Home»Débats»أفول نجم شيخ التيار الإسلامي المغربي عبدالسلام ياسين

أفول نجم شيخ التيار الإسلامي المغربي عبدالسلام ياسين

0
Shares
PinterestGoogle+

من قلم   :  وهابي رشيد
غادر الشيخ ياسين رحمه الله إلى دار البقاء يومه الخميس 28 محرم 1434 ، تاركا وراءه مسيرة سياسية وفكرية ونضالية مع ميله الشديد إلى العمل على تأصيل الفكر ونظام جماعته  » العدل والإحسان » وما يهمني هنا هو الإشارة إلى مفهوم القومة وإحالته المذهبية والدينية في فكر الشيخ رحمه الله٠ قبل هذا وذاك لابد من إعطاء القارئ نبذة عن الشيخ ياسين ولابد أن أشير هنا إلى الملك الراحل الحسن الثاني الذي أصبح من ألذ خصوم هذا الشيخ وهو من اختاره شخصيا ضمن من إختار في البعثات التكوينية لإعداد أعمدة الدولة في المجال التعليمي والبيداغوجي ، وآنذاك كانت الدولة المغربية فتية، وكانت مفتقرة إلى الأطر خصوصا ما بعد الإستعمار وجلاء خبراء الإدارة الفرنسية٠ وقد إختار الشيخ في الأربعين الطريقة الصوفية البوتشيشية ؤبعد وفاة شيخ الطريقة الصوفية رفض الشيخ ياسين حينها وهو مريد طريقة توريث المشيخة وتركها بعد 6 سنوات من مزاولة الطريقة الصوفية٠

وفي خضم الصراع الذي كانت تضرب فيه آنذاك قوى التغيير الديمقراطي على يد أقطاب نظام الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله الذين نصبوا أنفسهم بالتسلط مدعين حماية الملك وكل هذه التداعيات دفعت الشيخ ياسين لبعث رسالته المشهورة شديدة اللهجة إلى الملك الراحل بعنوان »الإسلام أو الطوفان » كانت الإجابة من الملك قوية حيث رمى بالشيخ إلى السجن وبعدها إلى المستشفى بدعوى أن صاحب الرسالة فقد عقله ، بعد خروجه من السجن أو بالأحرى المستشفى العقلي، عمل على تأسيس جماعة العدل والإحسان سنة 1981 ٠ يعلن الشيخ أنه استنبط مفهوم القومة من القرآن الكريم حيث وردت في بعض آياته : قام- تقوموا- أقيموا « وإنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا » سورة الجن ، « وأن تقوموا لليتامى بالقسط » سورة النساء ،  » ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله » سورة المائدة

٠ يقول الشيخ كان المسلمون في العهد الأول يميزون بين كلمة القائم وبين كلمة الثائر يطلقون الأول على من قام بالحق ضد الحكام الجور، ويطلقون كلمة ثائر على كل مسلح يحارب السلطان (ص 7 رجال القومة والإصلاح)٠ قضى الشيخ ما يزيد عن 22 سنة وهو يلمح إلى مواقف لا يمكن الوقوف عندها ، وكان رحمه الله يستعمل كثيرا كلمة قومه ولا يستعمل كلمة ثورة لأن الثورة فيها عنف والجماعة تسعى إلى القوة وهي الأخد بالشرعية ونبذ العنف لأنه يأخد قوته من الغضب والهوى. تابع الشيخ بناء الجماعة على منوال المنهاج النبوي إلى أن وضعه المرحوم إدريس البصري وزير الداخلية في الإقامة الجبرية لمدة تزيد عن 10 سنوات واستمر تسليط العذاب والسجن في حق مريدية.

ما إن تولى الملك محمد السادس الحكم كان من أول قراراته هو رفع الإقامة الإجبارية عن الشيخ لكن الحظر ظل ساري المفعول على إثر هذا كتب الشيخ كعادته رسالة « إلى من يهمه الأمر » إلى الملك محمد السادس حيث وجه رسالته هاته إلى الملك بود ولطف، مع دعوة الملك إلى التوبة ورد المظالم التي ورثها عن أبيه مع العمل على توزيع ثروة الملك الحسن الثاني على الفقراء، رسالة لم يرد عليها والحرب الباردة مازالت مستمرة مع الجماعة. ما يحسب للجماعة وشيخها هو طابعها السلمي حيث لم يثبت في حق الجماعة أن سقطت في فخ العنف أو التسليح أو خلق جناح عسكري كما فعلت جماعات غيرها في المغرب كما أنه لم يلعن قط أحد تبعية الجماعة لأي حركة إسلامية عالمية ويحسب لها أنها ظلت تعمل داخل حدودها الجغرافية المغربية.

ما يحسب للملك محمد السادس فالشيخ ممن رفض واعترض على إرادة الملك وانتقد شخصه بكل قوة وقسوة ولم تطله قط يد التنكيل والتعذيب فالشيخ كانت له رحمه الله في عهد الملك محمد السادس الحرية المطلقة رغم أنه كفره، وفسخ عقد بيعته، و أعد لهدم عرشه واقتلاع ملكه بمواقفه وآرائه للخروج على الحاكم وعلى الدولة فالشيخ رحمه الله هو القائل (كوني مبعوثا مبلغا أمرني القادر عز وجل بإعداد القوة ووعدني بالنصر وشرط لي شرط على شروط) (ص401 العدل). رحم الله الشيخ ياسين وتقبله وعمله بالتجاوز والرحمة والمغفرة وقد مشى في جنازة الراحل حتى من كان رحمه الله لا يقبل ثوبتهم لكونهم كانوا أعضاء في التنظيمات اليسارية والإشتراكية. ورحم الله الشيخ ياسين صاحب كلمة » ماترك قوم الجهاد إلا ضربهم الله بالذل »ولا ذل أشنع من احتلال مسجد الله المقدس يسوموننا فيه سوء العذاب . وحكام الجبر يعقدون الهدنة يصنعون السلام الذليل لا هم لهم إلا البقاء على الكراسي. توفي الشيخ بالتاريخ الميلادي يومه 2012‪/‬12‪/‬13 أي يوم بعد انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا بالمغرب 2012‪/‬12‪/‬12 لا ندري ما تعليقه على هذا المؤتمر ونحن نعلم أن آخر كلامه كان لا إله إلا الله وأوصى بصحبة الجماعة عوض صحبة الشيخ.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *