الدخول المدرسي الجديد: ترقب وانتظار

سيلتحق موظفو وزارة التربية الوطنية بمقرات عملهم،بدءا بالإداريين والمفتشين ثم هيأة التدريس وأخيرا المتعلمون والمتعلمات، وذلك حسب الجدولة التي حددها مقرر السيد وزير التربية الوطنية ،وقد بدأت الأسر تعد العدة للدخول المدرسي، ويبقى هاجسها الأساس هو تدبير مصاريف الكتب والأدوات،بدون الالتفات إلى أشياء أخرى من قبيل المستجدات التربوية وحال المنظومة بصفة عامة ،ذلك أن جل الأسر المغربية على ما يبدو بدأت تفقد الأمل في المدرسة المغربية، وهذا واقع لاينكره إلا من نهج نهج النعامة التي دفنت رأسها في الرمال، ظنا منها أنها ستتوارى عن الأنظار، بحيث لن يتمكن أحد من رؤيتها.

ونحن كمنخرطين في الشأن التعليمي، ومن  منطلق الحقوق والواجبات،وبالقدر الذي نحس بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا والتي يمكن تجسيدها من خلال الإخلاص في أداء الواجب المهني، نرى من حقنا على وزارتنا الموقرة أن تفصح عن برنامجها لهذه السنة من أجل الرقي بالمنظومة التربوية، نقول هذا في الوقت الذي أصبح المجتمع المغربي يترقب الجديد خصوصا بعد الخطاب الملكي الأخير الذي رسم خارطة طريق لمنظومتنا التعليمية.وما نخشاه هو أن يتم تأويل الخطاب الملكي تأويلا خاطئا، فتنزل الوزارة كعادتها بمذكرات ومراسلات كعادتها مع بداية كل سنة، ويتم بذلك إرباك المشهد التعليمي،ولعل هذا السكوت من طرف الوزارة يخبئ ما نخشاه ،ومن الاسئلة الملحة التي ينبغي على الوزارة ان تهيئ لها الإجابات الكافية ونحن مقبلون على موسم دراسي :

 ــ هل كل طفل وطفلة بلغا سن التمدرس سيجدان مقعدا بيداغوجيا لمتابعة تمدرسهم في ظروف عادية؟

ــ هل البنية التحتية للمجموعات المدرسية بالعالم القروي والفرعيات التابعة لها تستجيب لمتطلبات الفعل التعليمي ؟

   ــ هل فكرت الوزارة في وضع نظام تقويمي بديل للمراقبة المستمرة لتلاميذ وتلميذات الباكالوريا، و التي أثارت سخط الآباء والأمهات،لأنهم يعتقدون أنها تضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص؟                         ــ ما البديل الذي وضعته الوزارة لأسابيع الإدماج الثمانية؟ذلك أن تخلي الوزارة عن بيداغوجيا الإدماج ترك فراغا في البرنامج الدراسي ،وعلى الوزارة أن تفصح عن البديل حتى لايبقى المدرس والمفتش أمام اجتهادات شخصية تكون مصدر خلاف بين المدرسين.

ــ هل من استراتيجية جديدة للتكوين المستمر لجميع أطر الوزارة؟ثم لماذا تصر الوزارة على استفادة هيأة التدريس من التكوين خارج الزمن المدرسي وأثناء العطل المدرسية،وخلال شهر يوليوز؟(انظر مقرر الوزير:الباب السادس، المادة 32) وهي تعلم أن ذلك غير مرحب به من طرف المدرسين،ولهم في ذلك مبرراتهم الموضوعيةفعلى سبيل المثال كيف سيحقق تكوين مستمرشهر يوليوز أهدافه في توقيت غير مناسب بالمرة بالنسبة للأستاذ، الذي يكون منهكا جراء سنة دراسية انتهت للتو.

هذه بعض الأسئلة التي ارتأينا طرحها على وزارتنا مع بداية هذه السنة الدراسية الجديدة،وهي أسئلة أعتقد أنها تشغل كل غيور على المدرسة المغربية،وعلى الوزارة أن تدشن عهدا جديدا من الاستشارة والاستعانة بكل الكفاءات الوطنية، قبل القدوم على أي قرار يخص المنظومة التربوية،ذلك أن الشأن التعليمي هو شأن يخص الأمة المغربية بأسرها، ولايمكن حصره في قرارات انفرادية كتلك التي عهدناها في الوزارات السابقة،بحيث تتقاطر على المؤسسات التعليمية، مع بداية كل سنة العديد من المذكرات من جميع المديريات والنتيجة معروفة لدى الجميع، هدر وتسرب مدرسي، ومخرجات تعليمية، لاترقى إلى ما تعلق عليه الأسر من آمال.

  وأخيرا نبارك لموظفي وزارة التربية الوطنية عودتهم الميمونة إلى مقرات عملهم،ونرجو الله عز وجل أن يمدهم بعونه ومدده،لأداء الأمانة الملقاة على عاتقهم .