Home»International»الخطاب الملكي….وتدني مستوى المتلقي

الخطاب الملكي….وتدني مستوى المتلقي

0
Shares
PinterestGoogle+

وهابي رشيد
الخطاب الملكي له قيمة دستورية فماذا لو عملت الحكومة على تكييف سياستها العمومية، وتجعل من التوجيهات الملكية مرجعا لها يحتذى به
نحن إذن أمام إمتحان لا مجال للإرتياب فيه، وهذا سيجعلنا نتحرك بخطى حثيثة للوصول بالمغرب الى حيث يمكن أن يكون ويتبوأ مركز أقوى من جميع دول المنطقة مجتمعة، بل لنكون قوة إقتصادية إفريقية، والمغرب دولة قوية ومحورية وهناك تكالب عدة قوى تعمل على إضعافنا من الداخل، وهنا لابد لنا من تلقي الإشارات من الرسائل التي تقدم لنا من خلال الخطب الملكية، وعلينا العمل بالمقولة المشهورة في العالم العربي والأوروبي على كون الخطاب الملكي لا يطاله النقد ولا الجدال لكونه يستمد قوته من قائلة مباشرة وهو الملك

الخطب تلقى وتنقل عبر الإذاعة والتلفزيون والخطاب الأخير الذي ألقي بمجلس النواب خطاب ناري ويدل على غضب صاحبه وكان فيه الملك كالمفكر الطبيب الذي يضع أنامله الدقيقة على نبض الواقع والأحداث وقد رصد مساراتها وقدم في النهاية تشخيص للداء وحذر من مغبة الإهمال في العلاج، وصرح وأكد أننا مستهدفين في جغرافيتنا وتاريخنا وثقلنا البشري ولكن لا حياة لمن تنادي، فعلا تحركت آلة الإصلاح ولكن أحذر وأكرر تحذيري حتى لا نقع في خطأ جسيم هناك اليوم من يجري يمينا ويسارا للجعل من خطاب الملك وسيلة يركب عليها ليوزع المال العام ميمنة وميسرة بحجة الإصلاح والوقوف تحت أوامر الملك لا وألف لا لهذا النوع من التهور فلا بد من أخذ مسافة للتفكير في الخطاب وبدأ الإصلاح بعدها على خطى متأنية ولا يجب اللعب بورقة الخطاب الملكي لعقد صفقات مشبوهة ومحبوكة لطرف آخر

لا بد من خلق جو عام لجعل الكثيرين يراهنون على خطاب الملك ويشكلون منه الحدث في مجرى الصراع العربي………ونحبط مزاعم الأعداء الذين يكنون للمغرب العداوة، هؤلاء الذين تجمعهم متعة الإتحاد في نشر الإفساد في الأرض……… وهنا لا أشير الى أي شخص بل الى مهمة معينة تجمعهم، وهذه نقطة لا بد من فهمها، وللأسف فكثير من منتخبينا لا يولون إهتمام كبير للخطب الملكية بالرغم من إظهار السمع والطاعة للملك لكونهم لا يفهمون ما بالخطاب من توجيهات، فمن البديهي أن تناقش الخطابات ممن يكون مسويا لها في العلم فالمهندس يناقش المهندس، والمهندس لا يناقش من لا يفهم تخصصه، وهنا يبقى دور المثقف في العمل على تنزيل الخطاب الى غير الفاهم له، فحتى يكون النقاش متساويا يجب أن يتم بين متساويين، فلهذا رجائي أن يعمل رجال السلطة على طبع الخطاب وتوزيعه على كافة المسؤولين ومحاولة شرحه وتبسيطه وجعله مرجعا لهم وهنا سنلمس تغييرا كبيرا في تطبيق الرؤية للملك وتتم المناقشة والتحليل لا ركن الخطاب جانبا ولا متابعة على أرض الواقع

الملك اليوم ومن حوله يعملون جاهدين على إخراج خطاب الى الشعب يتضمن خطة التطور والإشارة الى عيوب المجتمع لكن في غياب شرح رؤية المربع الملكي وما يصبوا إليه فسيبقى الصراع دائم بين من يرى الملك من المنظور كمصلح ومن يراه منظور المتسلط فمن منهم على حق….؟

برأيي لا بد من إعطاء الفرصة للجميع والمساهمة في جعل السياسة الملكية تتبع والعمل على فضح كل من يعرقل مسيرة التقدم ببلدنا وأقول صراحة كثيرين ممن يدعون كونهم خدام للملك هم ضد سياسته فالمرتشي، والمهمل لعمله، والناهب للمال العام ولحقوق الإنسان، والإعلام المسيء للبلاد، والمتآمرين ضد وحدتنا، والمبددين لثروات الأمة، والمروجين للفقر والحرمان والإستبداد، وكم الأفواه وتفريغ النفوس من إحترامها لذاتها، وتقديم ثروة البلاد لغير مستحقيها، والتسلط والنهب والتعصب الديني والقائمة طويلة…. كل هؤلاء هم ضد سياسة الملك

