السيدان والي الجهة الشرقية ورئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة في زيارة للنقطة الحدودية بدوار ربان
السيدان والي الجهة الشرقية ورئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة في زيارة للنقطة الحدودية بدوار ربان
محمد شركي
زار ظهر اليوم كل من السيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد، والسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة وبرفقتهما وفد من رجال السلطة ، وبعض الأعيان النقطة الحدودية بدوار ربان. وقد تمت هذه الزيارة بمبادرة من السيد والي الجهة ، و السيد رئيس المجلس العلمي المحلي ، وبتنسيق مع الخلية المشرفة على الشأن الديني بالأحواز. ومباشرة بعد وصول الوفد الزائر إلى عين المكان أقيمت صلاة الظهر ، وتليت آيات من الذكر الحكيم ، وألقى الأستاذ السيد بنعيسى قماد المسؤول عن الخلية التي تعمل بتنسيق مع السيد رئيس المجلس العلمي الكلمة الآتية :
» بسم الله الرحمان الرحيم ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد أشرف المخلوقين وعلى آله وصحبه .
باسم الخلية التي أمثلها ، والتي تعمل على مستوى الأحواز ، وبتنسيق مع السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة ، ونيابة عن ساكنة دوار ربان خاصة ، والشريط الحدودي التابع لجماعة أنكاد عامة ـ أرحب بالسيد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد ومرافقيه ، وبالسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة ومرافقيه ، وبالضيوف الكرام كافة .
السيد الوالي ، السيد رئيس المجلس العلمي المحلي ،إن زيارتكم هذه ستزيدنا كخلية العزم على المثابرة والجد والعمل أكثر لتحقيق الأمن الروحي الذي تحتاجه ساكنة ربان والشريط الحدودي على مستوى أحواز وجدة عامة، موازاة مع الأمن العام الذي تصبو إليه الجهات الأخرى. كما أن زيارتكم هذه ستبعث بفعل ما تحمله بلا شك من مشاريع عملية للمنطقة الثقة والطمأنينة الكفيلة لتجديد عزم الساكنة على المكث والاستقرار بأراضيهم وديارهم ،ممثلين بذلك الحصن الأقوى لهذا الشريط الحدودي. إن ساكنة الشريط الحدودي كافة بأفرادهم وأسرهم ودواويرهم يمثلون واقعيا جدارا متينا لصيانة حدود الوطن ، ولأجل ذلك فهم يستحقون كل العناية وكل التقدير والاحترام.
وإننا كخلية عاملة بتنسيق مع السيد رئيس المجلس العلمي المحلي نبذل كل الجهد متخطين كل الصعاب ، وصعاب الطرق والمسالك الوعرة خاصة لتنفيذ ما ييسره الله من البرنامج العام الذي سطرته الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى .
السيد الوالي ، خليتنا المشتغلة بتنسيق مع السيد رئيس المجلس العلمي المحلي تنشط على مستوى الأحواز المحتوية على جماعات ست هي : أنكاد ـ بني خالد ـ عين الصفا ـ لمهاية ـ مستفركي ـ سيدي بولنوار، وباشويتين هما بني درار والنعيمة. وداخل هذا المجال القروي يتم التواصل مع السكان أولا من خلال المساجد التي يبلغ عددها بأحواز وجدة 140 مسجد أزيد من 50 منها توجد بالشريط الحدودي، ثانيا من خلال المدارس القرآنية ذات النظام الداخلي وعددها 13 مدرسة ويتجاوز عدد طلابها 200 طالب ، ومن خلال مراكز ويبلغ عدد ها 7 مراكز للذكور كما يبلغ عدد طلابها أزيد من 50 طالبا ، ومركزان للإناث . وهذه المراكز عبارة عن بيوتات بنيت لاستقبال أبناء وبنات ساكنة الأحواز ببعض المساجد مثل مسجد الفيضة ببني خالد ، ومسجد خالد بن الوليد بحوزمر بسيدي بولنوار ، ومسجد الرحمة بمتليلي جماعة مستفركي ، ومسجد تانوت بدوار العيدان جماعة بني خالد ، وهذا الأخير التحقت منه مؤخرا أختان في سن الثالثة عشرة والحادية عشرة بمدرسة عائشة بنت الشاطىء للعلوم الشرعية وقد ختمتا كتاب الله عز وجل حفظا.
