لماذا فشل العرض التعليمي باللماذا فشل العرض التعليمي بالمدرسة العمومية؟(2) مساهمة متواضعة في الدفاع عن المدرسة العمومية؟
لماذا فشل العرض المدرسي بالمدرسة العمومية
مساهمة متواضعة في الدفاع عن المدرسة العمومية (2)
ملاحظة إضافية:
)( في دراسة قام بها المرحوم الدكتور لخضر غزال المدير السابق لمعهد الدراسات و الأبحاث للتعريب ( 1918- 31نونبر 2008) و الذي كان له الفضل في الإشراف على إنتاج أول معجم موحد لبلدان المغرب العربي في المصطلحات العلمية في مجالات الفيزياء و الكيمياء و الطب أطلق عليه اسم (المعجم الموحد)،كما ساهم في ابتكار أول طابعة للرقن باللغة العربية و جعل الحاسوب يتعامل بالحرف العربي بتعاون مع مؤسسات علمية دولية من كندا و الولايات المتحدة الأمريكية. الدراسة كانت بحثا مقارنا بين ما يعرفه الطفل المغربي و الطفل الفرنسي(مقارنة أطفال 7 سنوات أي عند الدخول المدرسي الطبيعي:أي مرحلة الطفولة المتوسطة) في أسماء الحيوانات و النباتات و الأشجار،فوجد آن الطفل المغربي لا يعرف إلا 30 % مما يعرفه الطفل الفرنسي في نفس العمر (المقارنة انصبت على الكتاب المدرسي هنا وهناك).و كلما تحولنا إلى الأعمار اللاحقة زاد الفارق…
ويبرر المسؤولون أنهم عملوا ما عليهم و كل ما في وسعهم من استيراد لأجود و انجح النظريات التعليمية من العالم الغربي، و نقل تجاربهم الناجحة إلينا من أوروبا الغربية و أمريكا الشمالية و كندا.و الإصلاح كان ناجحا من أبواب الوزارة و الأكاديميات و النيابات و لكن عندما وصل إلى أبواب المدرسة وحجرة الدراسة فشل فشلا ذريعا.كانت هذه تصريحات احد المسؤولين عن ملف « جميعا من اجل مدرسة النجاح » في عهد الوزير اخشيشن و كاتبة الدولة في ذلك الوقت..
.فمن المسؤول عن هذا الفشل إذا قرأنا قراءة تأويلية لهذا الخطاب؟؟ ليس هم من افسد التعليم إذن..فنحن المدرسون و المدرسات في نظرهم من فعل ذلك.مع العلم أنهم هم من اخذ الكعكعة كلها باسم الإصلاح و إعادة النظر في المنظومة التعليمية وهم من اقتسم الكعك بينهم حسب الدرجات و المسؤوليات،أما الآخرون من الأطر الجهوية و الإقليمية فلم ينلهم إلا الفتات بالمقارنة مع الأسود الضارية و كان ذلك باسم الإشراف على تكوين المدرسين.
أي تجربة اقتصادية أو تربوية أو سياسية إن نجحت في موطنها،فلن تنجح
عندما تنقل إلى موطن آخر. كل تجربة مرهونة بشروط انجازها و الوسائل المتوفرة لها، و الأطر التي تقوم بها و الإنسان الذي يطبقها أو تطبق عليه و المجتمع الذي يؤمن بها. فنفس الشروط تؤدي إلى نفس النتائج هكذا يقول العلماء التجريبيون.فقولنا :فالحديد معدن يتمدد بالحرارة(هذا قانون كنا ندرسه في باب المنطق الاستقرائي في دروس الفلسفة قبل الإجهاز عليها و على مدرسيها،و جعلها مادة فارغة صالحة للسخرية و التهكم) .إن التمدد الذي هو النتيجة لا يحصل إلا بتوفر معدن الحديد و توفر الحرارة و وجودهما مع بعض في درجة معلومة.و غير ذلك لن ترى النتيجة و لو تزوجت الأميرة بالفقير كما هو الحال في قصص ألف ليلة و ليلة و في أفلام السينما الهندية.
إن النباتات و بعض الأشجار عندما تنقل من محيطها الأصلي إلى محيط جغرافي آخر،فإنها تموت و تذبل أو لا تنمو طبيعيا أولا تعطي ثمارا، أو لا تعطي نفس الثمار بنفس الجودة.
إذن نجاح تجربة تربوية مشروطة بتحقيق كل ظروف النجاح التي ساهمت فيها و بلا استثناء.و هنا يحضرني نكتة من أهل التدريس: و في اجتماع لمدرسين في إحدى اللقاءات التربوية تحت إشراف المراقب التربوي(المفتش) .بدا للمراقب أن يذكر المدرسين و يكثر من ذلك، بما يجب فعله. فأكثر و أكثر من الواجبات، حتى بلغ القنوط الحناجر و اليأس معهما…فنطق احد المدرسين الكرماء محبطا، قائلا و منتفضا: يا سيدي المفتش انتم تعطونا زيتونة واحدة و تطلبون منا قنينة زيت كاملة.فكيف لنا في هذا الأمر / ومن أين نأتي لك بهذا؟؟؟؟
إن القاعدة العلمية الخلدونية في علم الاجتماع ،و ما يؤمن به كذلك كل علماء الاجتماع في الشرق و الغرب،وأيضا ما يوجد في علم الاجتماع منذ استقلاله عن الفلسفة إلام في نهاية القرن 19 الميلادي إلى اليوم، أن « الإنسان ابن بيئته « . وكلمة إنسان لا تحمل الجانب العضوي الجسمي البيولوجي كما يعترف بذلك المجتمع في العالم الثالث فقط،بل الجوانب الأخرى الوجدانية و العقلية و الاجتماعية و الحسية الحركية كما يؤمن بها مجتمع المعرفة و الحضارة و العلم أي العالم الغربي الذي كان له الفضل في ظهور هذا العلم الذي أعطى قيمة للإنسان و كشف عن قدراته المختلفة.و يرجع الفضل في نشر هذا الوعي بجوانب الإنسان الشخصية إلى علماء النفس في إبرازها للمدرسة و للمدرسين و مؤسسات أخرى كالقضاء مثلا و الصحة ،و في ظهور الاهتمام بحقوق الإنسان ،وإدانة كل أشكال التفرقة العنصرية وكل أشكال الاضطهاد(الأطفال و النساء و المرضى و المساجين و الشيوخ في الحرب و السلم…)،و الاهتمام بالطفولة و الطفل كمراحل مهمة في بناء شخصية الرجل و المرأة.
Aucun commentaire