نقاش حول :المواد العلمية بين تدريسها باللغة العربية آو الفرنسية
طرح هذا الموضوع في الساحة التعليمية بعد أن لوحظ بشكل مذهل الانحطاط اللغوي لتلاميذنا ليس في مجال الفرنسية و اللغات الأجنبية فقط بل حتى بالنسبة للغة العربية الفصحى،التي أصبح المتعلم يجد صعوبة في استعمالاتها الكتابية و الشفوية و كلغة للتخاطب في حجرة الدراسة و خارجها. بل إن كل المعاهد العليا و المدارس المتخصصة و كليات العلوم تدرس بالفرنسية،فلماذا نضع العربة أمام الحصان؟ بعض المدرسين في المدارس العليا المتخصصة و الذين تعلموا في هذا النظام التعريبي يكونون أضحوكة للتلاميذ المتفوقين في اللغة الفرنسية عندما يشرحون دروسهم بها؟؟
لا ينبغي أن يتغافل السيد رئيس الحكومة أن السيد وزير التربية الوطنية الذي عين بقرار ملكي حتى لا يبقى هذا القطاع تحت وصاية الأحزاب اليمينية تارة و اليسارية تارة أخرى، بل قطاعا لكل المغاربة، أنه يحظى بثقة و رعاية ملكية، و لا يصنف من أتباع العدالة و التنمية ومريديها ، و له كل الحق أن يقرر ما يراه مناسبا في القطاع الذي يشرف عليه لأنه هو المسؤول الوحيد عنه أمام الشعب، و هو المطلع على واقع المدرسة المغربية ،و المطلع كذلك على ما توصلت له الأقوام الراقية من مستوى التعليم عندها، وهو الرئيس السابق لجامعة الأخوين، و الوزير سابقا للتربية و التعليم في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وهو أخيرا ليس تحت وصاية سيادته بل هو خارج السرب الحكومي لأنه تقنوقراطي غير متحزب، و لا يتوفر على الثرثرة اللغوية لا بالعربية الدارجة أو الفصحى، و المناضلون في الأحزاب لهم الكفاءة اللغوية الخطابية، بعضهم هم أهل « تكلم بدون أن تقول شيئاparler pour ne rien dire « . فلسيادته كل الحق في تقرير أو اقتراح تغيير لغة التدريس بالنسبة للمواد العلمية كالرياضيات و العلوم و الفيزياء و الكيمياء و الدروس التكنولوجية و المواد المرتبطة، وبالعودة إلى الفرنسية كما كانت من قبل ، لمعاينته مستوى التخاطب المتدني بهذه اللغة بالمدارس التي يشرف عليها(قطاع التربية الوطنية)،و هو يتلقى التعليمات الملكية مباشرة و بدون وسيط .فلماذا ثارت العاصفة عليه ، وكأنه أراد هدم أسوار الكعبة المشرفة؟؟؟.
و نعلم جيدا أن جيلا مهما في العدد قد تعلم القراءة و الكتابة والكلام و التعبير و الرياضيات و التاريخ و الجغرافية و العلوم و الفيزياء و الكيمياء باللغة الفرنسية منذ الابتدائي(الاسم القديم) إلى نهاية المراحل الجامعية.بل كانت اللغة العربية محددة في اللغة العربية وحدها،أما باقي المواد فكانت بالفرنسية و بمدرسين فرنسيين.و هو الجيل نفسه، الآن من ينتج في الثقافة و العلوم و الآداب في الساحة لمغربية…وباللغتين(الدكتور عبد الله العروي نموذجا)
ومما يذكر في ذلك الوقت أن حزب الاستقلال هو من كان يضغط للمناداة بالتعريب تعريب المواد الأدبية و العلمية على السواء، و محاربة أهل الفلسفة، بإنشاء شعبة الدراسات الإسلامية،وكان الصراع سياسيا بين الاستقلال و حزب الاتحاد الاشتراكي، وكان ضحيته طلبة الفلسفة… هذه الحقيقة يذكرها كل المتعلمين الذي ينتمون إلى جيل الاستقلال.و لكن هؤلاء الآن، هم إما متقاعدون أو في طريقهم إلى التقاعد.كما يعلم هذا الفصيل من التلاميذ القدامى، كم ضحك علينا و استهزأ منا أولئك الذين كانوا يرفعون الشعارات عاليا المنادية بالتعريب، بينما أبناؤهم الآن يمسكون بدواليب السياسة و الاقتصاد و الطب، و كما يقال عند أهلنا البسطاء(يطحنون اللغة الفرنسية طحنا، و يغربلونها غربلة بلا تلعثم أو اضطراب بل يجدون راحتهم في هذه اللغة أكثر من اللغة الدارجة). فاللغات الحية لهم و اللغة العربية(البعيدة عن الفصحى) لأولاد الشعب حتى لا يتعلم بها إلا القرآن فقط و حتى يكون من القراء على القبور ، ناسين أن من تعلم لغة قوم أمن شرهم كما يقال، وثانيا أن لغة العلم حاليا و الآن، ليست هي اللغة العربية.و لا ننسى أن خليفة العرب العباسي المأمون، قد دعا إلى ترجمة كتب اليونان و الهند و بلاد فارس و أمم أخرى إلى اللغة العربية،فكيف يكون ذلك لو لم يكن مترجمون ومدارس للترجمة تعلم للناس هذه اللغات لترجمة علومها و آدابها؟
لا شك أن الساسة من العرب جميعا، من المحيط إلى الخليج لا ينتجون و لا يصنعون و لا يساهمون في الحضارة حاليا و لو مقدار ذرة من خردل، لأنهم بكل بساطة نائمون،و عندما يستيقظون يتآمر بعضهم على البعض الآخر و يكونون أحلافا ليقتل بعضهم بعضا. وهم بعيدون أن يتقدموا خطوة إلى الأمام ،بل هم متخلفون عن ركب الحضارة في جميع الميادين العلمية و السياسية و الاقتصادية و الفنية والإنسانية.وهم(الساسة) إن تعلموا من الأمم الحالية ليسوا إلا تلاميذ من النوع الرديء ،يتعلمون من الغرب العلوم و التقنيات العلمية ليستهلكوها استهلاكا لا إنتاجا. وأغلبهم لا ينتج حتى دواءه و ملابسه، وكل شيء يستعملونه في مكاتبهم ومنازلهم، مستورد بما فيها مراحيضهم و بيوت النظافة و أدوت مطابخهم و أسرة نومهم(مفرد سرير)، و أساليبهم في ممارسة الطب والسياسة و الاقتصاد وأنظمة السوق و البنوك و أنظمة الحكم -إلا الديمقراطية وحقوق الإنسان فهي لهم شعارات فقط- من الغرب المتقدم تعلموه. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو ناكر أو متعصب.
السيد رئيس الحكومة حاليا نبه بل انه هدد، أنه هو الرئيس المسؤول، نبه الوزير المسؤول عن قطاع التربية و التعليم إلى قضايا التعريب و الفرنسة لبعض المواد التعليمية.فمن واجب وزير التربية الوطنية الامتثال لأوامر الرئيس، كالآخرين. وأن يتصف بالسمع و الطاعة كما يفعل بنو حزبه معه. وتكلم سيادته في هذه الجلسة عن التحكم، أليس هذا التهديد لوزير معين من طرف جلالته، هو منتهى التحكم و الديكتاتورية؟
هذه الطريقة في الحجاج السياسي، و طريقة في التخاطب، محتواه التهديد و الوعيد، لم تلق استحسانا عند وزير التربية الوطنية.
