نيابة التعليم بوجدة تخلد اليوم العالمي للشعر بمؤسسة التلميذ الفقيد
ثم اختيار اعدادية المكي الناصري – حيث لقي تلميذ في ريعان شبابه حتفه من طرف شباب متهورين – لاحتضان لقاء بمناسبة اليوم العالمي للشعرتحت شعار :
» من أجل ترسيخ قيم التربية على الابداع » ,اللقاء كان من اعداد نيابة التعليم وجدة أنجاد ومساهمة الطاقم الاداري والتربوي باعدادية المكي الناصري الذين سهروا على تقديمه في أحسن حلة ممكنة ,رغم أن جروح وفاة تلميذ من تلامذة المؤسسة لا زالت بادية على محيى الكثير من العاملين والمتمدرسين بالمؤسسة .
سأحاول بسط تفاصيل اللقاء وفق قراءة أولية من خلال متابعتي لهذا الملتقى الذي انعقد يوم الجمعة 21 مارس 2014 مساء ,ثم أتبعه بانطباع شخصي.
انطلق اللقاء بآيات من الذكر الحكيم ,تلتها كلمة للسيد النائب الاقليمي عبر فيها عن حزنه على المصاب الجلل الذي ألم بهذه المؤسسة في وقت سابق,وعن اختياره احتضان المؤسسة لهذا اللقاء من باب لفت الانظار الى هذه المؤسسة التي استطاعت تضميد أحزانها وواجهت مصيرها وفق قضاء الله وقدره. متطرقا الى المفارقة التي يتميز بها الشعر بين الكلام الموزون والابداع الحر ومنوها بادارة امؤسسة على هذا الاحتضان ومحفزا التلاميذ على الابداع والقراءة والكتابة لتنمية الذوق الرفيع والبناء البليغ.ثم كلمة للسيد مدير المؤسسة رحب فيها بالضيوف الكرام معتبرا انعقاد هذا الملتقى بالمؤسسة شرف لكل العاملين بها وتكريم لها ادارة وتربوييين ومتمدرسين.
لتنطلق عملية تقديم قصائد شعرية من طرف تلاميذ مؤسسات الحوض وهي: اعدادية عبد الخالق الطريس- اعدادية ابن القاضي- اعدادية المكي الناصري وثانوية السلام.كانت في البادية عبارة عن قراءات شعرية لبعض فطاحلة الشعر العربي أمثال المتنبي ونزار قباني الذي نال نصيب الأسد ومعروف الرصافي ومحمود درويش وغيرهم من المبدعين في مجال الشعر المقفى أو الشعر الحر.تلاميذ براعم من السنة الاولى والثانية والثالثة اعدادي ,كلهم ألقوا هذه القصائد برقة ونغم عميق أتحف الحاضرين وأثار اعجابهم الى درجة التصفيق بحرارة على بعض القراءات التي كانت عميقة التعبير ومعبرة عن خوالج ووجدان صادق.ثم قدم تلاميذ اعدادية المكي الناصري أناشيد صحراوية وأخرى متنوعة هادفة متقنة بشكل كبير ومؤطرة من أساتذة مادة التربية الموسيقية الذين أعتبرهم ربحا كبيرا للمؤسسة ولنيابة التعليم التي يجب أن تعتمد على هذه الطاقات في اعداد ملتقيااتها, لما تملكه من قدرة على الاعداد الجيد للتلاميذ رغم قلة الامكانيات الموسيقية ,إلا أن الارادة كانت ملفتة . ليتبع الملتقى بتنافس شعري متميز شارك فيه تلاميذ مؤسسات الحوض الأربعة وكان فعلا تنافسا أتحفنا وأطربنا وخلف في نفوسنا أثرا بليغا. ليختتم الملتقى باختيار الفائزين من طرف لجنة ترأسها السيد العرجون الشاعر المبدع ,ثم توزيع الجوائز التي ساهمت بها نيابة التعليم بواسطة مكتبها للأنشطة الاجتماعية التربوية الذي يعتبر السيد نائب التعليم هو رئيسها. وحفل شاي على شرف المدعويين تكلفت به جمعية بسمة التي ما فتئت تقدم مثل هذا الدعم لمسسساتنا التعليمية .
