Home»Enseignement»أثر النتائج المدرسية على التوجيه التربوي

أثر النتائج المدرسية على التوجيه التربوي

2
Shares
PinterestGoogle+

أثر النتائج المدرسية على التوجيه التربوي
بقلم: نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس.

تقديم:

تعتبر السنة الثالثة ثانوي إعدادي، وفق ما تنص عليه التشريعات المعتمدة، سنة توجيه التلاميذ إلى الجذوع المشتركة بالسلك الثانوي التأهيلي.
وفي غياب وسائل القياس النفسي المتخصصة للتعرف على الاستعدادات والخصائص الشخصية للتلاميذ؛ فإن القدرات المعرفية تبقى المؤشر الوحيد لاتخاذ قرارات التوجيه، سواء تعلق الأمر برغبات التلاميذ أو بقرارات مجالس التوجية.
هذه القدرات المعرفية تتجلى في النتائج الدورية والسنوية الناتجة عن التقييم التربوي الممارس خلال السنة الدراسية المتمثل في ثلاثة مكونات:

§ المراقبة المستمرة وتجرى خلال السنة الدراسية في جميع المواد المقررة؛

§ الامتحان الموحد المحلي ويجرى في جميع المواد المقررة في آخر الأسدس الأولى؛

§ الامتحان الموحد الجهوي ويجرى في بعض المواد في آخر السنة الدراسية.
ويعتبرالتقييم التربوي وسيلة للكشف عن القدرات المعرفية والجسمية للتلاميذ، كما أنه يعتبر أحد المكونات الأساسية وأحد المرتكزات الهامة التي يقوم عليها النظام التربوي والتكويني والتوجيه التربوي.
وتتجلى وظيفة التقييم التربوي في إصدار أحكام قيمة على التحصيل المعرفي للتلاميذ وإنجازاتهم.
ويراعى، في عملية التقييم التربوي، وفق ما ينص عليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين،البند 94، المبادئ الأساسية التالية:

§ الاتصاف بالمصداقية والتقيد بالموضوعية والإنصاف؛

§ ضمان صلاحية الاختبارات ونزاهتها؛

§ ملاءمة التقويم وفعالية تدبيره؛

§ الحرص على شفافية معايير التنقيط والتعريف بها سلفا؛

§ حق طلب المراجعة في حالة خطأ أو حيف مثبت.
كما تنص مختلف أدبيات التقييم التربوي والمذكرات المنظمة، على أن تتسم عملة التقييم التربوي بالمواصفات التالية:

§ أن تكون مستمرة ومواكبة لعملية التربية والتكوين في كل مراحلها؛

§ أن تكون شاملة لكل الوحدات الدراسية المنجزة وكل مجالات الاهتمام؛

§ أن تصاغ الأسئلة الاختبارية بعبارات واضحة ومألوفة لدى التلاميذ ولا تقبل التأويل، وتندرج ضمن مرجعيتهم المعرفية؛

§ أن تكون متناسقة مع الأهداف التربوية المحققة حسب كل وحدة دراسية وخلال فترة زمنية محددة؛

§ أن تمكن التلاميذ من التقدم في تحصيلهم الدراسي والتعرف على قدراتهم المعرفية وتنميتها واكتشاف الصعوبات التي تعترضهم خلال مسارهم الدراسي؛

§ أن تمكن مجالس الأقسام والتوجيه من اتخاذ قرارات موضوعية في حق التلاميذ بخصوص الانتقال والتوجيه.
ويتجلى التقييم التربوي في تخويل المدرس التلميذ نقطة خاما، وتعتبر هذه النقطة، التي تنحصر، غالبا، بين صفر(0) وعشرين(20)،عددا يقيس من خلاله المدرس مستوى التحصيل عند التلاميذ ويمكنه من إصدارأحكام قيمية على قدراتهم المعرفية.
وقد عرف دولنتشير G. De Landcheere النقطة، بقوله: « تقدير تركيبي يعبر عن تقييم النتائج المدرسية في المجال التربوي».
وبديهي أن هذه النقط، يتم على أساسها حساب معدلات دورية وسنوية وتشكل بالسنة الثالثة ثانوي إعدادي، النتائج المدرسية التي يحصل عليها التلاميذ، والتي تتخذ على أساسها القرارات المصيرية التالية: التوجيه، التكرار، التثليث، الفصل عن أسلاك الدراسة.
بعد استفادة التلاميذ من المعلومات المتعلقة بالجذوع المشتركة (خصائصها، متطلباتها، آفاقها المستقبلية)، باعتماد وثائق رسمية، وبعد قيامهم باتصالات مختلفة، كل حسب أهدافه، وإجرائهم مشاورات مع مختلف أطراف العملية التربوية، يعبرون عن رغباتهم من خلال بطاقة الرغبات والترشيح حسب ميولاتهم الشخصية وقدراتهم المعرفية والجسمية.

