النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة:
كلمة السيد محمد زروقي النائب الإقليمي للوزارة بمناسبة تنظيم اللقاء التقويمي لحصيلة الاشتغال مع منظمة اليونسيف حول ظاهرة التكرار والانقطاع عن الدراسة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد ،
السيدة ممثلة منظمة اليونيسيف
الدكتورعبد اللطيف فاربي الخبير في علوم التربية
السيد المنسق الجهوي لبرنامج التعاون من منظمة اليونيسيف
السادة أطر المراقبة التربوية وهيأة التفتيش
السادة رؤساء المصالح بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية والنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة .
السادة أطر الإدارة التربوية
السيدات الأستاذات والسادة أساتذة الحوض المدرسي قنفودة المشمول ببرنامج التعاون مع منظمة اليونيسيف
السادة ممثلي دار الطالبة بقنفودة
السادة ممثلي فعاليات المجتمع المدني
السادة ممثلي جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ
السادة ممثلي الصحافة الإعلام
التلميذات والتلاميذ الأعزاء
أيها الحضور الكريم ،

      لقد ظلت ظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة مثبطا جسيما يعرقل مسلسل الإصلاح الذي عرفته منظومة التربية والتكوين بالمغرب خاصة وبلاد العالم بصفة عامة رغم الجهود التي بذلتها الحكومات المتعاقبة للارتقاء بقطاع التعليم خصوصا في العشرية الأخيرة مع انطلاق أوراش الاشتغال بالميثاق الوطني للتربية والتكوين ،بوصفه ورشا مجتمعيا شاركت فيه مختلف الفعاليات المعنية ،في استثمار أمثل للنزر الأوفر من التمثلات والتوجهات الهادفة ، مرورا بالبرنامج الاستعجالي (2009-2012) القائم على أساس إتاحة الإمكانات اللازمة لتسريع وتيرة الميثاق الوطني للتربية والتكوين ، وصولا إلى البرنامج المتوسط المدى لوزارة التربية الوطنية (2013-2016) الذي يستقي منابعة من الأطر المرجعية السالفة ، منبثقا عن البرنامج الحكومي في محدداته الكبرى ومخططاته التنموية البارزة .

      ولقد ظلت حلقات المسلسل الإصلاحي في تأرجحها بأعين المحللين من داخل المنظومة وخارجها بين التعثر في جانب والنجاعة في جوانب أخرى، رهينة تمثل يكاد يكون مشتركا بين الذين انتصروا لإيجابية المؤشرات الدالة على نجاح المسلسل الإصلاحي من جهة ، ومن تملكهم التقويم المتشائم للنتائج المحققة واستبد بهم لدرجة الوقوع في كثير من الأحيان في السلبية المبتذلة من جهة أخرى ، ذلكم التمثل هو ظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة الذي ظل حجة المنتصرين في الاستدلال بانخفاض مؤشراته الذي يترجم أثر الجهود المبذولة والأوراش المنجزة ، كما ظل دليل غيرهم باعتبار قيامه في الأصل برهان مغبات الإصلاح بغض النظر عن مؤشراته الرقمية .

    من أجل ذلك ، حرصت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على اسثمار جسور التواصل مع منظمة اليونيسيف بوصفها شريكا استراتيجيا راكم من التجربة التحليلية للقضايا الانسانية في أبعادها السيكوسوسيولوجية، وتسخير هذه الجسور لتداول ظاهرة الهدر المدرسي باعتبارها ظاهرة سيكوسوسيولوجية تنثني على تداعيات وعوامل متجانسة وغير متجانسة في حاجة بمكان إلى الكشف والتحليل، وذلك استنادا إلى تشخيص التعثر الدراسي وعوامله في مرحلة ، ثم تتبع وضعيات التعلم وآليات تفعيله في مرحلة تالية من مراحل التحليل .

    حضرات السيدات والسادة ،

      لقد استقرت عزائم أطرنا التربوية والإدارية بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة ، بما عهد فيهم من الجدية الطموحة ،على احتضان مخططات برنامج التعاون القطاعي مع منظمة اليونيسيف ،والإسهام بإرادة قوية وخطى ثابتة في تنزيل دعائمها بالفصول الدراسية ،ليلامس أثرها المتعلم الذي يظل الغاية الوحيدة في ظل تعداد الوسائل واختلافها . ولقد سجلنا بارتياح كبير واعتزاز غير متناه تفاعل مختلف أطرنا التعليمية على تباين مواقعهم ومسؤولياتهم مع البرامج المسطرة منذ حضيت النيابة الإقليمية بجرادة بشرف احتضانها لبرنامج التعاون مع منظمة اليونيسيف، بوصفها واحدة من نيابات الجهة الشرقية المشمولة بهذا البرنامج من بين ثلاث جهات نصفها بالمحضوضة والمخصوصة، إلى جانب جهة سوس ماسة درعة ومراكش تانسيفت الحوز، مثمنين بفخر شديد قيمة الجهود المبذولة والطاقات المستثمرة في الحوضين المدرسيين قنفودة وعين بني مطهر لتحقيق الأهداف المسطرة من البرنامج المذكور وتبليغه غاياته المقصودة ، منوهين بحصيلة الارتقاء بالكفايات التدبيرية للفاعلين التربويين في مجال التتبع اليقظ لمعالجة أوجه القصور التعليمي ، وتوفير الدعم الكفيل بتجاوزه ، وذلك استنادا إلى الدراسات المنجزة في كل من ثانوية قنفودة الإعدادية ومجموعتي مدارس البيداق وتادواوت بمشاركة مختلف الفاعلين ، وذلك استشرافا لتحقيق مواكبة جميع المتدخلين وتحسين ممارساتهم من أجل التصدي لظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسة ، وإعداد قائمة لجرد الممارسات الناجعة في المجال وتقاسمها في أفق تعميمها على المؤسسات التعليمية بالأحواض والأسلاك المختلفة .

      أيها الحضور الكريم،

         إذا كان ما ذكرناه في معرض التثمين لنتائج اشتغال أطرنا التربوية والإدارية وميض نور نتوخى تعميمه ليشمل قبسه كافة الفصول الدراسية بتراب هذا الإقليم من الوطن العزيز ، وغيره من الأقاليم المشمولة ببرنامج التعاون من منظمة اليونيسيف وحتى الأقاليم غير المشمولة ، فإن وراء هذا الوميض شموعا كانت سبب ضيائه وجلائه ، تلكم الشموع هي التي حرصت على مواكبة مختلف الورشات التكوينية وتأطيرها لتستوي نتائجها في هذا اللقاء الذي سيترتب دونما شك عن رصيد لحصيلة الاشتغال وتقديم توصيات هادفة ، الدكتور الفاضل عبد اللطيف فاربي الخبير في علوم التربية والاستاذة المحترمة مريم سكيكة والسيدين فوزي قصير ومحمد الذهبي المنسقين الجهوي والإقليمي لبرنامج التعاون من منظمة اليونيسيف ومن كان لهم رفيقا في رحلتهم عبر فصول المدرسين .

        اسمحوا لي أن أختم كلمتي بشكر كل الحاضرات والحاضرين ، باختلاف مهامهم ومواقعهم على جميل جهودهم خدمة للمتعلمات والمتعلمين ، وكفى بحضورهم ترجمانا لما يحملونه لهم من حب وعلى غدهم من غيرة أكيدة ، آملين أن تكلل جهودنا بالنتائج الطموحة التي ترقى إلى تطلعات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أراد لقطاع التربية والتكوين أن يحقق نجاحه المطلوب بأن يلعب دوره الحقيقي كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية .

  وفقنا الله وإياكم لخدمة قطاع التربية والتكوين وراء القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين .

                              والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وحرر بجرادة في :14 دجنبر 2013.