Home»Enseignement»اختلاف خلفيات إثارة قضية ترحيل تلاميذ مؤسسة عبد الله كنون وقضية هدم المؤسسات التعليمية

اختلاف خلفيات إثارة قضية ترحيل تلاميذ مؤسسة عبد الله كنون وقضية هدم المؤسسات التعليمية

0
Shares
PinterestGoogle+

كثيرا ما تخرج بعض القضايا عن إطارها الحقيقي فتثار إثارات مختلفة تصل حد التباين والتعارض بسبب اختلاف الخلفيات والتوجهات في ظرف خاص كهذا الظرف الذي يمر به الوطن في أفق ترقب استحقاقات انتخابية تخرج البعض عن صوابهم. والمؤسف أن تتخذ بعض القضايا مطايا لأغراض سياسوية على حد تعبير أصبح متداولا بيننا للإشارة إلى الارتزاق بالسياسة عوض ممارستها الممارسة القانونية المشروعة وفق قواعد لعبتها المعروفة والمتوافق بشأنها.
فمن القضايا التي عرفت جدلا كبيرا في جهتنا الشرقية بين مختلف الأطراف ، وبمختلف الخلفيات والتي يخشى أن تركب ركوبا غير محمود من طرف البعض قضية نقل تلاميذ الثانوية التأهيلية عبد الله كنون ، وقضية هدم بعض المؤسسات الإعدادية والابتدائية. وقد يستغرب المرء بعض وجهات النظر التي تصور القضيتين على أنهما محض نزوان من مسؤول محلي أو جهوي أو حتى مركزي دون مراجعة النصوص التنظيمية والتشريعية ، ودون قوة القانون الذي يعلو ولا يعلى عليه في بلد القانون .

فترحيل تلاميذ الثانوية التأهيلية عبد الله كنون ـ حسب علمي ـ جاء على إثر النداءات المتكررة من جهات متعددة قرعت أجراس الخطر المهدد لحياة التلاميذ بسبب تداعي بنايات المؤسسة التي قصر من بناها ومن أشرف على بنائها في واجبه كما يعكس واقع الحال. ولما تزامنت مطالبة إفراغ المؤسسة المهددة بالسقوط مع الحادثة المؤلمة بنيابة الناظور كان لا بد من تعجيل الإفراغ ، وهو قرار اتخذ ـ حسب علمي ـ على أعلى مستوى وشمل كل المؤسسات التي تشكل تهديدا على حياة المتعلمين ولا ناقة ولا جمل في هذا القرار لمسؤول محلي أو جهوي لا يملك إلا تنفيذ ما يملى عليه بموجب نصوص تتضمن أوامر لا غير. وإذا كان الاتفاق حاصل بشكل كامل بين كل الجهات حول سداد فكرة ترحيل تلاميذ مؤسسة عبد الله كنون بسبب خطورتها، فإن الخلاف حاصل أيضا وبشكل كبير بين كل الجهات حول كيفية معالجة قضية الترحيل ، ذلك أن الترحيل كان إكراها من الإكراهات التي فرضتها الظروف الاستثنائية بسبب الظروف الطبيعية التي لم تعرف استقرارا لمدة طويلة مما فرض على الوزارة الوصية أحيانا استصدار قوانين تعطيل الدراسة بسبب هذه الظروف الطبيعية الاستثنائية. وكل إجراء يكون وراءه إكراه تكون عليه مآخذ.فإذا كانت قوانين التخطيط تنص على أن المسافة بين المؤسسات التعليمية ـ حسب علمي المتواضع ـ يجب أن تراعي أعمار المتعلمين فتكون المسافة بين المؤسسات الابتدائية والإعدادية والتأهيلية معقولة وغير مسببة لعنت أو مشقة للمتعلمين حسب أعمارهم ، وغير مؤثرة على تحصيلهم و مردوديتهم فإنه في الحالات الاستثنائية قد لا يؤخذ بهذه القوانين استثنائيا إذا لم تتوفر المؤسسات الكافية في حالات نقل تلاميذ من مؤسسات تعتبر مصدر خطر على حياتهم إلى غيرها. فما وقع في قضية معالجة نقل تلاميذ مؤسسة عبد الله كنون هو أن المؤسسة المستوعبة زادت مسافتها بعدا عن المؤسسة التي تمت مغادرتها مما تطلب إمكانيات استثنائية لنقل المتعلمين ، وهو أمر لم يحصل لخلاف بين شركة النقل الحضري المعنية والسلطات المحلية بخصوص شوارع خط النقل الحضري المعني التي تعاني طرقها من أضرار بالغة بسبب الظروف الطبيعية من جهة ، وبسبب الأشغال العشوائية الشعبية والرسمية من جهة أخرى فضلا عن غياب الصيانة المستديمة والمواكبة للأضرار الناجمة سواء عن الأشغال أوعن الظروف الطبيعية.

ولهذا فقرار ترحيل تلاميذ مؤسسة عبد الله كنون شيء ، وطريقة تدبير التحاقهم بمؤسسة أخرى شيء آخر.فتلاميذ المؤسسة الذين سيطروا على حافلة انتهت بهم إلى مصالح الأمن تعبيرا عن معاناتهم ومن أجل لفت أنظار المسوؤلين في الجهة إلى مشكل تنقلهم لم يكن قصدهم إثارة قضية إغلاق مؤسسة متصدعة الجدران وتحميل المسؤولية في ذلك لفلان أو فلتان كما حاولت بعض الجهات لحاجة في نفس يعقوب بل كان قصدهم واضحا كل الوضوح. كنت أتمنى من الجهات التي تناولت القضية أن تطالب المسؤولين مركزيا بفتح تحقيق مختص في أسباب تصدع بنايات المؤسسة من خلال إحالة القضية على القضاء للبث فيها لأن المؤسسة كانت صفقة وراءها مسوؤل جهوي أو محلي أو حتى مركزي حسب سنة التشييد وفيها مقاول ومهندس ، ولا شك أن التصدع يعود في نهاية المطاف إلى جهة يحددها البحث والتقصي فتأخذ العدالة مجراها عوض الخوض في مجرد قرار ترحيل التلاميذ ، وهو قرار كان من قبل على رأس المطالب ،وحدثت بسببه وقفات احتجاجية ، وتحذيرات متكررة للمسؤولين محليا وجهويا.
والقضية في نهاية المطاف لا يمكن أن تكون مطية مزايدات حزبوية وسياسوية وانتخابية بل يجب أن يتم التعاطي معها بكل وطنية مع نكران للذات وحرص على المصلحة العامة قبل كل شيء ، وبضمير حي ومسؤول لا بخلفيات مغرضة تجعل الانتماء الحزبي فوق الانتماء الوطني المقدس وما كانت الأحزاب إلا مؤسسات تقدم لمنخرطيها دروسا في الوطنية المقدسة وفي حب الوطن المقدس وليس دروسا في الحزبية وحب الحزب.
وأما هدم بعض المؤسسات التعليمية فكان بالإمكان أن يكون موضوع إدانة واتهام لو أن هذه المؤسسات هدمت لتنتقل من مرافق عامة تعود بالنفع على الصالح العام إلى مرافق خاصة تعود بالنفع على المصالح الخاصة . فإذا تحولت مؤسسة تعليمية عامة إلى مؤسسة عامة غير تعليمية فلا يضير ذلك من حول مصلحة عامة إلى مصلحة عامة بديلة عنها، والعبرة في نهاية المطاف بجدوى النفع العام الحاصل بهذه المؤسسة عوض تلك.