-أعتقد أن المغرب سيواصل مفاجأتكم- إقتباس من آخر لقاء صحفي أجراه الملك الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله، وفعلا المغرب مفاجآته مستمرة، لكن لا بد من الإشارة أن هذا الجيل أبهر المحللين وفي صفهم شرائح واسعة من الرأى العام، بحيث أغلبهم وقعوا في لجة القنوط واليأس والبحث عن الخلاص الفردي، والبقية عن الأغلبية أصحابها يستشعرون الهزيمة وتدفعهم مشاعر الغضب الى الإنتقام، فأصحاب اليأس يتنكرون لكل القيم ولم تستطع إلتقاط الإشارات الواضحة بين عالم المثل والنظريات والعالم الواقعي، يرفضون المشاركة ولا يولون أي إهتمام لما يجري ويدور حولهم وكل يبحث عن طريقة تخلصه وتخرجه لوحده

وللجميع أقول لا بد من وقفة مع النفس بشجاعة، ونبحث جميعا عن السبب الذي أوصلنا لما نحن عليه اليوم، فالإستبداد الذي يصادر الضمائر والعقول يجعل من بلدنا لقمة سهلة للطامعين، إن مفاجأة المغرب ستكون إن شاء الله في وحدثنا السياسية وتكون إن شاء الله سباقة في غير ميدان تكنولوجي علمي وفكري وهي تثبت قدرة المغاربة على العلم والعطاء والإنطلاقة من أقسى الظروف سوف نتمكن من الوصول الى القمة والجلوس على الهرم إن شاء الله وعلى أكثر من صعيد.

عنوان مقالي الخطاب الملكي….وتدني مستوى المتلقي، لنكن صرحاء مع بعضنا ولو لمرة ونثبت تدني مستوى فهم الخطاب ، فالخطاب الأخير الذي ألقى من الملك لمجلس النواب والذي سلط فيه غضبه على مدينة الدار البيضاء كمثال تعالوا بنا جميعا نتعرف على جو اللقاء الذي دار بعده بين مسؤولي مجلس مدينة الدار البيضاء الذي تحول الى خشبة مسرح تبادل فيه المنتخبون التهم بعضهم البعض من قبيل السرقة والخيانة وحتى الإجرام ولولا بعض التدخلات لتحولت الخشبة الى معركة حقيقية، وقيل أن البعض لم يهتم بالخطاب الملكي ولم يعره أي إهتمام أكثر ما كان همهم هو المطالبة والحصول على التفويض، إن ما جرى يوم الإثنين ليؤكد أن جماعة الدار البيضاء يلزمها التدخل العسكري من أجل فض الخلافات التي تبحث عن سرقة المال العام والتلاعب بالصفقات العمومية ولا ننسى أن بعض المنتخبين يتحكمون في جيوش من البائعين المتجولين وحراس السيارات الذين يستعملونهم في أغراضهم وقضاء حوائجهم، وهنا لا أريد أن أخوض كثيرا في هذا الموضوع المهم وليعلم الجميع أن السومة المالية لدفتر التحملات لنظافة الدار البيضاء وأقول النظافة وحدها هو: 57 مليار سنتيم سنويا مبلغ يسيل له اللعاب ولو أنه يخص الأزبال أعزكم الله.

واليوم لا نعطي الفرصة لمن إنقض على وزارات المغرب والملك لوحده لا يمكنه أن يغير، فالأزمة خلقية قبل أن تكون حقوقية، فهناك سلطويون يعملون على سحق الحقوق حتى يتسنى لهم البقاء في كراسيهم، إن فرنسا اليوم تستشعر تهديدها في مستقبلها بإفريقيا، فالملك له شخصية ذات بعد عالمي وهو يستوعب مدى أهمية التعاون وتواجده وإهتمامه بإفريقيا هو لبناء مستقبل حقيقي قوامه الموارد البشرية التي هي أهم من الرأس المال المادي، فإذا فهمنا خطاب وتوجه الملك فكل المغاربة سيذوبون بإفريقيا وسنقول هل من مزيد لكوننا سنحتاج الى الشباب والمقاول والمثقف وهناك من يعمل على تصفيتنا جسديا وفكريا، فلا بد لنا من رؤية للمعالجة وأن لا نتكلم من منطق عجرفة فكرية أو علمية ولكن لتكن الإنطلاقة من الرؤية الواقعية ومما يجري على واقع هذه الأرض، فسياسة غالبيتنا وجدت من الجهل والأوبئة والفقر والأطماع، فحتى تكون لنا سياسة لا بد من السعي الى التغلب على الأمية والعمل على إرساء الديمقراطية، والعمل على طمس الفجوات التي تعمل على المباعدة بين القيادة والنخب الفكرية والإقتصادية والشعب، وأن لا ننسى الإجرام الذي تفشى في مجتمعنا والإرتزاق بأي وسيلة سهلة والتي أصبح جمهورها يشكل خطرا على المجتمع بتواطؤ مع الحكومات، والتغيير له ثمن، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.

وأهمس كعادتي في أدن رئيس الحكومة -لا بد من التعاون بين السهم والقوس لكن للأسف عين حكومتكم بالرغم من جودة السهم والقوس لم تصب الهدف لكونها لا ترى أبعد من خشمها ، والحمد لله لكونكم لم تتدارسوا المسافة التي على السهم قطعها حتى تصيبوا الهدف وإلا لكانت في إنطلاقة السهم خسارة لكون هدفكم كان صورة الملك

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *