وتستمر المعاكسات الجزائرية للمغرب
» فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ » صدق الله العظيم.
حملت إلينا الأخبار مؤخرا رفض الجزائر لعضوية المغرب في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب , وقد حضي المغرب بهذه العضوية بتصويت وفود باقي الدول العربية التي تقدر جهود المغرب في إرساء منظومة صحية ذات أسس صلبة بشهادة منظمة الصحة العالمية ,و شكلت الجزائر كعادتها صوتا نشازا يغرد خارج السرب .
فالجزائر الرسمية مستمرة في غيها ولا تفوتها أية مناسبة للإساءة للمغرب ومعاكسته بكل ما أوتيت من قوة وقد أصبح معتادا أن تقف ضد بلادنا في المحافل الدولية وتشن ضدنا حربا دبلوماسية قوامها المال وشراء الذمم واللوبيات خاصة إذا تعلق الأمر بقضيتنا الوطنية الأولى , فقد أصيبت الجزائر بفوبيا الصحراء المغربية , وهي لا تعوزها الوسائل المادية فالريع البترولي والغازي كفيل بتغطية كافة المصاريف و لو على حساب قوت الشعب الجزائري و متطلباته من صحة وسكن وتعليم …الخ
ورغم ذلك تتوالى نكساتها وصدماتها لان الحق يعلو ولا يعلى عليه , فالمغرب قوي بوحدته وتاريخه وتلاحم ملكه وشعبه , فالإجماع الوطني حول قضاياه المصيرية وتطابق مواقف كافة الأطياف السياسية والنقابية و الجمعوية وهيئات المجتمع المدني هي حالة نادرة في العصر الحديث وقد يشكل المغرب استثناءا ونموذجا يحتذى به رغم حسد الحاسدين وكيد الكائدين , وإذا كانت سياسة المصالح تجعل البعض يصم آذانه عن سماع صوت الحق , فان ذلك لن يعمر طويلا وسيستفيق من سباته ويصحو ضميره لان دوام الحال من المحال , وحبل الكذب قصير.
فما الضرر الحاصل للجزائر في عضوية المغرب داخل المجلس التنفيذي لوزراء الصحة العرب ؟ وهل سبق للمغرب أن عارضها في مثل هكذا مواقف ؟ لأاعتقد ذلك , لان المغرب تأبى عليه شهامته القيام بذلك وهو البلد المتحضر الضاربة جذوره في التاريخ ولم يعامل الجزائر بالمثل كما تشهد بذلك واقعة طرد المغاربة المقيمين فوق ترابها سنة 1975 بعد تحقيق المسيرة الخضراء أهدافها وإرغام المستعمر الاسباني على الجلوس على طاولة المفاوضات مع المغرب وجلاء قواته في ما بعد ,ويسترجع المغرب صحراءه بطرق سلمية عز نظيرها في وقتنا الراهن , كما انه لم يطبق حق المطاردة عندما كانت ملشيات البوليزاريو تهاجم الاراضي المغربية وتعود لقواعدها بالجزائر , قبل الاعلان عن وقف اطلاق النار من طرف هيئة الامم المتحدة وتكليف بعثة المينورسو بمراقبة تطبيق هذا الاتفاق وليس حقوق الانسان المفترى عليها كمطلب يتجدد سنويا من طرف خصوم المغرب.
فالحقد الجزائري قديم وجذوته لن تنطفئ ما دام جيل هواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة والجنرالات يحكمون الجزائربالحديد والنار ويقررون مصيرها , وتبقى الوحدة المغاربية مجرد حلم يراود شعوب المنطقة مادام تغيير العقليات التي تتغذى من إيديولوجيا الحرب الباردة والمعسكر الشيوعي وتشرب من معينها غير ممكن , لذلك لا عجب في معاكسة حق المغرب في صحرائه واحتضان المرتزقة الانفصاليين واحتجاز مغاربة صحراويين فوق أراض خاضعة لسلطتها وتمويل انفصاليي الداخل لإثارة الفتن و القلاقل بالأقاليم الجنوبية للمملكة من اجل الاستغلال السياسوي والدعائي بالخارج , فلعبتها مكشوفة بسيناريوهات محبوكة سيئة الإخراج ما عادت تنطلي على احد , والمغرب لها بالمرصاد بدبلوماسية محنكة وأساليب إقناع لا يشق لها غبار .وسياسة ملكية رشيدة .
ويستمر مسلسل العبث لدى البلد الجار الذي يعمل جاهدا على تطويق المغرب وفصله عن جذوره الإفريقية , وتدخل زيارات وزير الخارجية الجزائري لبعض دول الجوار في هذا صلب هذا المخطط , وهو الذي تغيب عن اجتماع وزراء الخارجية للدول المغاربية الخمس الذي يحاول لم الشتات وإعادة الروح لهذا الجسد المحتضر التي تريد الجزائر دفنه ومازال به رمق من الحياة , أما الزيارة الناجحة لجلالة الملك لعدد من الدول الإفريقية وإبرام اتفاقيات شراكة معها في إطار التعاون جنوب جنوب فقد شكلت مغصا للطغمة الحاكمة في الجزائر التي لازالت تحن لزمن الهيمنة والزعامة وغيرها من شعارات العصر البومديني البائد , الذي كان يسعى لتصدير الثورة بينما رفاقه يراكمون الثروة تحسبا لليوم الأسود لانعدام ثقتهم في بلدهم .
وحتى احتضان المغرب لملتقى الطريقة التجانية بفاس – كما جرت بذلك العادة – قوبل بتعنت جزائري ومحاولة التشويش على مريدي زاوية الشيخ سيدي احمد التجاني دفين فاس بالادعاء بأنها أحق بتنظيم هذا اللقاء السنوي , ومن اين لها ذلك ؟ انه اسلوب المشاكسة والمعاكسة بطريقة صبيانية على طريقة عبد العزيز بلخادم متزعم هذا الطرح .
شطحات النظام الجزائري لا تحصى , أسلوبها السباحة ضد التيار والصيد في الماء العكر, و هدفها الاساءة للمغرب ,وما دامت الغاية تبرر الوسيلة , فجميع الطرق مباحة .
فعن أي جوار يتحدثون ؟ وأين هي روابط الأخوة وحدة اللغة والدين والكفاح المشترك ؟ انه مكر التاريخ و اكراهات الجغرافيا التي لا خيار لنا فيها .
1 Comment
من يصدق ان للمغرب جارا شقيقا فهو مخطىء.
ألا زلتم تثقون فيمن وقف ضد وحدتنا الترابية؟ بل هل نسيتم من وقف ضدنا في قضية جزيرة ليلى؟ لقد صدق الشاعر إذ يقول
و إذا جهلت من امرىء اعراقه***و أصوله ،فانظر غلى ما يفعل
و هل نسيتم أفعال الجزائر ضدنا؟