من رحم معاناة ساكنة تندرارة والدواويرالمجاورة
كانت الانطلاقة من مدينة عين بني مطهر اقليم جرادة على الساعة التاسعة صباحا من يوم السبت 02 مايو 2015 في اتجاه مدينة تندرارة بينما نحن منشغلين في الحديث لمحاولة تخفيف أعباء الطريق التي تبلغ مسافتها 115 كلم والتي تعتبر شاقة بما تحمله الكلمة من معنى نظرا للمساحة الشاسعة التي تعتبر خلاءا يفتقر لكل ما يمكن ان ينسيك اعباء السفر الشاق الا من بعض الاشجار القليلة والتي تتكون غالبا من السدر و الحطبة و بعض شجيرات الحلفاء في غياب تام لباحات الاستراحة و الفضاءات التي يمكن ان تستغل من طرف مستعملي هذه الطريق لأخذ قسط من الراحة و قد صدق من قال حتى الطبيعة تخشى الفراغ ، وامام هذه الظروف الصعبة تم الاتفاق على وقفة تامل ومعاينة لهذه الاماكن اثناء العودة من مدينة تندرارة المدينة المنسية التي عانت ولازالت تعاني التهميش و الحُكرة والفقر في محاولة منا لمشاركة هذه الساكنة ولو لدقائق معاناة يمكن ان ترافقهم مدى الحياة في غياب تام لكل المبادرات التي يمكن ان تساهم في اخراج العالم القروي من هذا النفق المظلم الذي فاق كل تقديرإلا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تفتقر هي الاخرى للجان المتابعةوالمراقبة .
في طريق العودة صادفتنا أول نقطة ماء تسمى( الطراريد)
Terre aride
وتعود هذه التسمية الى المُعمر الفرنسي وهي تعني الأرض القاحلة ، ويعتبر هذا المكان عبارة عن تجمع سكني صغير يمد ساكنة الدواور المجاورة بالماء الصالح للشرب لهم و لماشيتهم ، لكن بالوقوف عند هذه النقطة تم تسجيل عدة ملاحظات يمكن اجمالها فيما يلي :
نقطة الماء في حالة عطب لما يزيد عن شهر، تواجد الرمال بكثرة لدرجة انها اصبحت بنفس علو الجدران مما يدل على الزوابع الرملية التي تعرف بها المنطقة و كذا ظاهرة التصحر – وجود مستودعات لتخزين مبيدات الجراد و التي تفتقر لأبسط شروط السلامة وتعتبر خطرا بيئيا حقيقيا ، وجود مدرسة جماعاتية لكنها لا زالت لم تعرف طريقها الى الاشتغال بالرغم من توفرها على التجهيزات الضرورية من مقاعد و كراسي الى غير ذلك باستثناء استغلال اقسام الدروس الشيء الذي يزيد من معاناة التلاميذ الذين تبعد مقرات سكنى معظمهم ب 5 كلم فما فوق , وجود مستوصف صحي مغلق. حسب تصريحات بعض الساكنة فان هذا الاخير قد فتح ابوابه السنوات الماضية لمدة وجيزة في وجود ممرض وحيد لكن بعد ذالك تم اغلاقه نهائيا لآسباب مجهولة .
اتممنا طريقنا بعد ذالك في اتجاه نقطة ماء اخرى تبعد عن الطراريد ب10كلم تقريبا و تسمى (حوض النص) فوجدنا شاحنات محملة بخزانات , و كذا عربات مجرورة بالدواب هي الاخرى تحمل خزانات تنقل المياه فلما سألنا الساكنة عن سبب هذا الاكتظاظ كان الجواب هو ان كل نقاط الماء الموجودة بالمنطقة معطلة ما عدا هذه النقطة الشئ الذي يضطر هؤلاء السكان الى قطع مسافات طويلة و شاقة في رحلة بحث عن الماء و يمكن ان تستغرق ساعات طوال خصوصا لدى اصحاب العربات المجرورة ، و للاشارة فهذه النقطة تشتغل بالطاقة الشمسية و التي يستغرق فيها ملآْ خزان سعته 3طن ما بين ساعة و نصف الى ساعتين الامر الذي يفرض على المواطنين التواجد مبكرا بعين المكان في انتظار ان يحين دورهم وفي حالة تعذر استعمال الطاقة الشمسية يتم استعمال الغازوال الذي يقتطع ثمنه من جيوب المواطنين . اتممنا الرحلة و كلنا أسى و حزن على ما يعانيه هؤلاء من مشاكل فاقت طاقتهم الامن امل في غذ أفضل .
كان الجنان الغاتر اخر نقطة توقفنا بها قبل أن نكمل هذه الرحلة في اتجاه عين بني مطهر . هذه الرحلة التي لم نكتشف خلالها الا جزءا بسيطا من معاناة يومية في صراع مع البقاء وما خفي كان اعظم . اثناء توقفنا ب »الجنان » وجدناه لا يقل مشاكل عن النقط السابقة بحيث ان نقطة الماء هي الاخرى معطلة زيادة على وجود مستودعات لمبيدات الجراد في ظروف تفتقر هي الاخرى للسلامة زيادة على قربها من قسم مدرسي هو الآخر في حالة متردية و للإشارة فلا زالت الساكنة تنتظر من الجهات المسؤولة افراغ هذه المستودعات من هذه المواد لما لها من اضرار جسيمة على البيئة كما على الصحة و على الماشية وعلى الحياة … . وفي الاخير ومن خلال ما قلناه سابقا يمكن طرح الاسئلة التالية : هل تعطل نقط الماء السالفة الذكر هو مقصود ام عرضي ؟ماهو السبب الحقيقي وراء التأخر في اصلاح الاعطاب ؟ كيف ستواجه الساكنة العطش في حالة اصابة النقطة الوحيدة المتبقية بعطب؟ متى سينعم هؤلاء المواطنون بعيشة راضية تنهي مشوارهم التعس الذي يؤرقهم ؟
: فريق العمل
+ عبد القادر بنطيب
عبد الجبار بوعزيز +
+ محمد بوستة عزاوي
+ محمد لحلال
+ ام ـ ف
Aucun commentaire