الى كل النساء اللواتي احببت …
في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل سنة , اتذكر نساءا طبعن حياتي وبصمنها بمداد لن ينمحي , وستحيى ذكراهم في قلبي ما قدر لي ان احيى , فهن خالدات الى ان يرث الله الارض ومن عليها .
اتذكر امي التي انجبتني وحرصت على تربيتي تربية صالحة تقوم على الصدق , وغمرتني بعطفها وحنانها وزرعت في نفسي بذور المحبة والتسامح و حب الخير و مقومات السلوك السوي والأخلاق المثالية ,فقد سهرت الليالي لأنعم بالحياة , لا يغمض لها جفن إلا بعد نوم اطفالها والاطمئنان على احوالهم . وفي الصباح تستيقظ باكرا لتهيئ لهم ما تيسر من طعام الفطور وترسلهم الى المدرسة كل حسب توقيته الزمني المناسب , ولم تكن لتشعر بالملل او تستحلي النوم في وقت يعز فيه مغادرة الفراش خاصة في فترات البرد القارس والأيام الماطرة في فصل الشتاء الذي كان له طعم خاص في مرحلة الطفولة , حيث كان ضيق ذات اليد يحول دون التدثر بما يكفي من الثياب , تفاديا لعواقب الزمهرير المسبب للمرض خاصة الزكام وما يتبعه من سعال وحمى التي لم يكن لها من علاج إلا المسكنات , وفي اقصى الحالات التوجه لمستوصف الحي ليمنحنا الممرض بعض الاقراص والملعقات من الشراب المحلى او حقنة البنسيلين كوسيلة فعالة للاستشفاء.
تضحيات الام الغالية لا تقدر بثمن , فقد استرخصت صحتها وكل ما تملك , لتضمن لأبنائها لقمة العيش وتيسر لهم سبل التمدرس الذي كان من الاولويات لديها , فبفضلها استطعنا ان ننهل من معين العلم والمعرفة , وان نستكمل مشوارنا الدراسي , وان نتبوأ مكانة ما في المجتمع , وان نؤسس حياة اسرية ناجحة . وتلك كانت امنيتها قبل ان ترحل الى جوار ربها اثر مرض لم يمهلها طويلا , وهذه مناسبة للترحم على روحها الطاهرة والدعاء لها بالمغفرة والرضوان وان يسكنها العلي القدير فسيح جناته.
ومن النساء اللائي اذكرهن بهاته المناسبة اخواتي اللواتي هن بمثابة قلادة العقد , فهن كالأم في الحنان , ولا يقوم التماسك إلا بهن , و رغم واجباتهن الاسرية فهن كثيرات السؤال عن الاخوان ومشاركتهم في السراء والضراء .
ويذهب فكري كذلك الى زوجتي التي هي رفيقة دربي ورمز التضحية في – مناسبات شتى – والصبر على ما قد يعتري الحياة الزوجية من اكراهات ونقا ئص احيانا , فلكل شيء اذا ما تم نقصان , والكمال لله وحده ..
وكذلك الى بناتي وهن شعار الامل في الحياة والتطلع للمستقبل بتفاؤل , فالبنت عاطفية بطبعها وتتأثر لكل ما يزعج اباها او ينغص فرحته , وقد صدق المثل الشعبي الذي يقول » : لي ما عند بنات , ما عرفوه الناس باش مات « », و لسان حالها يسبح دائما بحمد الله على نعمة استقرار الاسرة والانسجام بين أفرادها , فأدام الله هذه النعمة ووقانا من كل مكروه .
الى كل هؤلاء النساء والى جميع النساء في بلادي وفي العالم اقدم بهذه المناسبة الاستثنائية باقة ورد محملة بأغلى الاماني وأزكاها , واطبع قبلة حب على رؤوسهن عرفانا بجميلهن وتضحياتهن التي من الاجحاف ان نختصرها في يوم واحد في السنة كما جرت العادة في تقليد صارخ لكل ما يأتينا من الغرب , مع العلم ان الاسلام كرم المرأة وان الرسول (ص) اوصى بالنساء خيرا في خطبته بحجة الوداع مؤكدا على انه لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم .
وكل عام وانتن ايتها النساء بخير …
2 Comments
جميل أن يعبر الرجل عن اعتلرافه باهمية المرأة في حياته وما تقدمه من تضحيات فهي من حملت ومن وضعت ومن ربت ومن ضحت ومن سهرت سواء كانت أما أو زوجة أو ابنة فتعبيرك أخي كان صادقا ونتمنى أن يعبر كل رجل عن العرفان بالجميل لأمه وأيضا لزوجته فمجرد كلمات تقدير واجلال تغني المرأة و تجعلها تشعر بالفخر والاعتزاز ولن أقول تجعلها تزيد في العطاء لأنهافي جميع الأحوال لا تبخلوو تتفانى ليكون بيتها في أحسن حال
wee had chi ma39ol