الأمة الفلسطينية بين خيار الجوع وخيار الركوع !!!
لقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تكون أمة الشام في بيت المقدس وأكنافه هي الأمة الظاهرة على الحق إلى قيام الساعة ؛ وأمة بهذا القدر لا بد أن تبتلى أشد البلاء عملا بقاعدة إلهية تجعل أشد الناس بلاء أهل الصلاح بعد أصحاب النبوة والولاية . وما وجود عدو صهيوني شرير على أرضها سوى دليل على صلاحها وحب الله عز وجل لها. وقد يأتي على أمة بيت المقدس حين من الدهر يحاول الناس النيل من عزيمتها لتتخلى عن مهمة الظهور على الحق؛ وهؤلاء الناس يحاولون تغيير الناموس الإلهي؛ ومعاكسة الإرادة الإلهية التي جعلت أهل الأرض المقدسة في مقدمة صراع سينتهي بنصر ينطق به الشجر والحجر كما جاء في بشارة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إن الأصوات المرتفعة اليوم لثني أمة الصمود عن صمودها تطرح معادلة نربأ بأمة الحق أن تقبلها وهي معادلة الخيار بين الجوع والركوع. قد يكون للجوع ألم ولكنه لن يفوق ألم الركوع. إن أبناء بيت المقدس يقرؤون القرآن ويمرون بقول ربهم:( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ). إن الذين قدر لهم أن يكون معنيين بهذا الخطاب تسقط عندهم معادلة الخيار بين المخمصة والاستسلام. وإنهم أيضا يعنيهم قوله تعالى:( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) إن هؤلاء الذين خاطبهم الوحي لا يهتمون برضوان الرباعية العالمية بل برضوان الله ذي الفضل العظيم؛ ولا يخوفهم ما يقول الناس خصوصا إذا كان هؤلاء الناس من العشيرة وهم أيضا يعنيهم الخطاب. كما يعنيهم أيضا قوله سبحانه:(فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) إن المقصودين بهذا الخطاب عندما يجدون أنفسهم بين خيار المخمصة وخيار الركوع يفضلون العلو على الوهن؛ وما الوهن سوى حب الدنيا وكراهة الموت؛ ويفضلون معادلة الموت على معادلة الخوف من المخمصة.
واهم الوهم الكبير؛ وضال الضلال المبين من يعتقد أن الأمة التي شرفت بالدفاع عن بيت المقدس وأكنافه يمكن أن تساوم أو تخوف أو تتخلى عن شرف يحسدها عليه الناس في مشارق الأرض ومغاربها؛ لقد جعل الله لها الشهادة في متناول اليد متى شاءت بينما لا يحلم غيرها بهذه الشهادة. وهي أمة إذا ما اشتغل غيرها بملء البطون اشتغلت هي بطلب العلا؛ وان شهداءها ليسخرون من معادلة المخمصة والركوع خصوصا إذا كان رغيف الخبز قد اختلط الماء الذي سقاه بدمائهم. فمن شاء أن يأكل رغيف الهوان راكعا لعدوه فدونه قوله تعالى: ( فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) فالإقتداء يكون بالصامدين لا بالراكعين الخائفين من المخمصة .
Aucun commentaire
تحية طيبة ومباركة . فقط احببت ان اسجل حبي وتقديري لهذا الموقع المبشر بالخير والنور ، ومن القدس اقول نحن لسنا سوى جزء منكم كما إنكم جزء منا . محبتي وإلى الأمام باتجاه واحد ..نحو شمس العرب .كل الإحترام . اخوكم راسبوتين بن صابر.