Home»International»شلالات أقشور و فجرنا الأرض عيونا

شلالات أقشور و فجرنا الأرض عيونا

2
Shares
PinterestGoogle+

  يوم بمدينة  شفشاون  الساحرة حيث تمتزج الحضارة الأندلسية العريقة بأصالة  ريفية متجذرة ترسم  صورة تاريخية  مشرقة عنوانها  مقاومة  الاستعمار الغاشم الذي عانت منه المنطقة الشمالية على غرار باقي مناطق المغرب , ومن جبال الريف الشامخة  انطلق رصاص الثوار معلنا الصمود في وجه قوات الاحتلال الاسبانية والفرنسية المتحالفة  ,وبفضل قوة العزيمة وصدق النية والإيمان تمكن فرسان الريف الأشاوس  من دحر جيوش المستعمر وتكبيده خسائر فاقت كل التقديرات وتحطيم  أحلامه التوسعية وأسطورة الجيوش التي لا تقهر رغم ترسانتها العسكرية المتطورة.

شفشاون حاضرة جبالة هادئة بطبعها  ونظيفة وأهلها طيبون , حباها الله بمناظر  في منتهى الروعة  , ومنتزه طبيعي ومياه متدفقة من الجبال المطلة على المدينة في شكل شلال زادها حسنا وبهاءا وتحول  » رأس الماء  » إلى مصطاف  يقصده الزوار للترويح عن النفس في صيف قائظ يحلو فيه .السمر على إيقاع خرير المياه المنسابة   وهي تعزف سمفونية تخلد رومانسية الطبيعة 

نغادر شفشاون صباحا ونحن نحمل انطباعات جيدة عن المدينة وألوانها المتناسقة  ودروبها وأزقتها وساحاتها التي تذكرنا بزمان الوصل بالأندلس , والوجهة هذه المرة شلالات أقشور البعيدة عن عاصمة الإقليم  بحوالي ثلاثون كلمترا

  عبر الطريق المؤدية لتطوان وواد لاو  , الطريق تخترق الجبال والغابات و الأنهار وتتميز بتنوع التضاريس  , سيارات كثيرة تسير في نفس الاتجاه , فقد تحول المكان إلى وجهة سياحية مفضلة لدى العائلات الشمالية أو الوافدة من مختلف المدن المغربية , كما أن للسياح الدوليين حضورا قويا  بفعل الدعاية الإعلامية والشبكة العنكبوتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة  .

نصل لنهاية الطريق بمحطة وقوف السيارات التي يختتم فيها مشوار ركوب الكراسي الوثيرة  ليفسح المجال للسير على الأقدام لمسافات تختلف حسب اللياقة البدنية والتمرس على المشي في الشعاب والوديان والغابات  الكثيفة  في سفوح الجبال وفوق ارض صخرية وأسفل جرف  يعانق السماء في عليائها , الوصول إلى الشلالات الكبرى يقتضي ساعتان ونصف من الزمان عبر مسالك وعرة تتطلب مجهودا عضليا كبيرا والتوفر على اللوازم والمعدات الصالحة لمثل  هاته المغامرات , ولمن خانته قواه أن يرتاح بإحدى محطات  الاستراحة  جنب الوادي تحت ظلال الأشجار الوارفة حيث المياه الباردة والنسيم العليل وهناك تقدم بعض الوجبات الغذائية ( طواجين جبلية ) ومشروبات وكؤوس الشاي المنعنع .

قد يتأسف المرء على فترة الشباب وقد بلغ سنا لم تعد تسمح له برفع بعض التحديات والقيام ببعض المغامرات كتسلق الجبال والمشي لساعات طويلة كما هو الحال هنا باقشور حيث تمر أمامي أفواج من  الشباب  عاقدة العزم على الوصول إلى الشلالات وكلها حماس ونشاط وحيوية  فيا ليت الشباب يعود يوما …

وعزاؤنا الوحيد هو تلك المناظر الخلابة التي تزخر بها المنطقة والتي تغري الزائر  بالرجوع إليها مرات ومرات لأنها سكنت الوجدان , وأينما كنت سيشدني  الحنين إليها شدا .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ramdane
    11/07/2013 at 02:26

    والله شوقتني في هذه الشلالات .بالغها بحول الله وان علت
    تحياتي
    ورمضان مبارك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *