وواشنطن ولندن ضد العدوان على لبنان وفلسطين وتمنع المظاهرات في شبه جزيرة العرب وفي أرض الكنانة وباقي الدول العربية .
فيا من تحتفلون وترقصون على دماء إخوانكم اختاروا ملة تموتون عليها ولن تكون سوى ملة اليهود والصليبيين ولا تتعجلوا ذلة وصغارا سيصيبكم بإذن الله عز وجل الذي يمهل ولا يهمل ؛ ويا من تمنعوا المظاهرات وتحتفظوا بالسفراء مع الأعداء لكم حرية تقويم أنفسكم ولا تنسوا أن التاريخ لا يرحم والله لا يظلم ؛ والذنب لا ينسى ؛ والقصاص دين الله وشريعته .
Aucun commentaire