وفي آخر السنة الدراسية، تنعقد مجالس التوجيه بالسنة الثالثة ثانوي إعدادي، التي تتشكل من جميع مدرسي المواد المقررة، والحراس العامين، وممثل عن جمعية آباء وأولياء التلاميذ، بصفة ملاحظا، والمستشار في التوجيه التربوي ومدير المؤسسة بصفته رئيس المجلس.
وفي غياب وسائل قياس توجهات وميولات التلاميذ وخصائصهم النفسية والشخصية، في الوقت الراهن، فإن النتائج المدرسية، تبقى المعيار الوحيد، إضافة إلى رغبات التلاميذ، المعتمد لتوجيههم من السنة الثالثة ثانوي إعدادي إلى مختلف الجذوع المشتركة بالتعليم الثانوي التأهيلي، حيث نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين، البند 100، على أنه "يستند تدرج المتعلمين إلى استحقاقاتهم فقء بناء على تقويم مضبوط وعلى اختياراتهم التربوية والمهنية باتفاق مع المستشارين في التوجيه والمدرسين، وبالنسبة للقاصرين منهم بموافقة آبائهم أو أوليائهم".

وانطلاقا من طبيعة الموضوع المطروح، والواقع التربوي المعيش، يجدر بنا أن نضع الإشكالية المدروسة في إطارالأسئلة التالية:

· ما أثر النتائج المدرسية على رغبات التلاميذ؟

· ما أثر النتائج المدرسية على قرارات مجالس التوجيه؟

· أي مسؤولية يضطلع بها كل من المدرس والمفتش التربوي ضمن عملية التقييم التربوي؟

· كيف يتعامل المستشار في التوجيه التربوي مع النتائج المدرسية لتأطير التلاميذ ؟
وحتى يفي الموضوع بالأغراض المطلوبة، عمدنا إلى دراسة ميدانية، شملت 204 تلميذة وتلميذا، مكنتنا من الوقوف واقعيا على النتائج المدرسية، وعلاقتها برغبات التلاميذ ، من جهة، وعلاقة قرارات مجالس التوجيه بهذه النتائج ، من جهة أخرى. وقد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية التي سنعرضها في الفقرات الموالية، نختمها بمسؤولية كل من المدرسين والمفتشين في عملية التقييم التربوي وتعامل المستشار في التوجيه التربوي مع النتائج المدرسية لتأطير

التلاميذ:

1

. الفوارق الشاسعة بين نتائج المراقبة المستمرة ونتائج الامتحان الموحد المحلي:
· %43 من مجموع التلاميذ حصلوا في المراقبة المستمرة على معدل يعادل أو يفوق 10 من 20؛
· %21 فقط من مجموع التلاميذ حصلوا في الامتحان الموحد المحلي على معدل يعادل أو يفوق 10 من 20؛
يظهر أن الفرق شاسع بين نتائج المراقبة المستمرة ونتائج الامتحان الموحد المحلي، الشيء الذي يبين أن كل تلميذ يحصل على نتيجتين مختلفتين أو ربما متناقضتين.

تصريحات واقعية وتساؤلات مشروعة:
يقول أغلب التلاميذ: حصلنا على نتيجة جيدة في المراقبة المستمرة ونتيجة ضعيفة في الامتحان الموحد المحلي، فما هي النقط التي نعتمد عليها لاختيار جذع مشترك نتابع به دراستنا بالسلك الثانوي التأهيلي؟ أنعتمد على نقط المراقبة المستمرة أم نقط الامتحان الموحد المحلي؟ فما هي النقطة التي تقيم قدراتنا المعرفية الحقيقية؟
2

