الانانية ام الرذائل
خلق الله الارض للانام,ومكنهم فيها من النعم الوافرة,واوصى الانسان بانبل الصفات,وحذره من ابخس الرذائل,لكنني اعجب لثلة من الناس,بسط الله لهم في الرزق حتى التخمة,وثلة مكنها من الرفعة وكراسي الزعامة,وثلة اخرى رفع الله عنها الضر والسقم ,ومتعها بالعافية,فركب الكل شيطان الفردية الشرسة,وحب التملك,والنظر الى الخلائق كانهم خدم وعبيد.ونسي انه كان بالامس نطفة مذرة,وغدا سيكون جيفة قذرة.
انها صفة الانانية,التي تدفع بصاحبها الى اتباع الاهواء,والتسربل بشهوة اللذات,وحب النفس الى درجة الجنون,وحب الخير لها بضر الاخرين,فيترتب عنها اكبر الرذائل وهو الحسد,وراس العيوب وهو الحقد,وارذل الصفات وهو الجشع.
واذا كان بعض الانسان مفطورا على هذه الصفة الخبيثة,فان قلبه مليء بكراهية الاخرين لا محالة,لانه لا يحب الفشل لنفسه والنجاح لغيره.
ان الله حين بسط في الرزق لبعض عباده,أقرن هذا البسط بحق السائل والمحروم فيه,وفرض الزكاة وسن الصدقات,وهو فعل يجسد في المجتمع صفات الانسانية المثلى,نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:صفة الرحمة والاخاء والايثار.وحين مكن البعض الاخر من الرفعة والزعامة أقرن ذلك بالعدل والسواسية,وحرم الظلم والمحسوبية.وحين من سبحانه وتعالى على البعض الاخر بالصحة والعافية,ورفع عنهم الضر والامراض والوهن,أقرن ذلك بحمده على هذه النعمة,واستغلالها في حسن العبادة,وحذر من الغوص بها في بحر المحرمات,لان بحر هذه الرذائل محفوف بالاخطار,فقد تصبح القوة عجزا,والغنى فقرا,والرفعة مذلة,وحينها يردد الانسان بحسرة »يا ليتني » ولكن لا حياة لمن تنادي.
لقد قالها قارون من قبل حين خسف الله به الارض,لانه بدل نعمة العطاء بالجحود,وسكنت الانانية بين جوانحه حتى نال غضب الله,وما ربك بظلام للعبيد,وقارون هذا ليس بافضل من نبي الله سليمان عليه السلام,الذي حمد الله وشكره على منه وعطائه,قال تعالى:قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ام اكفر,ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم.صدق الله العظيم
والامثلة لا تعد ولا تحصى,لكن الاكيد انها موجودة بدون ريب,ونحن لا نعرف منها الا القليل,بحكم التعايش في هذا المجتمع,فكم من شخص كان من الميسورين,يسكن في الفيلات الفاخرة,ويركب في السيارات الفارهة,ويقتات بما لذ وطاب,لكنه في الختام اصبحت تسرد عنه القصص,وتضرب به الامثلة.
وكم من شخص,تمتع بقوة الصحة والعافية,فما رعاها حق رعايتها,حتى اصبح مضرب الامثال كسالفه,واصبحت الاصابع تشير اليه,ولم تنفعه يا ليتني.
وكم من شخص مكنه الله من السلطة,وقلده مسؤولية,فزاغ وغوى,حتى اصبح كالكراز يحس الزعامة بين اضراسه,فجرفه الطوفان الى الحضيض والمذلة.
انها الانانية,ام الرذائل,خواتيمها لا يحسها الا القلائل,فما اتعس النفس التي تحب نفسها الى درجة الجنون.
Aucun commentaire