هل الأصولية هي أكبر مستفيد من الحراك العربي أم أن العلمانية لفظها هذا الحراك ؟؟؟
هل الأصولية هي أكبر مستفيد من الحراك العربي أم أن العلمانية لفظها هذا الحراك ؟؟؟
محمد شركي
نشر موقع هسبريس ذي التوجه العلماني المكشوف مقالا مثيرا للسخرية والضحك مفاده أن بيانا لمؤتمر ما يسمى النهج الديمقراطي اعتبر ما سماه القوى الأصولية هو المستفيد الأكبر من الحراك العربي والوطني . ومثل هذا الكلام السخيف يجعل من يتلقاه يشعر وكأن الحراك العربي والوطني كان لفئة غير الفئة التي سماها البيان العلماني قوى أصولية . وكيف يعقل أن يوجد حراك لفئة غير فئة الأصوليين تسمح للأصوليين بالاستفادة منه ؟ لماذا لا يقبل علمانيو ما يسمى النهج الديمقراطي الأمر الواقع والحقيقة ويسلموا للأصوليين بأنهم أصحاب الحراك وأنهم لم يستفيدوا منه ، وإنما شاركو ا فيه وكانوا من صناعه في فترة تاريخية بلغ فيها الوعي العربي درجة عالية من النضج لفظ بموجبها التوجهات العلمانية ذات الجعجعة بلا طحن مع الرهان على الهوية الدينية التي ظلت تحارب من طرف القوى الأجنبية ، والأنظمة العربية الفاسدة لعقود بذرائع واهية ، ومن خلال تلفيق التهم لأصحابها ، والزج بهم في السجون والمعتقلات ، وتجييش الجيوش لغزو بعض البلاد العربية والإسلامية بذريعة محاربة الإرهاب الملصق بهؤلاء . ومشكلة العلمانيين عندنا أنهم يتشدقون بالديمقراطية ، و أكثر من ذلك يتسمون بها ، ويتهمون غيرهم بالافتقار إليها ، ولكنها عندما تكشف عن نتائج لغير صالحهم يتنكرون لها فعجبا لأمرهم المتناقض . فما يسميه العلمانيون أصولية في دول المغرب العربي ومصر جاء نتيجة اللعبة الديمقراطية التي هي مطلب علماني قبل أن تكون مطلبا أصوليا كما يعتقد العلمانيون، فلماذا يرفض العلمانيون إذن قواعد اللعبة ولا يلتزمون بها ؟ . ومن المضحك أيضا والسخيف في نفس الوقت أن يتهم ما يسمى النهج الديمقراطي العلماني الحزب الحاكم في المغرب بأنه مجرد أداة في يد القصر ، فأين كان هذا الكلام يوم كانت الحكومات المحسوبة على اليسار والعلمانية في السلطة ؟ ألم تكن في يد القصر ؟ وأكثر من ذلك ما رأي النهج الديمقراطي في وجود حزب يساري في الحكومة الحالية ؟ ألا يخضع هذا الحزب العلماني للقصر كما تخضع له حكومة بنكيران ؟ أعتقد أن هذا الكلام مجرد عبث صبياني من أجل تبرير لفظ الشعب المغربي والشعوب العربية في منطقة المغرب العربي ومصر ، وباقي الوطن العربي للعلمانية الدخيلة المستوردة التي كانت دائما طابورا خامسا تحت عباءة القوى الأجنبية التي تستهدف الهوية الإسلامية في الوطن العربي . وفي الأخير أقول لما يسمى النهج الديمقراطي ما دام الحراك كان سائبا واستفادت منه القوى الأصولية ، فلماذا لا تستفيد منه القوى العلمانية بدورها ؟ ولماذا لا تحاول انتزاعه من القوى الأصولية عن طريق اللعبة الديمقراطية التي تشتق القوى الديمقراطية اسمها منها وتتشدق بالانتماء إليها ؟ ولا ندعو القوى العلمانية الديمقراطية إلى لعبة أصولية لأنها لا تفهمها أصلا ، وسبب عدم فهمها أنها اختارت الأسلوب الببغائي حيث تردد كلام من تتستر تحت عباءتها من قوى أجنبية لم يعد لها مكان في الوطن العربي بعد الربيع المبارك .
Aucun commentaire