. معامل الارتباط بين رغبات التلاميذ في التوجيه إلى الدراسة الأدبية ونتائجهم في المواد المؤهلة:
لقد توصلت الدراسة إلى أن قيمة معامل الارتباط بين رغبات التلاميذ في التوجيه إلى الدراسة الأدبية ونتائجهم في المواد المؤهلة لم تتجاوز 0.14، وهي قيمة ضعيفة نسبيا، وتترجم، إلى حد ما، عدم ملامسة التلاميذ، بالشكل المطلوب، قدراتهم المعرفية التي تؤهلهم للتوجيه إلى الدراسة الأدبية، وذلك ناجم، لا محالة، عن حيرتهم أمام النتيجتين المختلفتين اللتين تم عرضهما أعلاه.
3

. معامل الترابط بين رغبات التلاميذ في التوجيه إلى الدراسة العلمية ونتائجهم في المواد المؤهلة:
لقد توصلت الدراسة إلى أن قيمة معامل الارتباط بين رغبات التلاميذ في التوجيه إلى الدراسة الأدبية ونتائجهم في المواد المؤهلة لم تتجاوز 0.11، وهي قيمة ضعيفة، وتترجم، إلى حد ما، عدم ملامسة التلاميذ، بالشكل المطلوب، قدراتهم المعرفية التي تؤهلهم للتوجيه إلى الدراسة العلمية، وذلك ناجم، لا محالة، عن حيرتهم أمام النتيجتين المختلفتين اللتين تم عرضهما أعلاه.
4

. الفوارق الشاسعة بين نتائج المراقبة المستمرة ونتائج الامتحان الموحد المحلي ونتائج الامتحان الموحد الجهوي:

· %63 من مجموع التلاميذ حصلوا في المراقبة المستمرة على معدل يعادل أو يفوق 10 من 20؛

· %21 فقط من مجموع التلاميذ حصلوا في الامتحان الموحد المحلي على معدل يعادل أو يفوق 10 من 20؛

· %19 فقط من مجموع التلاميذ حصلوا في الامتحان الموحد الجهوي على معدل يعادل أو يفوق 10 من 20؛
يظهر أن الفرق شاسع بين نتائج المراقبة المستمرة ونتائج الامتحان الموحد المحلي، كما أن هذا الفرق زاد شساعة بين نتائج المراقبة المستمرة ونتائج الامتحان الموحد الجهوي، إلا أن هذا الفرق ضئيل إلى حد ما بين الامتحان الموحد المحلي والامتحان الموحد الجهوي، الشيء الذي يبين أن كل تلميذ يحصل على ثلاث نتائج مختلفة أو ربما متناقضة.
5

. معامل الترابط بين قرارات مجالس التوجيه القاضية بتوجيه التلاميذ إلى الدراسة الأدبية ونتائجهم في المواد المؤهلة للتوجيه إلى هذا النوع من الدراسة لا تتجاوز قيمته 0.24 التي تعتبر ضعيفة.
6

. معامل الترابط قرارات مجالس التوجيه القاضية بتوجيه التلاميذ إلى الدراسة العلمية ونتائجهم في المواد المؤهلة للتوجيه إلى هذا النوع من الدراسة تناهز قيمته 0.43 التي تعتبر ضعيفة نسبيا.
Ø إن قيمتي معامل الترابط المعروضتين أعلاه ضعيفتان نسبيا، وتمكنان من استنتاج أن قرارات مجالس التوجيه لا تعتمد، إلى حد ما، على النتائج المدرسية.
7

. مسؤولية كل من المدرس والمفتش التربوي في عملية التقييم التربوي:
يقف المدرسون، أمام هذه الفوارق الشاسعة بين المراقبة المستمرة والامتحان الموحد المحلي والامتحان الموحد الجهوي، بدهشة واستغراب، عاجزين عن اتخاذ القارارت المناسبة بناء على ثلاث نقط مختلفة لكل تلميذ.
إن هذه الفوارق لا يمكن أن تنجم إلا عن اختلالات في عملية التقييم التربوي. فهل ينتهج المدرس بتأطير من المفتش التربوي المنهجية العلمية، المسطرة في علم التقييم التربوي، والمطبقة لبناء الأسئلة الاختبارية ومواضيع الامتحانات، بشكل يروم الواقعية ويتسم بالمصداقة؟
8

. تعامل المستشار في التوجيه التربوي مع النتائج المدرسية:
يحاول المستشار في التوجيه التربوي، وهو واع بوضعية التلاميذ سواء من حيث مستوى التحصيل المعرفي أو من حيث المتناقضات التي تقض مضاجعهم، يحاول أن يقلص من الحيرة التي تتملكهم ويزرع الثقة في نفوسهم اتجاه هذا الواقع، حتى يطمئنوا على الأقل إلى الاختيار الذي وقعوا عليه، كان علميا أوأدبيا أو غيرهما، ويشعروا أنهم قادرون على مسايرة دراستهم المستقبلية بعزم وثبات.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

