Home»Enseignement»مؤسساتنا التعليمية عرضة للحرائق المتكررة

مؤسساتنا التعليمية عرضة للحرائق المتكررة

0
Shares
PinterestGoogle+

سبحان الله ,منذ أيام قليلة كتبت مقالا عن سر كثرة تعرض مؤسساتنا التعليمية للسرقة . لنسمع بخبر جديد مفاده تعرض مؤسسة ابتدائية يوم الأحد الماضي بدوار الحريشة إقليم تارودانت لحريق أتى على خمسة حجرات دراسية حولتها النيران الى ركام . ومن خلال مصدر هذا الخبر فقد ربطوا الحريق بتماس كهربائي ناتج عن سلسلة انقطاعات متكررة للكهرباء , وتدني الخطوط الكهربائية المرتبطة بشكل عشوائي.
على كل حال أصحاب الحسنات ربطوا المأساة بعدم قيام تلك النيابة الإقليمية بواجبها ,مع أنني لا أنفي مستوى ما من التقصير ,إلا أنه على مروجي هذه الأخبار أن يعلموا جيدا بأن نيابات التعليم لم تعد تتوفر على الاعتمادات اللازمة لتدبير مثل هذه الأزمات.
المهم في هذا أنني توصلت بخبر جديد يفيد بأن قوات الأمن قد توصلت الى ضبط المشتبه فيهم والذين كانوا وراء إضرام النار في الملحقة التابعة لمجموعة » الحريشة » في أولاد تايمة . وقال مصدر أمني أن الموقوفين هم أربعة أطفال قاصرين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة , ويتابعون دراستهم بنفس المدرسة.
الحريق تسبب في إتلاف المقاعد والوثائق والتجهيزات الموجودة بالحجرات الخمسة,كما تسبب في انهيار أجزاء من بعض الأقسام…..
لن أعود للحرائق العدة التي تعرضت وتتعرض لها مؤسساتنا التعليمية والتي للأسف غالبا ما يكون وراءها تلاميذ سابقون أو لا زالوا يتمدرسون بهذه المؤسسات التعليمية. لكنني أطرح تساؤلات عدة :
– ألسنا أمام انهيار خلقي وتردي شامل للقيم وانحطاط  للأوضاع الاجتماعية؟
– ألا نعتبر أنفسنا كرجال التربية قد فشلنا في نشر مبادئ الوطنية  والناشئة الصالحة التي ترعى وتحفظ ممتلكات الدولة التي هي أصلا ملكا للأفراد؟
– ألا تعبر مثل هذه السلوكيات على كراهية التلاميذ لمؤسساتهم ونقمتهم عليها ؟
– ألا نعتبر الآباء جد مقصرين في نشر قيم الأخلاق والاحترام الواجب لمؤسسات التعليم وللمجتمع عامة؟
– أين السلطات المحلية من مؤسسة تعرضت للنهب والسلب خمس مرات ممتالية؟
– كيف تتعرض المؤسسات للسرقة في ظل تواجد حراس تابعين لشركات الحراسة التي من المفروض أن تؤمن مؤسساتنا التعليمية , والتي من المفروض أيضا أن تتحمل تعويض ما ضاع من مؤسساتنا وقت قيام حراسها بحراستها؟
– عندما يقوم تلاميذ في سن الطفولة ممن  تفترض براءتهم  بعمل كهذا , قد لا يفكر فيه حتى المراهقون . ألا نعتبر مثل هذا السلوك إخلالا عاما يقتضي العدول عن كل برامجنا التربوية والوقوف وقفة الحائر الباحث عن مخارج تربوية بناءة ؟
إذن  المأساة مأساة اجتماعية وتدني خلقي وانهيار لدور الأسر وتراجع للاحترام الذي كانت تتمتع به مؤسساتنا التعليمية. عندما يقدم تلاميذ على مثل هذه الأفعال الدنيئة,إنما يعبرون عن فشلنا في إعدادهم وتربيتهم وتكوينهم وتأهيلهم. مهما نبذل من جهود تبقى دون نتيجة ولا اعتبار, ما دامت أجيالنا لن تكون أجيالا بانية ولا راعية لحرمة مؤسسات أهلتهم أو من المفروض أن تكون قد أهلتهم كجيل للمستقبل لا كقنابل موقوتة تنتظر الوقت للتعبير عن سخطها وكراهيتها لمؤسسات  قضوا فيها أهم مراحل حياتهم وتربوا على أيدي أساتذة قدموا ما في وسعهم رغم الصعاب ورغم الاكراهات التي تتحمل الأسر وزرها الأكبر.
إن عدم الوقوف على مثل هذه الحالات المتكررة , والتي تنم على عدوانية وكراهية لا متناهية لمؤسسات تعليمية . عنف لم يتوقف عند الاعتداءات على رجال التعليم وإنما امتد الى البنايات والتجهيزات ,بل لم يقتصر على المؤسسات المتواجدة بالحضر بل انتقل الى البوادي حيث كان تلامذتها من أنبل التلاميذ وأكثرهم تقديرا لأساتذتهم ولمؤسساتهم . لا بد من دق ناقوس الخطر ولابد من عقد لقاءات تواصلية يساهم فيها المجتمع المدني بكل فاعلية ,والسلطات بكل مكوناتها ومختلف الشركاء بكل أطيافهم ….. للبحث عن مخارج تنطلق من قناعات كل المتفاعلين وضرورة مساهمة الجميع في إنقاذ التعليم من هذه الكبوات التي أصبحت تتسع وتعم يوما بعد يوم.
فهل هناك من إرادة ؟ أم هي وقفات لا أكثر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *