الإعداد القبلي وتخطيط التعلمات
ملخص من كتاب:التدبير والتخطيط وفق المقاربة بالكفايات للأستاذ عبد الله ضيف
إن الإعداد القبلي وتخطيط التعلمات يتطلب من المدرس مجهودات جبارة،ويدعوه إلى امتلاك كفايات معينة،هي ما عبرنا عليها بـ « كفايات التخطيط والبرمجة « .
فما معنى التخطيط ؟ وما هو التدبير؟
ما هي فوائد التخطيط والتدبير ؟
كيف يخطط المدرس عمله ؟وكيف يدبره ؟
اـ التخطيـط :
ويتمثل في نقل فكرة معينة من مجالها المجرد إلى مجالها الملموس القابل للتنفيذ والتتبع والتقويم ،وذلك بواسطة إثباتها كتابة أو رسما ،حيث يدل هذا التمثيل دلالة تامة على ما يقصد به ،على اعتبار أن التخطيط تنظيــم وتوقــع.
تــوقـــع على اعتباره تصورا وتمثلا لما سيحدث مستقبلا؛
تنــظيــم باعتباره عملية تتطلب الترتيب والانتقاء والاختيار.
التخطيط عـمليـة والقصد من ذلك أنه جملة إجراءات وأفعال يقوم بها المخطط لغرض معين.
وهو استراتيجية عامة للتدريس.
التخطيط أنمـــاط ومستويات ويظهر ذلك في التدبير السنوي أو المرحلي أو المجالي أو الأسبوعي أو اليومي…ويختلط التخطيـط بعدة مصطلحـات،إلا أن هـذا التداخـل هو تداخل تكامـل،ومن هذه المصطلحات نذكر : البرمجة ؛ التدبير ؛ وضع خطة عمل ؛ برنامج ؛ مشروع…
ب-التدبير :يتداخل التدبير والتخطيط في إطار التكامل،ولعل أهم ما يدل عليه التدبير هو النظر في عاقبة الأمر،والاعتناء به وتنظيمه.
فـــوائد التخطيــط و التــدبيــر :
– يساعد المدرس على معرفة الكفايات والمهارات المراد إكسابها للمتعلمين،وذلك من خلال قيامه بتحليل علمي وموضوعي للبرنامج المدرس؛
-إن الفائدة السابقة تعين المدرس على تحقيق الكفايات والمهارات المسطرة،وتجعل العقدة البيداغوجية واضحة بين المدرس والمتعلم؛
– إن التخطيط المعقلن يعين المدرس على تجاوز الصعوبات والمعيقات،وذلك بالإعداد المسبق،سواء أكان ذلك الإعداد ماديا،أم كتابيا أم ذهنيا… فالإعداد المبكر يجعل المدرس يعد لكل شيء حسابه،لأن الأفكار في ذهنه واضحة جلية.
– إن التخطيط والتدبير يقلل من الأخطاء،ويعين على اكتشاف الوسائل الملائمة،وهذا يؤدي إلى ربح في الوقت والجهد ، بمعنى أن هناك اقتصادا في الجهد والوقت وفي المال؛
-إن التخطيط والتدبير يجعل المدرس عارفا بحاجات المتعلمين،مطلعا على خصوصياتهم النفسية و العمرية و البيئية،واضعا خطة عمل تستجيب لمتطلباتهم وتخدم شخصياتهم،وهنا لابد أن أشير إلى أن نجاح التدبير رهين بتحليل وضعية الانطلاق،حيث يتم رصد جوانبها بكيفية شاملة:المادية والبشرية،فالبشرية تتلخص في الاطلاع على مستوى المتعلمين وخصوصياتهم وحاجاتهم…
والمادية تتمثل في الإلمام بكل ماله علاقة بالجوانب المادية كالبنايات ومجالات العمل ووسائله وما إلى ذلك؛
– إن التدبير المحكم والتخطيط المعقلن يعين المدرس على تجاوز آفة النسيان،لأن « العلم صيد والكتابة قيده »ها هو ذا الحجل والأرانب وباقي الصيد يعيش حرا طليقا في الغاية فكيف نتوصل إليه؟بل كيف نتحكم فيه؟مثل العلم بالصيد،ولن يكون ملكا لنا إلا إذا تمت كتابته وتدوينه،إذن قيد العلم هو التخطيط والتدبير،فقيدوا جزاكم الله خيرا،كل مشاريعكم وخططكم بالكتابة والتدوين؛
-إن التدبير المحكم يجعل المدرس أكثر ثقة وأكثر توازنا،وبالتالي أكثر أداء؛
-وعليه ينال المدرس احترام المتعلمين والآباء،بل ينال احترام الزملاء والمديرين وباقي المسؤولين؛
-إن التدبير المحكم والتخطيط المستمر يجعل المدرس عنصرا من عناصر البحث،إذن هو في هذه الحالة باحث،ولكن من نوع رفيع لأنه جمع بين ما هو نظري وما هو عملي،إن بحثه ينقل الأفكار والنظريات والبيداغوجيات…من المجردات إلى الملموسات،إنه باحث ينفذ على أرض الواقع،وأصعب الأمور ما ننقله إلى التطبيق،إنه باحث ميداني،إنه يقول ويعمل،وإذا قرن القول بالعمل،والعمل بالقول،فذلك تطور ملموس،ولذالك نجد القرآن يعاتب القائلين دون عمل،ومنها قوله تعالى في سورة « الصـــف » (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون،كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
والسؤال الجوهري هو :
كيف يخطط المدرس عمله ؟ وكيف يدبره ؟.
ذ.عبد الله ضيف
Aucun commentaire