8 Comments

  1. نهاري امبارك
    12/01/2008 at 14:24

    تصحيح خطأ مطبعي: البند 100، من الميثاق الوطني للتربية والتكوين: »يستند تدرج المتعلمين إلى استحقاقاتهم فقط بناء على تقويم مضبوط وعلى اختياراتهم التربوية والمهنية باتفاق مع المستشارين في التوجيه والمدرسين، وبالنسبة للقاصرين منهم بموافقة آبائهم أو أوليائهم ».

  2. استاذ
    13/01/2008 at 15:04

    لاعلاقة لنتائج التلميذ بتوجيهه الا ناذرا.فأفاجأ بتلاميذ ينجحون و يوجهون الى شعب لا يمكن ان يساسروا فيها. ويعيد توجيههم لكن بدون جدوى لانهم في الاصل وجهوا لأن هناك مكان شاغر لا اقل ولا اكثر. وفي غالب الاحيان نكون كاساتذة ندون النتائج بطريقة اوتوماتيكية بعد تحديد ما يسمى بعتبة النجاح من طرف النيابة. ويكون دور الموجه هو الدفاع على توازن الاعداد و يتعامل مع التلاميذ كأرقام ويدافع بحجج واهية مثل: »يمكن للتلميذ ان يغير التوجيه اذا اراد بداية السنة ».وفي غالب الاحيان لا ارى بوضوح علاقة النتائج بالتوجيه اذا كان تلميذان يتوجهان لنفس الشعبة واحد ب: 20/17 و الثاني ب20/07 وهذا واقع لا جدال فيه.فهناك ايادي خفية تتحكم في النتائج و كذلك التوجيه يجب على مجالس الاقسام و التوجيه ان تتحمل مسؤولياتها كاملة وتقطع مع الممارسات غير التربوية التي تصدر من اية جهة كانت. اما عن الميثاق و البند 100 فذلك حبر على ورق و الميثاق مفترى عليه فهو بريئ من التصرفات التي تم ذكرها -والبند 100 هو  » يستبعد العمل بنسب النجاح المحددة مسبقا كشرط للانتقال من سلك تربوي إلى آخر. وعلى عكس ذلك يستند تدرج المتعلمين إلى استحقاقهم فقء بناء على تقويم مضبوط وعلى اختياراتهم التربوية والمهنية المحددة, باتفاق مع المستشارين في التوجيه والأساتذة، وبالنسبة للقاصرين منهم بموافقة آبائهم أو أوليائهم » وكان في الاصل « ينبد العمل بنسب النجاح…….. » و في الواقع لم يستبعد و لم ينبد العمل بالنسب المحددة مسبقا رغم انف الميثاق. لو طبق الميثاق بروح تربوية ومسؤؤلية منذ 2000 لتوضحت الرؤيا وبرزت الاختلالات وانطلق الاصلاح لكن الحنين للتعامل مع التلاميذ كارقام وعدم الاحتكام الى نتائج ذات مصداقية و شل عمل محالس المؤسسات ادى الى انهيار الاصلاح و الكل يشهد اليوم ان المنظومة التربوية ليست بخير .

  3. متتبع
    13/01/2008 at 15:04

    مسألة عادية جدا أن تكون نقطة المراقبة المستمرة أكبر من نقطة الامتحان الموحد. إلا أن المشكل يكمن حين نجد معدل الترابط بين النقطتين سلبي.

  4. mariam
    13/01/2008 at 15:04

    شكرا على هدا الموقع

  5. mariam
    13/01/2008 at 15:05

    شكرا على هدا الموقع

  6. mariam
    14/01/2008 at 17:56

    اين يمكنني ان اجد الوحد ليناير 2008

  7. هند
    19/01/2008 at 22:23

    موقعك لا باس به الا يفتقر الى شىء مهم هو امثلة وموحدات تعطينا بها مثالا عنهم بحيث تسهل علينا انتقاء الدروس للحفظ اتمنى ان تستجيب لرغبتى و شكرا على حسن تفهمكم

  8. karim
    23/01/2008 at 21:37

    اريد ان اجد المعدل الدي ينجح به التلاميد

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *