عقدة إسرائيل العرقية من خلال صفقة تبادل الأسرى
اللافت للانتباه في عملية مقايضة الأسرى العرب بالأسرى الصهاينة هو عدد الأسرى بالنسبة للطرفين ، فمقابل جثمانين صهيونيين لدى الطرف الصهيوني نجد عددا كبيرا من الأسرى العرب أحياء وأمواتا لدى الطرف العربي .وإسرائيل تريد أن تعطي للعالم انطباعا مفاده أن العرق اليهودي أشرف وأغلى من العرق العربي بحيث يعدل الصهيوني الواحد عشرات بل مئات العرب. وهذه العقدة العنصرية تحكم العقلية الصهيونية ، وتتجلى في ميادين شتى ، فعلى المستوى الحربي تستعمل إسرائيل كل أنواع الأسلحة بما فيها الممنوعة دوليا ،بينما يستعمل من يحاربها سلاحا لا يقارن بسلاحها ، ومع ذلك نلاحظ التناقض الصارخ في العقلية الإسرائيلية حيث يقابل استعمال إسرائيل لأفتك الأسلحة المسارعة للشكوى ممن يحاربها. وهذا التناقض يلاحظ أيضا في صفقة تبادل الأسرى ، ففي الوقت الذي ترى فيه إسرائيل أن رعاياها أغلى من رعايا أعدائها نجد ها تتألم من الصفقة لأنها الطرف الخاسر ، ولأن مقولة تقديس رعاياها تنعكس ، فيصير صاحب أكبر عدد من الأسرى في الصفقة هو الأشرف والأعز إذا ما قيست الصفقات بالربح والخسارة.
ومشكلة إسرائيل أنها الطرف المضطر لعقد الصفقة ، وهذه هي نقطة ضعفها التي تحاول التمويه عليها من خلال مقولة العرق الصهيوني الأفضل. وعندما تضطر إسرائيل لمقايضة النسور العربية بالبغاث اليهودي يكون معنى ذلك الشعور بالدونية الملفقة بمظاهر الاستعلاء الزائفة . فإذا ما قرنا الأسرى العرب بالأسرى الصهاينة نجد العرب قد أسروا وهم في موقع الهجوم بينما اختطف الصهاينة وأخذوا على حين غرة ، وشتان بين من أسر وهوة يهاجم ، وبين من أسر على حين غرة . والحقيقة أن الصفة اللائق بمن أخذ على حين غرة هي الرهينة وليس الأسير، وتكون الصفقة في نهاية المطاف إذعان الطرف الصهيوني للطرف العربي المحتجز للرهينتين. ومما يجعل إسرائيل في موقف الذلة والهوان أنها استنفذت كل ما في وسعها من قوة لاسترجاع الرهينتين ، ووقفت عاجزة ولم تجد بدا من قبول صفقة ، وهي مرغمة ، وينطبق عليها والحال هذه قول المغاربة : [ إسرائيل تفشر " بمعنى تفخر " والخبث منها يشرشر " بمعنى يسيل ]. ولا يوجد حال أفكه من حال مفتخر بما لا يحصل به فخر أصلا .
4 Comments
لقد اصبت,فجرح اسرائيل ينزف كثيرا هذه الايام.
لقد تجنبت الحديث عن حزب الله وهو الطرف الذي قاد المفاوضات باقتدار ومن موقع المنتصروهذا أكيد . ولا أدري لماذا تقفز عن هذا المعطى وهو أساسي في فهم سيكولوجية المنهزم . إن المسألة في الحرب لا تخضع للهوى وللأديولوجيا بل لمواقع القوى والقدرة التفاوضية . زيادة أن الجنديين الإسرائيليين مواطنان لهم حق على دولتهم في استعمال جميع الطرق في استرجاعهما . وكونك لا تريد أن تعترف لحزب الله بالقدرة التفاوضية لا يغير من الأمر شيئا بل سيلغي عن مقالك الموضوعية .. دون الحديث عن عنصرية مضادة في خطابك عن اليهود . أرجو أن تتقبل هذه الملاحظات .
لاسرائيل عقدها وللعرب ايضا عقدهم
باسم الله الرحمن الرحيم ضربت عليهم الذ لة والمسكنة وبا ئوا بغضب من الله . صدق الله العظيم .
أخي الشركي أصبحت تتكلم الآن عن الصهاينة فشكرا جزيلا لك وأرجوك كذلك أن تتكلم كذلك على مثلهم ومثلهن في التعليم