من المستفيد من عملية مقهى أركانة الإرهابية بمدينة الحمراء؟
اهتزت مدينة مراكش يوم الأربعاء 28 أبريل 2011 على إيقاع عملية إرهابية أودت حسب إحصاءات رسمية أولية ب 16 قتيلا ،منهم 13 أجنبيا و ثلاثة مغاربة،بالإضافة إلى 26 جريحا،في حالات متعددة الخطورة. وحسب وزير الداخلية المغربي،فقد تم تفجير قنبلة عن بعد.و تتكون هذه القنبلة من مادة « Nitrate d’alumium » و مادة « TATP » بالإضافة إلى المسامير الحديدية.و تأتي هذه العملية الجبانة،لتقطع سكون جامع « الفنا » الهادئ،هذه المعلمة التاريخية المعروفة عالميا بتراثها الشفهي،المصنف ضمن تراث اليونيسكو الواجب حمايته.
لذا من حقنا أن نتساءل عن فرضيات من الجهة التي تكون وراء هذا العمل المقيت المرفوض من طرف كل النواميس الدينية و الوضعية؟ لماذا في هذا الوقت بالذات؟ هل لها علاقة بما يجري من حراك على المستوى المحلي،أم لها ارتباطات بأجندات إقليمية و خارجية لا تريد الإستقرار للمملكة المغربية؟
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية الإرهابية ،تمت في مدينة تعرف بالقلب النابض للسياحة المغربية،حيث استقبلت سنة 2010 حوالي مليوني سائح،و في بداية الفصل الربيعي المعتدل،حيث يبدأ تزايد عدد السياح. لذا من حقنا أن نتساءل عن فرضيات من الجهة التي تكون وراء هذا العمل المقيت المرفوض من طرف كل النواميس الدينية و الوضعية؟ لماذا في هذا الوقت بالذات؟ هل لها علاقة بما يجري من حراك على المستوى المحلي،أم لها ارتباطات بأجندات إقليمية و خارجية لا تريد الإستقرار للمملكة المغربية؟
نشير في البداية إلى أن العملية البربرية أتت في ظل عدة سياقات يعرفها المغرب حاليا،و نذكر منها:
1- بروز حركة 20 فبراير الشبابية التي حركت المياه الراكدة،و أعطت نفسا جديدا للفعل السياسي،و التي طالبت خلال مظاهراتها بمحاسبة عدة مسؤولين عن الفساد.
2- إعلان جلالة الملك عن خطاب 09 مارس التاريخي الذي انحاز من خلاله الملك إلى الشعب،حيث أعلن سبع مرتكزات حول الإصلاحات السياسية و الدستورية ،والتي ستنقل المغرب من ملكية تنفيذية إلى ملكية أخرى،تعرف توازنا و فصلا للسلطات.
3- الإعلان عن عفو ملكي لصالح جزء من تيار « السلفية الجهادية »،الذي بدا أنه غير من استراتيجيته،من خلال نبذه للعنف،و تبنيه للخيار الإصلاحي.و هذا ما ظهر خلال الندوة التي أقامتها مجلة « أوال » حيث دعم محمد الفيزاري مطالب حركة 20 فبراير. كما أن عدة انتقادات وجهت للأجهزة الأمنية من طرف عدة منظمات حقوقية،وطنية و دولية،إبان أحداث 16 ماي 2003 الأليمة.و الجدير ذكره في هذا المجال، أن تنظيم القاعدة منذ مدة ،دخل على الخط لتهديده للمغرب.
4- إشادة المنتظم الدولي مؤخرا بإنشاء المغرب ل »المجلس الوطني لحقوق الإنسان »،و بالدينامية التي تعرفها المملكة المغربية.
5- تعزيز أجهزة الحكامة من خلال خلق مؤسسة الوسيط،و مجلس التنافسية.
إذا استحضرنا كل هذه النقط ، يمكن أن نستشف أن هناك طرفين يمكن أن يتضررا من العملية التراكمية التي يعرفها المغرب،و هذان الطرفان يمكن أن نقسمهما على الشكل التالي:
1
إما تنظيم القاعدة، الذي قد يكون أعطى أوامره لخلاياه النائمة – إن وجدت- بتنفيذ العملية.و للإشارة هنا،فإن هذا التنظيم له بنية تنظيمية مرنة و ليست هرمية،تساعده في ذلك وسائل الإتصال الحديثة.كما أن جبهة البوليساريو قد تكون متورطة. فحادث أمغالا ليس بالبعيد،
– طرف داخلي: يتكون من فئة يمكن أن تتضرر من التحولات التي يعرفها المغرب،و بالتالي هذه العملية هي نوع من إرباك الوضع،و خلق نوع من عدم الثقة بين الشعب و الدولة.و رسالة جلالة الملك إلى وزيري الداخلية و العدل،من أجل التسريع بإخبار الشعب حول ما جرى كانت واضحة . زيادة على ذلك،يمكن أن تكون الجهة التي نفذت العملية مكونة من بقايا تيار « السلفية الجهادية »،التي انحازت في أغلبيتها إلى الخيار الإصلاحي.كما يمكن أن يكون الحادث معزولا من طرف شخص ما بعيدا عن التنظيم.
2- طرف خارجي: و هنا نشير إلى عدة أطراف ، و هم إما تنظيم القاعدة، الذي قد يكون أعطى أوامره لخلاياه النائمة – إن وجدت- بتنفيذ العملية.و للإشارة هنا،فإن هذا التنظيم له بنية تنظيمية مرنة و ليست هرمية،تساعده في ذلك وسائل الإتصال الحديثة.كما أن جبهة البوليساريو قد تكون متورطة. فحادث أمغالا ليس بالبعيد،و المجموعة الإنفصالية متورطة – حسب جريدة الواشنطن بوست- في الشأن الليبي ،من خلال دعمها لكتائب القذافي. حيث أرسلت حوالي 450 من مرتزقتها إلى ليبيا لقتل الشعب الليبي ،مقابل 10.000 دولار للشخص الواحد لمدة شهرين. و في هذا الصدد نشير إلى أن قوى إقليمية أخرى لا تريد استقرار البلد. و ضرب اقتصاد المغرب،خاصة السياحة التي تعتبر القطاع الأول الذي يدر على المغرب العملة الأجنبية بعد تراجع عمالنا بالخارج،يعتبر من أولوياتها.
إن ما تعيشه حاليا المملكة،يعتبر حاسما في مسارها،فهذه العملية الإرهابية ليست سوى شوكة وضعت في خصر المغرب،و لابد من انتزاعها،ليؤسس البلد لعملية تراكمية،تساهم فيها المؤسسة الملكية،مع كامل قوى التغيير.للوصول إلى بر الأمان.فمع الأسف،هناك جيوب المقاومة التي تريد جر المغرب إلى الوراء. و ونتمنى أن يتجاوزها ركب التغيير.
Aucun commentaire