كلمة إنصاف في حق المحتجين والمسؤولين في نيابة جرادة على سوء ظروف التكوين المستمر
يقول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )) استجابة لقوله المولى عز وجل هذا رأيت من الواجب أن أسجل كلمة إنصاف في حق الذين احتجوا على سوء ظروف التكوين المستمر ، وفي حق المسؤولين عن هذه الظروف ، وليس الغرض من كلمتي هذه التعقيب على صاحب المقال الذي اشتكى من سوء ظروف التكوين بنيابة جرادة ، ولا الدفاع عن المسؤولين فيها ، ولعل الكل يعرف مواقفي من قول كلمة الحق مهما كلفني من ثمن.
لا أحد ينكر الشنآن الصادر عن بعض موظفي نيابة جرادة والذين لهم علاقة بالتكوين المستمر . والشنآن من فعل شنأ يشنأ شنئا وشنأة وشنآنا ومشنأ ومشنأة ومشنؤة وهو البغض مع العداوة وسوء الخلق وصاحب الشنآن هو الشانىء. لقد بدا الشنآن من بعض موظفي النيابة الذين أوكل إليهم السهر على توفير ظروف التكوين المستمر إلا أنهم عوض إنجاح الدورة التكوينية عمدوا إلى أساليب لا مبرر لها لعرقلة التكوين ، واستفزاز المستهدفين به من أجل تكريس أسلوب مقاطعة التكوين الذي عرف بهذه النيابة . وعدم وجود مبررات لعرقلة التكوين هو الذي يجعلني أصف هذا السلوك بالشنآن كما عرفته لغة . فما معنى أن يستنكف بعض موظفو النيابة عن إحضار ما يلزم من معدات إلى القاعات المخصصة للتكوين ؟،علما بأن إحضار هذه المعدات من صميم عملهم وهو مسؤوليتهم التي كلفهم بها رئيسهم المباشر. لقد استاء المكونون ـ بكسر الواو الموالية للكاف وفتحها ـ من سوء تصرف هؤلاء الموظفين والذي لا معنى له ولا مبرر إلا أن يكون تنفيسا عن مكبوتات الله أعلم بسرها .
فمن المفروض أن تبيت العدة في القاعات المخصصة للتكوين لينطلق هذا التكوين في موعده . أما أن تثار خلال كل أيام التكوين قضية التلكؤ في توفير العدة فهذا أمر غير مقبول وأكثر من ذلك أمر مخجل . وأما ما عدا هذا السلوك الشاذ الذي يتحمل مسؤوليته بعض موظفي النيابة فنسجل شهادة لله عز وجل في حق السيد النائب الإقليمي الذي لم يدخر جهدا في إنجاح الدورة التكوينية ـ أقول هذا وأنا الذي كنت على خلاف معه عندما تطلب الموقف والمبدأ مني أن أنتصر لمظلوم وقع عليه الظلم في أكاديمية الجهة الشرقية وكان للسيد النائب يومئذ دور في هذا الظلم إذ استغلته الجهة الظالمة لإيقاع ظلمها بالمظلوم. وإلى جانب السيد النائب أسجل شهادة مماثلة في السيد رئيس مصلحة الشؤون التربوية ، وفي السيد مدير الثانوية الإعدادية سيدي محمد بن عبد الله والسيد مقتصد داخليتها ، والسيد مدير مدرسة المفاحم ، والسيد المسؤول عن تدبير شؤون المفتشية الإقليمية . فما وجدنا من هؤلاء إلا العون ، ونكران الذات ، والاحترام والتقدير. ولولا تشنج بعض الموظفين المكلفين بالسهر على توفير ظروف التكوين المستمر لما سجلنا إلا الذكر الحسن لكل طاقم نيابة جرادة . أما الإطعام فقد بلغنا أن كلفة الوجبة لا تزيد عن 50 دهما للفرد الواحد ، فإذا صحت هذه التسعيرة المخصصة للوجبات فلا لوم على من أعد وجبات التكوين المستمر بل ربما قيل له كان الله في عونك ذلك أن القدر المخصص للوجبات كان زهيدا ومع ذلك ربما كانت الوجبات تدفع المخمصة ولا تسمن وقد لا تشبع الأكول الذي يصيبه النصب بعد ما يقرب من ست ساعات من التكوين .
ولقد آلمني أن ست سيدات فاضلات في مطبخ داخلية ثانوية سيدي محمد بن عبد الله الإعدادية قضين ما يزيد عن شهرين ونصف من الطبخ المتواصل بسبب حلقات التكوين المستمر دون أجر إضافي على الأجر الأصلي الزهيد خصوصا وأنهن يبدأن العمل طيلة أيام التكوين مع إطلالة كل فجر إلى غروب الشمس وإلى الليل من أجل إطعام نزلاء الداخلية من التلاميذ . وأنا أربأ بنساء ورجال التربية أن يكون همهم الإطعام ولكنني أقدر غضبهم من سوء تصرف من لم يرع لهم قدرا وهم مكبون على تكوين يعود في نهاية المطاف بالنفع على أبنائنا وعلى منظومتنا التربوية . وكشهادة حق من مكون اضطلع بتكوين السيدات والسادة أساتذة اللغة العربية بالتعليم الثانوي بنيابة جرادة أقول إن الفريق الذي ورد ذكره آنفا بدءا بالسيد النائب وانتهاء بالسيدات الفاضلات اللوتي أعددن وجبات الطعام خلال التكوين قد بذلوا جميعا ما في وسعهم للتعبير عن تقدير السيدات والسادة الأساتذة ، ونحن نشكر لهم جهدهم وجزاهم الله عنا كل خير، ولكن هذا لا يمنع أن نطالب السيد النائب بأن يجلس من لم يقدر ويحترم السيدات والسادة الأساتذة والمفتشين مجلسه ليحمله على معرفة قدره والجلوس دونه .
وإن نجاح كل تكوين رهين بمن يبذل قصارى جهده من أجل المصلحة العامة وبنكران ذات وتواضع . أما أن تكون مهمة المكلف بتوفير الظروف المناسبة لإنجاح التكوين مجرد الجلوس خلف جهاز حاسوب لإعداد قوائم المستفيدين من التكوين ، وهو عمل لا يتطلب جهدا ولا وقتا ثم قضاء باقي الوقت في العبث بفأرة الحاسوب وتحريكها فيما لا طائل من ورائه وما لا يعود بنفع على المنظومة فأمر مرفوض يأباه الله عز وجل ، ويأباه الضمير المهني ، وتأباه المسؤولية خصوصا عندما يكون الفاعل من الذين يتباكون على المنظومة ، ولا تفوتهم فرصة لرمي غيرهم بالنقد والتجريح إلى درجة التجاسر على هيئة التفتيش ومحاولة اتهامها بالتزوير ، وهي تحاول إنقاذ دورة تكوينية متأخرة ليست هي المسؤولة عن تأخرها حتى أدركها موعد إجراءات صرف المبلغ المخصص لهذا التكوين المتأخر بحلول شهر دجنبر وهو شهر خضوع ما لم تبرر نفقته من المبالغ بالوثائق لإجراءات المتأخرات علما بأن الموظف المكلف بالتبرير هو المسؤول عن تأخر التكوين إذ كانت مستحقات التكوين في حوزته منذ شهر مايو من السنة الماضية ولكنه ونظرا لطريقة تدبيره لمالية النيابة التي لا يعلم سرها إلا الله تقاعس في مهمته وتسبب في الإضرار بالصالح العام . ولن أنسى أبدا تنطع الذي استنكف عن القيام بواجبه خلال هذا التكوين بشهادة أطراف عدة ،وهو يظهر شطارته في إساءة الظن بالمفتشين دون خجل وكأن دمه خضع للكشف والتحليل فتبين أنه يحمل نسبة أعلى من الوطنية والغيرة على المنظومة عندما قيس بدماء المفتشين .
ولقد شاءت إرادة الله عز وجل أن ينكشف مخبوء المتنطع ويشهد على شنآنه خلق الله ليحوز مصير الشانىء المعلوم في كتاب الله عز وجل .
Aucun commentaire