زرت هذه المؤسسة في بداية السنة الدراسية ،وجدت إدارتها محتشمة قنوطة من جراء دخول مدرسي متواضع وغياب أساسيات هامة على رأسها التزود بالماء والكهرباء من جراء تعقيدات مسطرية وهفوات ادرارية ،فكانت الضحية مؤسسة تنطلق في غياب الضروريات.الا أن ادراتها وطاقمها التربوي كانوا عازمين على تخطي الصعوبات وتجاوز العقبات والمشي نحو الطرقات لتسهيل المسافات وبعد تضافر الجهود والعمل الدءوب جنت المؤسسة الحصاد المرغوب .

ولما زرتها يوم الاثنين 16 مارس فوجئت بمؤسسة مغايرة تماما لحلتها في بداية السنة ،حيث زودت بالماء والكهرباء بتعاون بين النيابة الإقليمية والسلطة المحلية و المجلس الجماعي والذين أتوجه لهم جميعا بالشكر لما ساهموا به في تخليص المؤسسة من عقبات كانت تؤرق العاملين بها وتعكر ظروف عملهم ،كما وجدت وعن طريق الصدفة أن طاقم المؤسسة ينظم أسبوعا ثقافيا من 16 الى 20 مارس أعجبني فيه روح التضامن بين الادارة وجهازها التربوي حيث هناك لجنة للإشراف على تتبع الأسبوع الثقافي بمشاركة التلاميذ وهي أروع مبادرة اتخذتها المؤسسة وستكون لها عواقب ايجابية على انسجام المؤسسة طاقم ادري وتربوي مع تلامذتها الذين كانوا يحملون علامات مميزة وموزعين على الأروقة بشكل منتظم ويظهرون جدية متميزة. من نشاطات الأسبوع الثقافي تخصيص ساحة المؤسسة للغرس بحضور السيد المسئول عن المياه والغابات الذي ألقى كلمة في الهواء الطلق بحضور العاملين بالمؤسسة والتلاميذ المشاركين من لجنة الإشراف والحاضرين ،حيث عرف بالرصيد الغابوي بنواحي المدينة ودوره في الحفاظ على الهواء النقي خاصة الأوكسجين والمخاطر التي تهدد الغابة من جراء الاقتلاع الغير القانوني كما ذكر بأن الجهة تعتبر نموذجا من حيث عدم المس بسلامة الغابة ،كما غرس أول نبتة بساحة المؤسسة بعد أن ساهمت المصلحة في التزويد ببعض النباتات ووعد بالمزيد .

ومن الأنشطة الأخرى المقدمة عرض للكتب الترفيهية رغم أن المؤسسة لا زلت لا تتوفر على أي كتاب نظرا لحداثتها،الا أن التلاميذ أبوا الا أن يساهموا في المعرض ببعض الكتب والتي على قلتها تعتبر مبادرة ايجابية ،ومعرض ثاني لبعض الأدوات المنزلية العتيقة ،وثالث لصخور ونباتات المنطقة والذي أشرف عليه أحد السادة الأساتذة ،ومعرض رابع في قاعة الأساتذة لبعض النباتات جزء منه حضره التلاميذ حاولوا تحديد أسماء تلك النباتات والأشجار وجزء ثاني أشرف عليه أحد الأساتذة ،مما يدل على روح التعاون السائدة والتي يمكن أن تزرع روح المبادرة والإبداع خدمة لمصلحة أبنائنا .ومن العلامات الايجابية مساهمة جمعية آباء وأولياء التلاميذ والتي رغم حاثتها الا أنه تظهر عليها علامات جديتها من ذلك تحضير لآلة الحفر لتهيئ أماكن الغرس والمشاركة في برامج الأسبوع الثقافي قلبا وقالبا.
إن هذه الأجواء المليئة بالحيوية والمساهمة الايجابية يمكنها أن تساهم في بلورة خطة عمل ايجابية قادرة على تحبيب المدرسة لأبنائنا وجعلها فضاء للتعلم والمرح الهادف حفاظا عليهم من الشوارع التي تسمم عقولهم بالمغريات الهدامة والانحرافات الندامة ،والله المعين لمن يعمل لما فيه خير ومصلحة مجتمعنا بكل شرائحه.ومن هذا المنبر أعتذر لإدارة المؤسسة على عدم تمكني من حضور حفل الاختتام يوم الجمعة 20 مارس نظرا لتزامنه مع التزام حال دون ذهابي الى المؤسسة ومشاركتاها هذا الحفل البهيج الذي ساهمت فيه الكثير من الفئات بعضها معلن وبعضها الآخر غير معلن .
والسلام.