ألم تشيد المؤسسات التعليمية فوق مساحات كان بالإمكان أن تشيد فوقها مؤسسات عمومية أخرى ومع ذلك لم يقل أحد إن هذا اعتداء وعدوان على الصالح العام ؟؟؟ ألم تؤخذ قطع أرضية من الخواص عن طيب خاطر وأحيانا قسرا لتشييد المؤسسات التعليمية ولم ينكر أحد ذلك بسبب وجود مصلحة عامة ؟؟؟
ألم تنكر بعض الجهات استغلال مساحة تابعة للأوقاف وللخواص لبناء مركز علمي فيه نفع علم لمجرد أنها تعادي أو تختلف في التوجهات مع الجهة المشرفة على بنائه ؟؟ إنه من المثير للسخرية حقا أن يحاول البعض ممن لهم اطلاع ويشترط فيهم علم بالأمور ولا يعذرون بجهل تضليل الرأي العام وإيهامه بأن هدم مؤسسة تربوية محض نزوة مسؤول ، وهم على علم بمسطرة الهدم وبالمسؤول الحقيقي عنها بغرض تشويه سمعة مسؤول مستهدف لخلافات شخصية معه أومساومات وضغوطات من أجل مصالح شخصية رفض المسؤول تمريرها أو غض الطرف عنها لمساسها بالصالح العام أو لانحرافها عن الجادة المطلوبة قانونا.
إن القالة لن يسلم منها من ينتدب نفسه للدفاع عن الصالح العام خصوصا إذا كانت المصالح الشخصية تتعارض مع المصلحة العامة خصوصا في زمن صارت المصالح الشخصية أقدس من المصلحة العامة حتى سخرت القوانين ظلما وعدوانا لخدمة هذه المصالح الشخصية ، وصار أصحابها أهل فتاوى يفتون بما تمليه المصالح الشخصية ضاربين عرض الحائط المصلحة العامة ومهددين من يقف حاجزا دون مصالحهم الشخصية بالويل والثبور وعواقب الأمور، وبلعنتهم التي تلاحقه في كل سعي يسعاه عملا بقول الشاعر :
 » وعين الرضا عن كل عيب كليلة // كما أن عين السخط تبدي المساوئ  » .
وقد يشطب كل سعي محمود لمن يقف ضد المصالح الشخصية لجهات ما فيصور للرأي العام زورا وبهتانا عكس حقيقته، وما أكثر خصماء الخائنين وقد نهاهم رب العزة جل جلاله عن ذلك في قوله تعالى :
((ولا تكن للخائنين خصيما )). ومما يعزي النفس ويشفيها ويبرأ سقمها أن نبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نالته قالة السوء فاتهم بالكذب والسحر والجنون والشاعرية …. وهو في حقيقته كما صوره رب العزة رحمة للعالمين، وقد صار بسبب أصحاب المصالح الشخصية نقمة للعالمين، ولله ولرسوله المثل الأعلى. وكل قالة سوء بعد ما قيل في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو عصمة وشرفا وقدسية…. لا يعتد بها خصوصا وأن من ستلحقه دون مرتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما نال المعصوم من قالة السوء لن يبالي بغيره من المذنبين ، والله يقضي بين عباده بالحق يوم العرض عليه ، يوم يعض الظالم على يديه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Fàtiima Zohra
    17/02/2009 at 22:29

    كنت تلميدة من تلامدة عبد الله كنون و انتقلت وسط الدورة الاولى في الحقيقة فكرة نقل التلاميد كانت سلبية و ايجابية في نفس الوقت من الناحية الايجابية الاساتدة و الطلاب كانو مهددين بالخطر و من الناحية السلبية البعد فهناك من يسكن في جهة سيدي يحي و لدلك فقد لجا العديد من الاباء الى نقل ابنائهم الى زيري و عبد المومن و زينب النفزاوية وهدا سبب الاكتضاد الدي يقع الان

    ancienne élève de abdalah guenoun T.C.S

  2. متتبع
    17/02/2009 at 22:31

    يبدو ان نيابة وجدة ستتسلم في الايام القليلة المقبلة بناية ثانوية عبد الرحمان حجيرة الاعدادية من المقاول ..فهل سيتأكد السيد النائب من المواصفات قبل ابراءدمة المقاول?ام ان عدم انجاز الملاعب الرياضية و بعض المرافق المثبتة في التصميم الاولي أمر ثانوي?

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *