إلى متى سيظل قطاع التربية حقل تجارب والناشئة المتعلمة فئران بالنسبة لمن يتناوبون عليه من وزراء ؟؟؟
إلى متى سيظل قطاع التربية حقل تجارب والناشئة المتعلمة فئران بالنسبة لمن يتناوبون عليه من وزراء ؟؟؟
محمد شركي
قطاع التربية في بلادنا هو أتسع القطاعات حظا لأن من ينصبون وزراء عليه سواء كانوا محزّبين أو تكنوقراط يجعلون منه حقل تجارب ومن الناشئة المتعلمة فئرانا خلال مدد استيزارهم ، وإنهم وهم يتعاقبون عليه ينقض بعضهم غزل بغض ، وهو ما يجعل الرأي العام الوطني عموما ، وأسرة التربية على وجه الخصوص في حيرة بحيث لا يدري أشر أريد بهذا القطاع أم أريد به رشدا ؟
والوزير الجديد كسابقيه وجريا على عادتهم في إلغاء اللاحق منهم بعض ما قرره السابق أدلى بدلوه في هذا النهج بدوره . ودون الخوض فيما قرر تعطيله من تركة سلفه وما سيقرره لا محالة مستقبلا ، نود الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو خضوع قطاع التربية الموكول إليه أمر الناشئة المتعلمة لأمزجة الوزراء دون تقدير الآثار السلبية لذلك على هذه الناشئة البريئة التي يتم التعامل معهم كفئران تجارب .
وإذا كان الشعار المرفوع بالنسبةل كل من تناوبوا على تدبير قطاع التربية من وزراء منذ الاستقلال إلى يومنا هذا هو إصلاحه ، فإن واقعه يدحض ذلك، لأن حاله وباستمرار يمر من سيء إلى أسوأ ، ولا يمكن أن ينكر ذلك إلا جاحد أو معاند . ولو صح أو صدق هذا الشعار المرفوع بالنسبة لكل من تعاقبوا على وزارة التربية الوطنية لكان اليوم في جعبة القطاع رصيد كبير من الإصلاحات المتراكمة عوض الاخفاقات والتعثرات المتتالية .
وما كان من المفروض أن يحصل ، ولكنه مع شديد الأسف لم يحصل هو مساءلة كل وزير منصرف عن دوره في إفلاس قطاع التربية ، فضلا عن مساءلة من لا يتغيرون بتغير الوزراء من مسؤولين مركزيين لا يصرفهم سوى حلول الأجل أو التقاعد ، ولا أحد منهم يقر بدوره في هذا الإفلاس ، وكلهم يفاخرون بأياديه البيضاء على القطاع .
فإلى متى سيظل حظ قطاع التربية متعثرا وبهذه الدرجة من السوء ؟ ومتى ستحين ساعة إصلاحه إصلاحا حقيقيا بعيدا عن أسلوب رفع الشعارات .
وعلى غرار قول المثل المغربي : » الفيش ما يزيد في الرجولة » والفيش من الرجال الضعيف الذي يتباهى بما ليس عنده ، نقول : » رفع الشعار لا يدفع عارا ولا شنارا » .
Aucun commentaire