أية تداعيات لوصول شباط إلى قيادة حزب الإستقلال؟؟
أية تداعيات لوصول شباط إلى قيادة حزب الإستقلال؟؟
انتهت عملية انتخاب الأمين العام لحزب الإستقلال يوم 23 شتنبر الماضي بتتويج السيد حميد شباط، عمدة فاس و الكاتب العام للإتحاد العام للشغالين، قيادة سفينة الحزب.وقد تابع الرأي العام الوطني، سياقات هذا السباق المحموم، الغير المسبوق في تاريخ الحزب،الذي تميز منذ إحداثه بالتوافقات القبلية،و احترام الزعماء التاريخيين، و عدم نشر الغسيل الداخلي للمشاكل الحزبية أمام وسائل الإعلام.
واقع جديد إذن عرفه حزب زدي علال، نتيجة إفرازات جديدة لحراك مغربي تمثل في حركة 20 فبراير، و خلخلتها للبنيات الحزبية التقليدية. فحزب الإستقلال انفتح على فئات مهنية جديدة، رأت أن الفرصة مواتية لها من أجل الظفر بجزء من الكعكعة، مع وصول السيد شباط صاحب الخطاب الشعبوي القريب من هذه الفئات.
من مكر الزمن ، أن اسم شباط بلغة المشارقة ، يحيل إلى اسم شهر فبراير، هذا الشهر الذي ننعته نحن المغاربة – على الأقل بالجهة الشرقية – ب » شبراير ….الضحاك »، و هو يعني أنه إبان هذا الشهر، قد يكون الجو صحوا خلال نفس اليوم،وبعده تتكبد السماء غيوما، و تنهمر مطرا، و بعد ذلك تنقشع أشعة الشمس. وقد تنطبق هذه المقاربة على شخصية السيد شباط المزاجية، المفعمة بالمفاجئات و الإندفاع، و ردود الأفعال الغير المتوقعة، و فتح كثير من الجبهات !!!!!
بعض القراءات السياسية،التي تتبنى نظرية المؤامرة،رأت بأن صعود شباط، قد يلتقي موضوعيا مع رغبة بعض الدوائر في صنع القرار السياسي المغربي، من أجل أن يعوض حزب الإستقلال الدور الذي لعبه حزب الأصالة و المعاصرة في صراعه مع حزب العدالة و التنمية صاحب المشروع « الإسلامي » في الحكومة الملتحية، والذي أفل بعد الشعارات التي رفعتها حركة 20 فبراير،. قد يختلف البعض مع هذه القراءة، لكن عدة مؤشرات توحي بأن شهر العسل وحبل الود، بين حزبي الميزان و المصباح، قد يعرفان عدة أعطاب، و قد يعصفان بالتحالف القائم. من أبرز المؤشرات،و المتمثلة في دعوة شباط إلى إحياء الكتلة الديمقراطية، مما يعني تقاربا مع الإتحاد الإشتراكي، المدرج في صفوف المعارضة.بالإضافة إلى أن شباط ، معية حزب الأصالة و المعاصرة، دعما القيادي السابق في حزب القوات الشعبية، خالد عليوة، المعتقل بسجن عكاشة على خلفية اتهامات في تسيير بنك القرض العقاري و السياحي،و التي اعتبرها الإتحاد الإشتراكي ذات طابع سياسي. محاولة حزب الإستقلال في عهد السيد شباط،للتقارب مع المعارضة،قد تصنف في خانة المناورة للضغط على الحكومة، من أجل دفعها إلى المبادرة بالقيام بتعديل حكومي، يكون عمدة فاس، وزيرا في تشكيلتها.
إشارات أخرى، أرسلها الكاتب العام للنقابة الموازية،المتمثلة هذه المرة في علاقته مع وزراء الحزب، فقد اشار في برنامج « ملف للنقاش » الذي تبثه قناة « ميدي 1 تيفي »، إلى إلزامية استشارة وزراء الحزب مع الأمانة العامة، و اتهمهم بالضعف،و في سياق ذي صلة، اجتمع مؤخرا السيد شباط بجمعية وطنية للتعليم الخاص،حيث أكد أن موقف الحزب متجسد في جريدة العلم لسان حال حزب الإستقلال، و ليس في قرار السيد وزير التربية الوطنية من خلال المذكرة 109 الشهيرة. كل هذا يومئ بأن تغيير بعض وزراء الحزب يبقى من أولويات أجندة أمين عام حزب الإستقلال الجديد.
قواعد اللعبة في استقطاب الأصوات داخل حزب الإستقلال لم تتغير، فرغم الحملة التي شنها السيد شباط على آل الفاسي، و استحواذهم التاريخي على الحزب، فإنه استعمل نفس التقنية، بحيث اعتمد على ثقل عائلتي آل قيوح، و آل ولد الرشيد، اللتان وفرتا له ما يناهز 100 صوتا. و اللافت أن وصول « السي حميد » إعلان رسمي عن نهاية الزعيم، و إعلان جديد لبداية مناضل القرب، تكتيك أوصل شباط إلى التربع على عرش أعرق حزب تاريخي لمغرب ما بعد الإستقلال.
جدير ذكره في الأخير،أن حزب الإستقلال ما بعد 23 شتنبر، سيغير من تكتيكاته،و من تحالفاته،وستعطي شخصية السياسي الممزوجة بالنقابي، توليفة جديدة، من الصعب هضمها من طرف جميع الإستقلاليين ، و باقي التكوينات السياسية. فهل سيشكل السيد حميد بوليصة تأمين لبقاء الحزب حيويا، أم هو بداية نهاية لوريث « كتلة العمل الوطني »؟؟؟؟؟
بقلم : رشيد حمزاوي
2 Comments
بداية أشكر السيد رشيد حمزاوي على اهتمامه بشؤون حزب الاستقلال وأن الأمين العام حميد شباط ( شباط هو شهر فبراير ) إذا كان كذلك ف 23 شتنبر 2012 تعتبر نموذجا يجب أن يحتدى به وهو الذي أرجع للعمل الحزبي مكانته ولا عيب أن تلتحم الكتلة الوطنية ولكن ليس ضد أي كان وأن انتقاد بطء العمل الحكومي هو بمثابة نقد ذاتي ومن أجل هذه التجربة
مع احترامي لأغلب التعاليق ، سلبا أوإيجابا بخصوص إنسحاب حزب الإستقلال. أقول ( تمخض الجبل فولد فأرا) فهذه لعبة سياسية ، معروفة ومألوفة داخل الحكومات الإتلافية، عند قروب الإنتخابات ، تنسحب الأحزاب المشاركة في الحكومة ، لكي تمنح نفسها صورة المعارض والرافض للوضع الراهن، وذالك يصب في اكتساب صوت أكبر ، أو على الأقل عدم التراجع ، مع العلم أنها مسؤولة عن الفترة السابقة ، لأنها جزء من الإتلاف، وهذا ما تقوم به كل الأحزاب المشاركة في الحكم ، دون استثناء ، إنه نوع من تفكير المافيا السياسية ، أيا كانت