الحياة منذ مغامرة العقل الاولى وعبر تاريخ البشرية الطويل عبارة عن اخذ وعطاء ,وواهم من يعتقد انه فقط يطبق الشطر الاول من هذا الفذ المضاد بمعنى ان ياخذ فقط دون ان يؤدي وهنا تتضح فكرة حب الذات والانا والنرجسية والبراغماتية المصلحتية ,فلتحقيق الشطر الاول من هذه المعادلة لابد بل من اللازم ترسيخ كلمة العطاء بمفهومها الشامل المادي والمعنوي والفكري الخ ,ان مفهوم الشراكة في الحياة المدرسية المعاصرة عبارة عن تعاون وفي نفس الوقت تعاقد بين طرفين او اكثر قصد تحقيق اهداف وغايات مشتركة مبنية على مبدا تبادل المنافع والخدمات = ربح= ربح= ان طبيعة مساهمة الاطراف في الشراكات هي التي تحدد الاهداف والغايات وتقسيم واضح للعمل وضبط المنهجيات والخطط وذلك يرجع بالاساس الى تنوع مجالات واشكال الشراكات وذلك حسب الاطراف الملزمة بها اي قد تقتصر على جزء معين من مشروع معين او يمكن ان تشمل كافة مراحل ومجالات المشروع او مجال التدخل المعين وقد تاخذ طابع شراكة استراتيجية بعيدة المدى في اطار خطة شمولية مبرمجة تترجم الى مشاريع متوالية ومتسلسلة ,,,,,

ان مفهوم هذه الشراكة لاتعني اتفاق وتعاقد بين طرف قوي واخر ضعيف بل هي شراكة تحدد بادوار محددة ومتقاسمة الاستفادة تكون من الموارد والوسائل المتاحة لتحقيق اهداف الشراكة والتي غالبا ما تكون اهداف مشتركة نفعية لجميع الاطراف ,ان مجال التربية والتكوين لم يعد مقتصرا على المؤسسة التعليمية لوحدها بل اصبح اليوم قاسما مشتركا بين كل الفعاليات المجتمعية (الاسرة الجمعيات سلطات التربية جمعيات الخ ) وفي كافة انحاء العالم ولا يقتصر الامر على الدول النامية ,ونظرا للعجز الذي تعاني منه مؤسسات التربية ونظرا لتراكم المشاكل المستعصية فلا بد من تظافر الجهود والطاقات والخبرات للنهوض بهذا المجال الحيوي ونسج الشراكات مع عدة قطاعات وجهات متعددة معنية او غير معنية بمجال التربية والتعليم امر لامناص منه قصد الاقلاع بهذا القطاع الهام والذي يعتبر قاطرة التنمية في كل المجالات الحياتية في مختلف انحاء المعمور .ان اعتماد المقاربة التشاركية في تدبير مشروع معين يتطلب تواصلا فعالا داخل المؤسسة وخارجها ومع الشركاء عبر مختلف مراحل الشراكة ان الحصول على الموارد البشرية والمادية في اطار التعاون وتبادل الخبرات وكدا الخدمات هو وسيلة فعالة للتعبئة الاجتماعية للمؤسسة حتى تتمكن من جلب عددكبير من الشركاء بل مستثمرين في هذا القطاع الحيوي الهام وبهذا نتمكن من تحقيق الاهداف المنشودة الا وهي مدرسة وطنية منتجة وفعالة تؤدي دورها التربوي ورسالتها في تكوين وتربية الاجيال ,,,,,,,