و نسي سيادة رئيس الحكومة كم عدد الكلمات بالفرنسية التي نطق بها في هذه الجلسة، أي جلسة الثلاثاء فاتح ديسمبر 2015 لمساءلة سيادته؟
و نسي سيادته ، هل يتكلم مع الفرنسيين في منابرهم و مع رئيسهم باللغة العربية أم الفرنسية؟ وعندما يستقبل وفودا من فرنسا، ما هي اللغة التي يستعملها؟
أصل إلى جوهر و هدف الموضوع، وهو إن كنا نؤمن بالديمقراطية وحق الشعب أن يقرر بنفسه عبر استفتاء شعبي حقيقي -إن كانت له حقوق حقيقية و معترف بها في المواطنة – اللغة التي يتعلم بها التلاميذ و الطلبة(أبناؤنا) ، ويستفتى الآباء المتعلمون و أبناؤهم .فهم المعنيون وهم من يقرر اللغة التي يتعلم بها أبناؤهم،مادامت الدولة ليست مسئولة عن الإنفاق على أبناء كل المغاربة،لا في ميلادهم و لا في تعلمهم و لا في شبابهم و لا في بطالتهم؟
هذا هو القول الفصل و ليس بالهزل، إن كنا نؤمن بالوطن و بالشعب و بالمواطن، و حقه و حريته في الاختيار و القرار.أما إذا ما زلنا رعية في نظر من يهمهم أمرنا،يقررون باسمنا لعدم نضجنا البيولوجي و العقلي ، فذلك موضوع آخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتاج : صايم نورالدين
4 Comments
شكرا اسرة وحدة سيتي على اختيار الصورة المعبرة عن السلطة،اليست هذه الوضعية هي ما تنعت عندنا نحن رجال التعليم بالعلاقة العمودية بخلاف العلاقة الافقية التي تعني المساواة و التعادل في المفهوم الكروي.العلاقة العمودية هي علاقة تلميذ مدرس في النظام التقليدي،و علاقة السيد بالعبد في النظام العبودي.
السيد رئيس بنكيران رئيس الحكومة انتخب حزبه الشعب المغربي بالأغلبية وعينه صاحب الجلالة فلا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي أمام تصرفات وزير متنكر لهويته الوطنية ومنها اللغة العربية التي هي اللغة الرسمية للبلاد وأن من يظن أن فرنسة المواد العلمية سيصحح الاختلالات هو في وهم ومغالطات ومزايدات فلا توجد دولة متقدمة تدرس المواد العلمية بغير لغتها الوطنية ، لغة الأم وهكذا فإن السيد رئيس الحكومة ،رأى منكرا وإجحافا في حق أحد الثواب الوطنية وقام بتغيير هذا المنكر في حق لغة القرآن ، لغة كل العلوم .
السيد رئيس الحكومة هو بمثابة وزيرا لكل الوزارات قام بعمل جليل أراد من خلاله تغيير منكر في حق هويتنا العربية ولإسلامية يتجلى في الفرنسة التي لا تستند على أي مقومات في بلادنا لأن المغرب ليس فرانكفونيا أولا ثم إن اللغة العربية بريئة براءة عن أي اختلال براءة الذئب من دم يوسف أن كل المواد العلمية يحكمها إما قانون المنطق الرياضي وإما قانون المنهج العلمي وأن اللغة لا دخل لها في العلوم إلا في باب الفهم والادراك وأن الفهم والايستيعاب تيسره وتسهله لغة الأم والقوم التي هي اللغة العربية ، لغة كل العلوم بإمتياز وفي الأخير هل توجد دولة متقدمة تدرس العلوم بغير لغتها الوطنية ؟ وهل من الممكن للمتعلم تحريك معارفه ومهاراته وقيمه من المدرسة إلى المحيط بلغة أجنبية هو أصلا متعثر فيها ولأن لغة الأسرة والسوق والشارع والتلفاز ،…هي اللغة العربية لغة كل العلوم فكفانا من المغالطات والمزايدات التي لا تخدم أبنائنا وبناتنا لأن قطاع التربية والتعليم هو مشروع أمة بكاملها ، يجب أن يكون في يد وزير مسؤول ومتبصر وغير متنكر لهويته الوطنية .
j ai une suggestion a faire ou bien francisez le secondaire ou bien arabisez les facultes .