سأنقل فقرة  وردت في مقال للصحفي بقناة الجزيرة الدكتور فيصل القاسم صاحب برنامج « الاتجاه المعاكس » ورد في صحيفة العرب 2013.

 32مليار جمعها الأمريكان من خزائن العرب كي يطهروا أرض أفغانستان من الرجس السوفياتي.و100مليار من خزينة الدول الخليجية من اجل تدمير سوريا.

 كتب فيصل القاسم : »متى سمعتم أن يهوديا تحالف مع مسلم ضد يهودي حتى لو كان الأخير من مذهب الشياطين السود؟هل يقبل آي يهودي أو مسيحي أمريكي أن يكون أداة في أيدي المسلمين كي يقتل أمريكيا آخر؟أو يناصبه العداء حتى لو كان من القرود الحمر؟

فلماذا نقتل بعضنا البعض إذن على المذهب و الطائفة و الهوية و نخوض معارك دونكشوتية إرضاء لغاياتهم و مخططاتهم؟

متى تكبر عقولنا و تنضج و نتوقف عن خوض معارك الآخرين بدمنا و لحمنا الحي و ثرواتنا و عقيدتنا؟… »

و لنا الحق كله أن نتساءل : هل الدولة السوفيتية خطر على العرب و على دينهم أم هي خطر على الولايات الأمريكية؟ كانت الرأسمالية عدوة للاشتراكية و الشيوعية.الرأسمالية إيديولوجية الأثرياء و الأغنياء،و الاشتراكية و الشيوعية هي ثورة الفلاحين و العمال و الفقراء.هذا ما نعلمه، فأين محل العرب المسلمين من الإعراب في هذه المعادلة؟

تجند العرب المسلمون لمحاربة السوفيات في أفغانستان تحت ذريعة محاربة الملحدين ،و بأموال عربية و مقاتلين عرب،حتى سموا بالعرب الأفغان.  والولايات المتحدة أليست دولة علمانية و ملحدة إيمانها بالمال والدولار و استغلال ثروات الشعوب، و المصالح و النفوذ و نهب الثروات هي أهدافها؟ وهم من روج للفكرة  » ما لقيصر لقيصر و ما لله لله »؟كيف ترتب  أمريكا هذه القيم و من يحظى عندها بالأولوية الله خالق المسيح أم المسيح أم الدولار؟

لماذا يكون بعض من المسلمين من السنة خاصة هم يقاتلون  من الجنة الموعودة التي وعد بها بعض المنتسبين إلى الدين باسم الفتاوى الجهادية؟

 لماذا لا يفكر هذا الذي يقتل الناس باسم الدين و يقطع رؤوسهم و يفتح بطونهم  كامرأة أبي لهب و يؤكل الكبد البشرية؟أو يحرق الإنسان وهو حي يرزق و يضعه في قفص كحيوان مفترس؟ لماذا لا يفكر هذا الإنسان و لو لحظة هل يقاتل من اجل المال أم من اجل العقيدة أم من اجل السياسة التي رسمها و خطط لها الآخرون ،وهو من نفذها بجهالة؟ أم على القلوب أقفالها؟

الحق يقال :بالأمس خربت أفغانستان و شرد شعبها و انتهكت أعراضها و حرماتها و  الآلاف من الأبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم من أبناء الوطن؟و دائما يكون القتل باسم الدين؟و تبعتها السودان و ليبيا و سوريا و  لبنان و الآن  اليمن .واجتمع العرب و اتفقوا و كانوا دائما لا يتفقون على تحرير فلسطين و لا الأراضي الأخرى المغتصبة ، و لا يقدرون و يتلكئون. لماذا اتفقوا الآن في رمش عين على تدمير بلد عربي يجاورهم، ورفضوا بالأمس أن يدخلوه في اتحاد الدول الخليجية، و الآن يدمرون الانسان و المطار و الطرق و كل شيء بناه الإنسان اليمني بعرقه و دمه ، بخديعة يهودية صهيونية و أمريكية و ببلادة ملكية و أميرية خليجية؟

صحيح لهم المال و الثروة و لهم البلادة المركبة،وعقلية القرون الوسطى.

و صحيح أيضا أن العرب اتفقوا أول مرة في التاريخ المعاصر على تدمير أنفسهم بأنفسهم ،وقتل بعضهم بعضا.هل هناك بلادة أكثر من هذا ؟؟ هل هذا هو الحلم العربي؟؟

انجاز :صايم نورالدين