لو طرح السؤال التالي :أيهما أكثر قيمة من الآخر:صفر على اليمين أم صفر على الشمال.اليمين و اليسار(الشمال) في الأعداد  يعطي نفس النتيجة  في اليمين و الشمال في القرآن الكريم .و لكن لا يعطي نفس النتيجة في السياسة و الايدولوجيا…

فهل يستوي أهل الشمال مع أهل اليمين  في الدين؟أهل اليمين هم الفائزون و أهل الشمال هم الخاسرون.

و هل يستوي أهل اليمين و أهل اليسار  في الايدولوجيا؟

قد يحلو لبعض السياسيين أن يصنفوا شخصا ما في تفكيره أو عقيدته أنه يساري أو يميني.

فكل يساري هو ناصر للفقراء و المساكين و المستضعفين و البؤساء و العمال في المصانع و العمال في الفلاحة.ولهذا ارتبط شعار اليساريين بالمطرقة و المنجل في إشارة إلى العمال في المصنع أو في الضيعة الفلاحية.

بينما  كل يميني هو ناصر للأغنياء و الأثرياء و البرجوازيين و الارستقراطيين و كبار الملاك.

الفقراء يملكون أصفارا على الشمال، و الأغنياء يملكون أصفارا على اليمين.و قد يصل ما يملكون إلى عشرات الأصفار على يمين عدد صحيح موجب20000000000.

قد عجبت لأحد  أصحاب الملايير  وهو مغربي معاصر لنا  له مقاولات في بناء  العمارات و المساكن و أشياء أخرى، و نائب برلماني في نفس الوقت.و عندما قرر رئيس البرلمان (النواب) بطاقة الحضور لمحاربة غياب (نواب الأمة= سماهم بعض المعلقين نوام الأمة) فوت منصبه لابنه لاستحالة الحضور لسيادته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ما هي قيمة الصفر في الحضارات الإنسانية؟

نجيب أنها مجرد أقوال:

–         يقال أن البابليين هم أول شعب اخترع =اكتشف الصفر و كان ذلك في القرن الثالث قبل الميلاد(الصفر البابلي).

–        و يقال أيضا أن الصينيين توصلوا إلى اكتشاف الصفر في القرن 5 ق.م.

–        و يقال أيضا أن قبائل المايا الهندية (سكان أمريكا الأصليون)من الهنود الحمر،توصلوا أيضا إلى اكتشاف الصفر و كانوا يرمزون له بعمود فارغ.

–        ويقال أيضا في التاريخ العربي الإسلامي،  أن هنود آسيا هم من علم العرب الصفر و كان ذلك على يد العالم الفلكي (كانكا).هذا العالم الفلكي قدم إلى الخليفة أبا جعفر المنصور كتابا يحمل اسم ( السند هند) لمؤلفه (براهما) كهدية. و ترجم هذا الكتاب من اللغة الهندية  إلى اللغة العربية . و كان العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي من قام بترجمته.

–        و كان الخوارزمي يشتغل مترجما في دار الحكمة، تلك المكتبة التي أنشاها الخليفة العباسي (المأمون) ابن هارون الرشيد.

و يبين المؤرخون أن العرب كانوا يفضلون الأرقام الهندية على الأرقام  اللاتينية،لكون الأرقام اللاتينية كانت تستعمل الحروف اللاتينية ،و لاحظ الخوارزمي أن الأرقام الهندية كانت ترمز إلى الصفر بنقطة(مثلا  .v=70 فحول النقطة إلى دائرة0 .

ولأهمية الصفر في الحياة العادية أن  كل إنسان ذهب إلى شأن ما و لم يفلح فيه و رجع كما يقال بخفي حنين ، قيل عنه أنه رجع صفر اليدين.

ما هي قيمة الصفر في العمليات الحسابية؟

لا يأخذ الصفر قيمته  إلا إذا كان على يمين الأعداد الصحيحة الموجبة .و في عمليات ضرب أي عدد  مهما بلغ شأنه في صفر=0 تكون النتيجة .

قيل لنا ونحن تلاميذ أن العرب هم من اكتشفوا أو اخترعوا الصفر،و لكن تبين أن الصفر كان موجودا قبل الميلاد بقرون.حتى لو قبلنا بمبدأ أنهم من اكتشف الصفر، أين هم الآن في سلم الحضارة الإنسانية؟

لاشك أنهم لازالوا متشبثين بالصفر في الوقت الحاضر حتى لا ينزلقوا إلى سلم الأقوام البدائية=0.

كانت المدرسة المغربية تستعين بالأساتذة الفرنسيين، وكان هؤلاء يقومون(يعطونها قيمة عددية أو انطباعية) أجوبة التلاميذ ،و عندما تكون الإجابات غير مقبولة يضعون 0 وبالقرب منه عبارة nul، و كانوا أيضا يقومون عمل بعض التلاميذ بالعبارة :nullard، أما المغاربة من المدرسين فكانوا يضعون بالقرب من الصفر عبارة (لا يعتبر).كما أن هذه العبارة(لا يعتبر أو nul  ou nullard) كانت تدون في ورقة بيان النقط الدورية.

التلاميذ بدورهم كانوا يضحكون و يتهكمون من إي جواب ينقط 0 أو ورقة تحمل 0 ،فيعلقون على ذلك بالخبزة أو (السفنجة).

و رغم ذلك يقال أن أسمن(من السمنة) الأعداد هو الصفر0 في إشارة إلى كل متكبر أو مغرور أو معجب بنفسه أو مزهو بها.

 فقد قال مصطفى محمود رحمه الله و هو كاتب و طبيب و فقيه مصري معروف » إن الغيث لا يقر إلا على الأرض المنخفضة لا فوق رؤوس الجبال،فكذلك قلوب المتكبرين تنزع عنها الرحمة و تنزل إلى قلوب المتواضعين  » و المتكبر في نظره هو من يحتقر الناس.لذلك كان الصفر تشبيها لهؤلاء المتكبرين المغرورين بشيء ما……………..

كتابة :صايم نورالدين