ما يمكن قوله من ارتسامات شخصية يتلخص في العبارات التالية:
– عندما حضرت الى المؤسسة رفقة بعض إخوتي في هيئة التفتيش كنت أنتظر أن أرى نوعا من التلاميذ في سن معين ولباس معين كما هو متواجد بالكثير من مؤسساتنا التعليمية .لكنني والله يشهد على ما أقول فوجئت ببراعم بل كتاكيت من التلاميذ الأبرياء الظرفاء اللطفاء الذين ساهموا في هذا الملتقى بتلقائية ومتابعة وانضباط فريد من نوعه. كنت خلال اللقاء معجبا بهذه الشعلة من التلاميذ الذين أبدعوا في التعبير.عندما يكتب تلميذ قصيدة من نظمه بالعربية أوالفرنسية,تحس أن الطاقات موجودة ,لكننا لا نحسن استغلالها جيدا.
– استقبلنا مدير المؤسسة وطاقمها الاداري وتلاميذتها بانضباط وأدب وصدر رحب ,مما يدل أن المؤسسة رغم موقعها على هامش المدينة ,إلا أن العمل الجاد متواجد من طرف الطاقم الاداري والطاقم التربوي الذي أظن أن أثره واضح على ملامح التلاميذ ومؤهلاتهم . ولذا كنت أتمنى أن يكون حضور الطاقم التربوي بشكل أكبر,لكنني متأكد أن بشارة الخير بادية على وجوه براعمهم .
– بعض القصائد الشعرية كانت من مستوى رفيع من حيث البلاغة اللغوية أو الفصاحة الخطابية أوالتأطير البنائي.سيما عندما يجتهد تلاميذ لا زالوا في بداية مشوارهم الدراسي ويحاولون مجارات فطاحة الشعر والابداع بنغمة تحمل مشعلا قد يبرز طاقة فياضة.ما استوقفني كثيرا قصيدة لتمليذ يدرس بالسنة الثانية باكلوريا بثانوية السلام التأهيلية يتحدث عن أمه ومزاياها وما قدمت له من احتضان وأمل في الحياة وتربية جعلت منه شابا يافعا مقحما بالعواطف الجياشة.بصدق لم أنتبه كثيرا الى مضمون القصيدة والتي صفق لها الحاضرون بشكل منقطع النظير ,إلا عندما خرجت من القاعة والتقيت بذلك التلميذ الوسيم المتألق لأعلم أنه كان يرثي أمه التي فارقت الحياة وتركته يكافح من أجل روحها الزكية,وعندما سألت رئيس المؤسسة ذلك الرجل المهذب الذي احتضن هذا الشاعر المبتدئ المفعم بالعواطف النبيلة, أفادني بأن التلميذ متفوق دراسيا حيث تحصل في الجهوي على معدل 17,43 إن كنت أتذكر الفاصلة جيدا, وأنه تلميذ نجيب ومهذب لطيف.ليزداد إعجابي بهذا الشاب الذي لم يستغل الفراغ العاطفي بالانحراف أو ما شابه ذلك ,بل صب مواهبه في الدراسة والجد والبحث عن الأمل في الحياة , عندها قلت له: خير ما تقدمه لروح أمك المرحومة الاجتهاد والأخلاق النبيلة حتى تكون ولدا صالحا يدعو لأمه.
اللهم ارحمها وأكرم مثواها الأخير,وارحم فقيد المؤسسة ذلك الشاب الذي سرق متهورون ريعان شبابه من دار الفناء الى دار البقاء.وعوض والديه بما يرضيك ثم يرضيهما . انك نعم المولى ونعم المجيب.
1 Comment
شكرا اولا للمؤسسة المحتضنة لهذا اللقاء الابداعي ممثلة في مديرها وطاقمها الاداري والتربوي وشكرا اسي المقدم على هذه الكلمات الطيبة وماعهدناه منك الا التشجيع والتقدير وشكرا مرة اخرى