تحية لناصر:اطلبوا المجد ولو في الافريست
رمضان مصباح الادريسي
طبقال يعتلي الافريست:
سررت أيما سرور اذ تناهى إلي خبرك يا ناصر،وقد جاهدت حتى اعتليتها قمة شماء,في جبال الهملايا.
كنا هنا في المغرب نياما ،وأنت وحدك تكابد قر الافريست ،من أجلنا نحن ،حتى نُذكر ،ولو مرة واحدة صاعدين إلى عل.
نعم من أجلنا ،لأنك لم تنس في السفح رايتنا الحمراء؛ولعلها كانت مصدر الحرارة الوحيد الذي دفأك وأنت هناك في الأعالي تقطف النجوم.
أَلِفنا أن نُذكر حيث لا نحب لشبابنا أن يكون،وألفنا الأسود تعود إلى عرينها مطأطِئة الرؤوس ،وألفنا ذكر شبابنا يحرق سفنه ،ويلقي بنفسه في البحر ،حيث تتقاذفه الأمواج إلى أن ينتهي جثة ممددة، بين أحذية الحرس الاسباني؛هو الذي كان يحلم بفردوس إيزابيلا ،وحوريات غرناطة،وقصائد ولادة بنت المستكفي ..
كل هذا خبرناه ؛وأقسى من هذا كم من صبية لنا ألقت بنفسها في بحر آخر صرنا نخجل منه.لم يعد بحرا للعرب بل لبعض شاباتنا اللواتي قررن- حينما عجز الساسة- أن يحققن الاندماج المغربي الخليجي ،على طريقتهن ،التي يباركونها هناك،بمسميات شتى؛في الوقت الذي يقطعون اليد التي تبحث عن العمل الشريف .
باغتتنا بالنصرياناصر ،إذ جعلت طبقالنا يعتلي قمة الافريست ؛وجعلت علمنا يرفرف للملائكة ،وهي تقترب لتتملى برؤية مغربي مسلم، بعد أن دان له سقف الكون ،خر ساجدا لله ،حامدا شاكرا اذ يسر له أن يكون أول من صلى أعلى ركعتين جبليتين.طوبى لك فقد صليت عاليا جدا..
ليس من مألوفنا ،هنا في المغرب، أن ننتظر مثل هذا الانجاز الرياضي ؛وقد لا يعرف أغلبنا كيف يفرح به ،ولهذا لا تحزن إن احتفت بك وسائل الإعلام الدولية والوطنية،دون صخب شعبي ,مما تنتهي به سائر الانجازات الرياضية للمغاربة.
سنتعلم ،مع أمثالك، كيف نفرح بكل الانجازات؛تحققها السواعد والعقول المغربية.لا تلازموا ملاعب كرة القدم فقط، فها هو شاب يحقق ،ليلا , وحيدا مع ملك الثلج،ما يعجز عنه فريق في النهار الوضاح ،بكل الحناجر المشجعة التي تحيط به.
لن تكون الا قدوة عالية ،علو انجازك:
يهتدي بك شبابنا فيقتلون عدم الثقة في نفوسهم ،من فرط تربية كابحة للهمم. سيتعلمون منك أن يتجرؤوا،ويغامروا في كل شرف مروم،وقد غامرت ولم تقنع بما دون النجوم.
قبلك فعلها شاب اسمه عويطة , وشابة اسمها نوال ,وتناسلت السلالة التي عرفت بالمغرب أفضل من كل سفرائه.
أعي أن القارئ يستعيد الآن غارات بعض الذين لا يستثمرون إلا في الهزائم،بالاجتهاد في خلق شروطها ،بكبح جماح الطاقات المغربية الشابة- وما أكثرها- لكن أمثالك ،يا ناصر ،هم الذين يحاربون اليأس ،ويوقعون على شهادات الإدانة لكل من وأد مشروع بطل في جميع أنواع الرياضات.
رفعت أبصارنا الى القمة:
لتطهيرها بثلج الهملايا ،هي التي أصابها الأس ، بل القذى، من فرط النظر الى حفر السياسة والسياسيين.
جعلتنا ننظر عاليا ،ونطير عاليا لنموت- ان كان لابد من الموت- في القمة ؛كنسر أبي عمر أبي ريشة.
اللهم موت في القمة ولا حباة نتأذى فيها من سياسيين رعاع ،لم يخجلوا من العلم الذي رفعته عاليا ،وهم يتهارشون
على مناصب وزارية ؛في الوقت الذي اشتد النفير وأوشكت الأمم أن تتداعى علينا في صحرائنا.
أرحتنا من مبارزة الفيلة،بقبور مفتوحة،وجعلتنا ,ولو الى حين، نغادر أبواب سياسة انتهت الى اسفاف مخجل.
سياسة ساد فيها جهالها ،وانزوى فيها الحكماء الى الظل يتفرجون…
في هذا الزمن الحكومي الرديء قررت ياناصر أن ترتقي بنا .عانيت من أجلنا لنصبح على انجاز عالمي واعد بِرُقي آت.
يا صاحب الجلالة :أخاطبكم- والتحكيم بين يديكم- وأنا أعي حكمتكم ،وتبصركم، ها أنتم ترون انجاز شاب من شبابكم ،وها أنتم ترون ما يفعله بنا ساستنا .نرتقي مع الشاب إلى القمم الكبرى ويسقطنا ساستنا في الحفر.
ساسة أظهروا للعالم- بتهورهم ،وفشلهم- أن الشعب المغربي كله بحاجة إلى أن تصان حقوقه.
فهل لنا في حكومة شابة ،تسير بنا سير ناصر عبد الجليل صوب الافريست؟
Ramdane3@gmail.com
https://sites.google.com/site/hzekara
Aucun commentaire