هل إقليم فجيج فقير أم مفقر؟
اعتبرت المندوبة السامية للتخطيط إقليم فجيج في تقرير أخير هو الأفقر على المستوى الوطني، كما اعتبرته الحكومة لسنوات كمنطقة منكوبة، لذلك ولدحض هدا الموقف سأدلي بمعطيات تبين أن الاقليم مفقر وليس قفيرا.
أولا: ثروات معدنية باهضة
إن إقليم فجيج يمتاز بوجود معادن كثيرة منها ما هو باطني ومنها ما هو سطحي ومن الثروات المعدنية نذكر : المنغنيز والرصاص والزنك والذهب والحديد والنحاس والبترول والغاز والباريتين، بعض هذه المعادن لازال يستخرج وبعضها توقف إما لأنه أصبح غير مطلوب عالميا أو لارتفاع تكاليف الانتاج.
ثانيا: ثروات حيوانية مهمة
يعتبر اقليم فجيج من المناطق التي تتوفر على ثروة حيوانية هامة مثل الأغنام والماعز والجمال والأبقار، وبالتالي فالإقليم يساهم بشكل وافر في انتاج اللحوم والجلود، فسلالة » الدغمة » من أجود السلالات على الصعيد الوطني، لكن للأسف هدا المنتوج لا يتم تثمينه.
ثالثا : افاق سياحية واعدة
يمتاز الاقليم بوجود الصحاري حيث الكثبان الرملية والواحات حيث النخيل والمياه الجارية والجبال والهضاب. فهو يمكن ان يكون قبلة للسياحة خاصة التضامنية التي يمكن أن تدر على المنطقة والبلد ككل العملة الصعبة، غير أنه للأسف لا يتم التفكير في تطوير هدا المجال وتشجيعه عبر الاستثمار والدعاية.
رابعا : معطيات فلاحية
يتوفر الاقليم على مساحة شاسعة تقدر بأزيد من 56 ألف كيلومتر مربع، ورغم الطابع الصحراوي للمنطقة، فالأرض لازالت عذراء ويمكنها أن تطعم شعب الصين بكامله، وينضاف إلى هدا العامل توفر المنطقة على أكبر فرشة مائية على الصعيد العربي، وقد تأكد بالملموس أن المنطقة يمكن أن توفر مجموعة من المنتوجات (بيو) مثل الكمون والبطاطس والجزر واللفت والتمور وغيرها.
خامسا : بنيات تحتية في قاعة الانتظار
يوجد بالإقليم مطار يعتبر الثاني على المستوى الوطني بعد مطار الدار البيضاء، كما يتوفر على خط للسكة الحديدية يربط بوعرفة بوجدة، ومن الممكن أن يساهم المطار وخط السكة الحديدية في رفع التهميش وتحقيق الاقلاع والنمو للمنطقة، لكن لحد الساعة تجهل أسباب عدم فتح المطار أمام الرحلات الداخلية، وأسباب عدم تجديد شبكة السكة الحديدية.
سادسا : ثروات بشرية معطلة
يعتبر معدل البطالة بالإقليم هو الأعلى على مستوى الجهة الشرقية، فالإقليم لا يتوفر على المؤسسات الانتاجية التي تضمن فرص الشغل، لدلك يجب التفكير في البدائل الضامنة للحق في الشغل بناء على المعطيات التي ذكرنا أعلا. خاصة وأن الإقليم يتوفر على نسبة مهمة من الساكنة النشيطة.
سابعا: خيرات بدون تثمين
في سنوات الخير تنتج أرض الإقليم كميات كبيرة من الكمأ ( الترفاس ) ومن الفطريات ( الفقاع ) تصدر إلى الخارج، إلا أن أبناء المنطقة يعتبرون الحلقة الأضعف في المعادلة، فالمستفيد من هذه الخيرات بالدرجة الاولى هم المضاربون والسماسرة، وبالتالي فالضرورة تقتضي البحث عن حلول للاستفادة من هذه الخيرات.
كخلاصة، وانطلاقا من هده المعطيات المختصرة أستنتج بأن إقليمنا من أغنى مناطق المغرب، وليس فقيرا كما يروج، فيجب أن نعمل عقلنا الجمعي للنهوض به بعيدا عن الشوفينية والمزايدات الفارغة. فإقليم فجيج ينطبق عليه قول الشاعر العربي:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما…. والماء فوق أكتافها محمول.
الصديق كبوري
Aucun commentaire