دار،،الرومي،، ورخام،،زنكل،،
عند نهاية النفوذ الترابي لجماعة،،سيدي لحسن،،القروية،الذي يتقاطع مع تراب قبيلة،،بني فاشات،،تنتصب سلسلة جبال،،زنكل،،الصخرية،وعند سفحها تقاوم بقايا،،دار الرومي،،التي كانت مركز إدارة وإقامة للطاقم المشرف على استغلال نبات الحلفاء الذي كان البؤساء من الساكنة يجلبونه من محيط الجبال ليصدر نحو الخارج تحت إشراف رجل أروبي.
في هذه الدار التاريخية نسجت خيوط حب قوي طفح به قلب شاب،لكنه لم يجد منفذا لقلب،،الضاوية،،الفاتنة ليتكسر على صخور ،،زنكل،، الصلبة !
احتاج الولد الهيمان إلى سنوات من الحرقة، قبل أن يلين قلب عمه فيرغم الضاوية على وضع حد للمعاناة التي قد تنتهي بمأساة.
شرع الولد في بناء عش الزوجية في سفوح الجبل ،لكنه انتهى بعيدا عندما توقف استغلال الحلفاء وتفرقت الجموع.
خلت الدار من غنج،،الضاوية،،واستسلمت للعبث، وكأنها كرهت البقاء بعد رحيل من كانت تطرد عتمة جدرانها،وهكذا انهار السقف، ثم تداعت الحجارة، ليتحول بيت المشاعر المتباينة ،إلى ركام يمر الجيل المعاصر بجواره ،وهو لا يدري أن رحلة حياة متميزة قد تشكلت أولى عناصرها هاهنا ،لتستأنف في ربوع أخرى من هذا الكون المليء بالألغاز.
أما جبال،،زنكل،، العنيدة، فظلت توفر الحصن المنيع للغربان التي استوقفني نعاقها حينما توقفت لأتأمل المرخمة ، ولم يهتم أحد لشأنها في الماضي، إلى أن استأثرت باهتمام الساكنة في السنوات الماضية ،عندما حل بالمكان مستثمر سال لعابه لوجود ثروة دفينة بهذه المنطقة المنسية.
لقد كانت كل المؤشرات تدل على وجود منجم هائل للرخام ،يمكن أن يمتد استغلاله لعشرات السنين إذا استجاب المنتوج لمعايير السوق.
لم تطل مدة الاستكشاف،حيث ماهي إلا أيام حتى كان كل ،،اللوجيستيك،، في عين المكان،ليشرع المستثمر في العمل بعد أن استكمل كل الإجراءات.
كانت النتائج مخيبة للآمال بعدما تبين أن صفائح الرخام كانت غير قابلة للاستغلال، بسبب عيوبها المتمثلة في شقوق لا نهاية لها ،وثقوب لا تسمح بصنع منتوج قابل للاستغلال والتسويق.
انتقل المستثنر إلى أماكن أخرى، وخاض تجارب عديدة أسفرت عن ذات العيوب،ثم قرر أن ينفذ إلى الأعماق متكبدا خسائر مادية هائلة دون أن يجد ما يشجعه على مواصلة البحث،فما كان منه إلا أن باع آلياته ،ثم غادر المكان.
في طريق عودتي،صادفت رجلا ممن كانوا يحرسون الآلات،فروى كل أطوار عملية البحث عن الرخام التي انتهت إلى الفشل والإفلاس،إلى درجة أن المستثمر الأروبي كان قد تهرب من أداء أجره لعدة شهور فاضطر لتعقبه بالرباط ليرغمه على استخلاص مستحقاته،وهو الذي روى لي فصول قصة ،،الضاوية،،التي عاشها عن قرب !
خلال توقفي عند أطلال المرخمة المجهضة،استرعى انتباهي وجود بقايا جدران في قمة الجبل،مما يدل على أن المكان لم يخل في الماضي السحيق من أثر الإنسان ،رغم وعورة التضاريس،وهو ما يتطلب بحثا من ذوي الاختصاص لتسليط مزيد من الضوء على مناطق تحتفظ بكامل عذريتها.
Aucun commentaire