و أنا أتابع مجريات القضية العربية و مستجدات الساحة الدولية على جهاز التلفاز، بدأت أنتقل من قناة إخبارية إلى أخرى  فلقت انتباهي برنامج  » كوميديا  » على القناة الأولى المغربية..قلت لنفسي : لم لا أرفه قليلا بعد ما أتعبني متابعة الكوارث و الأحداث الدامية؟؟؟؟

تابعت بعض العروض الفكاهية لشباب مغاربة : منهم من يسخر من الوضع الإجتماعي و من يقحم لقطات عن أوضاع  سياسية / اقتصادية…..أتى دور مرشح يحمل إسم عبد الحق ، يبدو ناطقا بلكنة شمالية ( جبلية) ، موضوعه كان عبارة عن مقارنة بين واقعين اجتماعيين : إسبانيا و المغرب من خلال النظر عبر مجهر على  » صور المعاكيز »…في معرض سخريته أقحم أستاذ التعليم الإبتدائي بشكل – ربما لم يتعمده – فجائي : (عرفتوا شحال كيتخلص العساس ديال القبور فإسبانيا؟؟؟؟و لا نخافوا تعقدو المعلمين؟؟).

و لست أدري لم لم تتغير النظرة الرخيصة ، المستهزئة برجل التعليم ؟؟؟ أليس في المجتمع غيره؟؟؟؟فيكفيه ما يعانيه داخل فصله من ضغط و تراكم المواد الدراسية…. و يكفي ما يرد في النكت من تجريح و سب و ضرب لكرامته…..يكفي أنه مستهدف في كل شيء

 

فمن خلال هاته الجمل نفهم شيئين : إما هي تعبير عن المعاناة المالية لرجل التعليم ؟؟؟ أو هي لقطة ساخرة من رجال التعليم ( المعلمون ) كما يرد في النكت ؟؟؟؟ و إني لأتساءل مرارا عن لقطات كهاته : لماذا لا نعبر عن الموظف عموما؟؟؟ بما أن الوضع الإجتماعي و المادي خصوصا يعتبر واحدا و لا اختلاف بين هذا و ذاك؟؟؟ كما أن هذا الكلام رجع بذاكرتي إلى حلقات ثقافية للأخت فاطمة الإفريقي ، إستضافت في إحداها  » الفنان « المسرحي الطيب الصديقي الذي هو الآخر في معرض كلامه عن المسرح في المغرب ، قاطعته فاطمة فإذا به يتدخل ساخرا و متهكما : و لينا نديرو كي المعلمين . و كأن المعلمين ليسوا بشرا ؟؟؟ ألم يكن المعلم هو من علمه الكلام  ليرميه ذما و قدحا مجانا؟؟؟

و لست أدري لم لم تتغير النظرة الرخيصة ، المستهزئة برجل التعليم ؟؟؟ أليس في المجتمع غيره؟؟؟؟فيكفيه ما يعانيه داخل فصله من ضغط و تراكم المواد الدراسية…. و يكفي ما يرد في النكت من تجريح و سب و ضرب لكرامته…..يكفي أنه مستهدف في كل شيء….يكفي أنه يأخذ على عاتقه مسؤوليات تربية الأجيال و التي لا يبخل فيها عن متعلميه و عن المجتمع شيئا…..يكفي أنه يموت في صمت دون أن يستشعره ناقوس و لا محيط. نود فعلا لو ارتقى مجتمعنا و ترفع عن جزئيات و استثناءات و لا نعمم الحكم على الكل خصوصا عبر مواضيع أحد أبرز الفنون بل و أبوها : المسرح .

صدقوني ، إخواني القراء ، فبالقدر الذي اندهشت  فيه لعروض ساخرة لبعض الشبان المتبارين ، تأسفت على متابعتي للبرنامج خصوصا و أن  » لجنة التحكيم  » التي كان من المفروض أ تناقش المواضيع و التقديم و التقنيات على حد سواء ، نظرت للجانب الساخر فقط  و لو كان على حساب الغير و كأنها بعيدة عن ملامسة كنه النصوص المقدمة….وا أسفاه !!!!!!!!!!!!