نقد العقل التربوي:مدرسة فرنسا البربرية وسؤال البحث؟
….ان صدور الظهير البربري عام 1930كان في الحقيقة ورقة الوفاة التي سجلت موت ذلك المخطط الاستعماري الكولونيالي الذي داب رجال الحماية على اعداده منذ سنة 1914 وورقة الميلاد التي سجلت قيام الحركة الوطنية المغربية السياسية لتتسلم مشعل النضال من ايدي المقاومين والمجاهدين في الجبال ,وبذلك اصبحت المطالبة بجعل اللغة العربية لغة التعليم والادارة ولغة كل المغاربة بدون استثناء مطلبا شعبيا ترفع حوله الشعارات في كل المناسبات الوطنية .بل المبادىء الانسانية التي ترى فيها الحركة الوطنية مظهرا من مظاهر الاستقلال ,وهذا ما اجهض مشروع –المدارس الفرنسية البربرية- وبالتالي المشروع اللغوي التي كانت فرنسا تامل تحقيقه في المغرب .ان من يتتبع خطاب الحماية حول التعليم بالمغرب منذ بدايته سيعتقد ان فرنسا تنوي تغطية مجموع التراب الوطني بالمدارس ,الا ان الواقع يكذب ذلك ,واذا حضي اطفال المعمرين واطفال الجالية اليهودية بالمغرب بقسط وافر من الاهتمام وهيات لهم جميع ظروف التمدرس فان وضعية الاطفال المغاربة المسلمين كانت عكس ذلك تماما ,والمعطيات الاحصائية الدالة على اعداد المتمدرسين تبين السياسة الحذرة التي اتبعتها فرنسا في نشر المبادىء الاولية في القراءة والكتابة بين الاطفال المغاربة =سنة 1938 كان عدد التلاميذ بالتعليم العام 21900,وصل سنة 1955 :314800 اما التعليم المهني بلغ 7500 والثانوي بلغ 6712=عند التلاميذ الذكور وتبلغ هذه المحدودية اقصاها عند الفتيات خاصة اذا علمنا ا ناول مدرسة خاصة بالبنات لم تفتح ابوابها بالمغرب الا في سنة 1933, وان عدد الفتيات المتمدرسات غداة الاستقلال لايمثل سوى 10/. من المجموع العام للمتمدرسين وتظهر نتائج هذه السياسة بوضوح حسب الفئات العمرية وهي وضعية ورثها المغرب المستقل عن سياسة الحماية الفرنسية والتي تكشف بما لايدع مجالا للشك عن ابعاد السياسة المتبعة في مجال التربية والتعليم ..
.ان غرض فرنسا لايهدف في اساسه الى نشر الوعي ولكن هدف هذه المؤسسات خدمة اغراض فرنسا الاستعمارية بالمغرب وتتمثل في ايجاد عناصر قادرة على الحفاظ على جسور التواصل وتقويتها بين السكان والسلطات الاستعمارية سواء منهم الامازيغ او العرب وبالتالي تحقيق الاهداف المرتبطة بمصالح فرنسا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبكل ما يرمز اليها …..
.كتابي محمد تاوريرت
1 Comment
هااااااااام ان نحاول تثقيف الاجيال الشابة بالمخططات الغربية ونوثق فيهم الهوية الاسلامية ، وفقكم الله تعالى .