ذكريا ت لا تبلى
ذكريات لا تبلى ولا تنسى,تلك التي عايشتها في صباي في رحاب الدوار الذي ترعرعت فيه,ذكريات سأ بدأها بشهر رمضان الابرك,هذا الشهر الذي كان اهل الدوار يستقبلونه بالتقوى والحب الفياض والايمان القوي,رغم الاختلاف البين في موائده بين ذاك العصر ,عصر الستينات,والعصر الحاضر,فاذا كانت الموائد اليوم تقدم للصائم ما لذ وطاب من الفواكه واللحوم والاسماك والحليب ومشتقاته والتمور والحلويات المختلفة انواعها,فان موائد الماضي الغابر كانت تقدم للصائم وجبات لا تكاد تختلف بين اليوم ومواليه,وجبات تمثلت في صحون الحريرة والكسكس الممزوج باللبن والذي يسمى عند اهل الدوار:السيكوك,اضافة الى كؤوس من الشاي او القهوة .
كانت فرحتنا عارمة حين نقلد الكبار في صيامهم,وتزداد هذه الفرحة حين نتم صيام اليوم كاملا,وحين يقترب موعد الافطار,نصطف امام الديار والخيام,لنخبر الكبار الذين تحلقوا حول مائدة الافطار,ولم تكن معرفة موعد الافطار تعتمد على ماهو متوفر الان من اذاعات او اذان الفقهاء في المساجد,او دوي البنادق,لان هذه الوسائل كانت منعدمة انذاك,بل كنا نراقب اشعال مصباح على صومعة احد المساجد بقرية تويسيت التي تبعد ببضع كيلومترات,فان اضاء المصباح علمنا ان الفقيه يؤذن للافطار,فنسرع فرحين نحو الكبار لنشاركهم في عملية الافطار,وقد نفطر بعد مرور الوقت كلما انقطع التيار عن القرية.
وكان الشياب يتوجهون الى القرية بعد شهر الصيام للبحث عن العملوغالبا ما يعملون كمساعدين للخضارين في ايام الاحاد التي تصادف السوق الاسبوعي مقابل دريهمات وبعض الكيلوغرامات من الخضر والفواكه,وبعد مدة من العمل فان اول شيء يشتريه الشاب هو مذياع صغير يسمى مذياع رقم6,وقد يتساءل القارئ الكريم عن سبب شراء المذياع قبل اي شيئ اخر,والجواب لانه في ذالك الوقت كانت الاذاعة المغربية تبث حلقات من مسلسل الازلية للفنان والكاتب المسرحي محمد حسن الجندي,ولازلت اذكر اننا كنا ندعو ابن عمي الى بيتنا ليمكننا من تتبع حلقات الازلية ,ونعمل ما في وسعنا لارضائه بتقديم اللذيذ من الاكل حتى لا يحرمنا من حلقة من هذه الحلقات الرائعة,والتي احبها الكبير والصغير.
ذكريات لا زلت ادسها بين جوانحي,اذرف الدموع الساخنة كلما تذكرت الاهل والاحباب خاصة اولئك الذين خلفوا الدنيا وراء ظهورهم.ولقوا وجه ربهم.
ذكريات لم تدم,ولم تبق,وصدق الطغرائي في قوله:
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها//فهل سمعت بظل غير منتقل
Aucun commentaire