وفي الختام أجدد الترحيب بالجميع شاكرا باسم ساكنة الشريط الحدودي سعادة والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد على هذه الالتفاتة النوعية ، والشكر موصول على الدوام للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة الذي نجد فيه كخلية السند والدعم في كل حركاتنا ، ويجد فيه سكان جميع قبائل ودواوير الأحواز عامة ، والشريط الحدودي خاصة الملجأ، ليس على المستوى الديني فحسب ، بل على المستويات الاجتماعية والإدارية وغيرها .
وقبل أن يعطي السيد بنعيسى قماد الكلمة للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي تمنى منه أن يخص بزيارته مسجد تانوت بدوار العيدان ، وهو المسجد الوحيد الذي لم يزره ،علما بأنه زار كل مساجد الأحواز زيارات عمل . كما أنه اقترح على الحضور الاستماع إلى مقطوعة من شعر الزجل الديني لزجالين أتحفا الحاضرين بها. واستأذن بعد ذلك السيد رئيس المجلس العلمي في الاستماع إلى قصيدة من شعري كانت كالآتي :
ثغور الشرق يحرسها ربان //// وعزته بحوزته تصان
به أسد قساورة كرام //// وسيدهم بفخر تيهان
إذا ما رام غيرهم شموخا //// فبغيتهم يخر لها العنان
شيوخ والشباب لهم دعام //// وبالإحسان كلهم حسان
خيار الناس ربعهم ربان //// وأجودهم وللأمجاد كانوا
ذوو شمم وفرسان كماة //// وخيلهم يزينها العنان
وبالبارود قد عرفوا ودوت ////بنادقهم إذا سود الدخان
شجاعتهم تهش لها القوافي //// ويطرب في ممادحهم بيان
يسرهم إذا ما حل ضيف //// خياما والجفان لها تزان
وسيدهم فتى شهم جواد //// سخا وكأن والده سنان
كريم إن دعا ضيف قراه //// ونحار إذا بخل الجبان
وللخيرات سباق وترجى //// نوائله يشير له البنان
بوالدة ووالده أبر //// وفي القربى سجيته الحنان
إذا جارى سراة القوم مجدا //// ففواز وكان له الرهان
بنى هذا الفتى مجدا فطوبى //// له ما شاد خلده الزمان
وقلده عزيز الملك فخرا //// وقربه إليه الصولجان
ضيوف العز عالمنا ووال //// فنعم السيدان أيا ربان
يزوران الحمى لهما أياد //// وعندهما نقول ولا نشان
فما ردا لملتمس رجاء //// ولا عدمت قطوفهما جنان
فهذا الوعر بعد اليوم سهل //// ووعدهما إذا وعدا يصان
وهذا البيت عطره دعاة //// بأذكار يتوجها أذان
فما فلت عزائمهم صعاب //// ولا كلوا وسعيهم هجان
فحسبهم إذا ضحوا إله //// يكافؤهم لهم خلقت جنان
وشفيعهم إذا بعثوا نبي //// وعند الحوض شربتهم دنان
فحمدا للإله على نعيم //// وفضل لا يعدده اللسان
وصل أيا إله على نبي //// وسلم ما تذكره الزمان
وبعد ذلك تناول الكلمة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي الذي رحب بدوره بالسيد والي الجهة على زيارته لهذه المنطقة الحدودية من أجل التواصل مع الساكنة ، وهو تواصل يحقق أمنهم على عدة مستويات منها المستوى الروحي الذي يتحقق من خلال عمارة بيوت الله عز و جل العامرة على طول الشريط الحدودي . وأشاد فضيلته بالدور الذي يلعبه تآلف وتآزر الناس بسبب الوازع الديني الذي يحقق أمنهم وسلامهم ، والحياة الكريمة المطمئنة . وقارن بين ما ينعم به بلدنا من أمن وأمان وسلام وطمأنينة ، وبين ما تعرفه دول إسلامية منها دول الصحراء الكبرى من فتن بسبب سوء التوجيه الديني. كما قارن سيادته بين مستوى احتفال واهتمام المغاربة بكتاب الله عز وجل وبين غيرهم من الشعوب الإسلامية التي تلتمس من يحفظ خمسة أحزاب من القرآن الكريم ليؤمها للصلاة فلا تجده ، في حين توجد في هذه الجهة الشرقية وحدها مئات الحافظات لكتاب الله عز وجل، فضلا عن مئات الحفاظ. وانتقد فضيلته الذين يعارضون تلاوة القرآن جماعة وحفظه من خلال ادعاء التشبث بسنة الصحابة رضوان الله عليهم في تلاوته ، وأشار إلى أن قراءة القرآن جماعة كانت في المغرب منذ العصر الموحدي ، وهي وسيلة لبقاء القرآن الكريم لقرون طويلة، لأنها طريقة حفظ واستظهار يومية تمنع انفلات القرآن الكريم من الصدور. وأشاد السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بدور الخلية التي تعمل في الأحواز، وخص الأستاذ بنعيسى قماد بالذكر هو المجموعة التي تعمل معه ، وهي خلية تعمل لوجه الله تعالى دون أن تتلقى دعما ماديا لا من المجلس العلمي ولا من غيره ، وهي تضحي بوقتها وبمراكبها الخاصة ووقودها لتسلك الشعاب الوعرة عبر الشريط الحدودي ، وعبر فجاج الأحواز محتسبة الأجر عند الله عز و جل بنكران ذات . وعرج فضيلته على دور الشعر في الدعوة إلى الله عز وجل ، وخص شعر الزجل بالذكر الذي يجب الاهتمام به ، والذي كان دائما في المغرب يصاحب الدعوة إلى الله عز وجل حيث كان الشعراء الزجالون بمثابة مؤرخين لما يمر من أحداث بهذا الوطن ودعاة ، وكانت أزجالهم يرددها العمال والمزارعون والصناع وهم يعملون . وفي التفاتة كريمة على عادته وعد شاعرين زجالين بعمرة إلى الديار المقدسة في وقت لاحق . وقبل أن يختم كلمته توجه مرة أخرى بالشكر إلى السيد والي الجهة الشرقية الذي شرف هذه النقطة الحدودية بزيارته ، واثنى على سعيه الجاد من أجل أن يكون قريبا من كل المواطنين ، ومن أجل العمل على تحقيق العديد من الانجازات والمشاريع البناءة التي تحمد له .
وتناول بعد ذلك السيد والي الجهة الشرقية الكلمة فشكر ساكنة النقطة الحدودية ربان، وكل ساكنة الشريط الحدودي التي حضرت هذا اللقاء ، وعبر عن سعادته بوجوده بين هذه الساكنة للاطلاع عن كثب على انشغالاتها وهمومها من أجل حل مشاكلها. وذكر بالمهمة التي كلفه بها جلالة الملك، وهي الرقي بالجهة الشرقية على كل المستويات . واستجابة لمطالب الساكنة وخصوصا حجاتهم الملحة إلى طريق معبد لبضعة كلومترات ، وعد السيد الوالي الساكنة بالاهتمام بهذا المطلب من أجل تحقيقه الشيء الذي أدخل السرور عليهم ، كما عبر لهذه الساكنة عن استعداده لاستقبالهم ، وهو الذي يفتح قلبه وبابه لكل المواطنين . ومعلوم أن ساكنة هذه الجهة الحدودية في أمس الحاجة إلى شبكة طرقية معبدة تصلهم بمدينة وجدة لقضاء مآربهم اليومية الملحة والضرورية والتي يشقون من أجلها بسبب وعورة المسالك . كما أنهم في حاجة إلى مراكز صحية ، ومؤسسات تربوية مؤهلة ، وشبكة مياه شرب ، وهي هموم استمع إليها السيد الوالي باهتمام وجدية . وفي الأخير شكر السيد الوالي بدوره السيد رئيس المجلس العلمي المحلي ، وافتخر بوقوفه إلى جانبه من أجل المشاريع الهادفة لفائدة ساكنة الجهة الشرقية ، وشكر أيضا ما يجده من دعم ومساندة من أطراف عدة في الجهة. واختتم الحفل بالدعاء لأمير المؤمنين . وبعد ذلك حضر السيد الوالي، والسيد رئيس المجلس العلمي ومن رافقهما حفل غذاء أقامه سكان دوار ربان على شرفهم ، وكان فرصة للتواصل والاطلاع عن أحوالهم أيضا . وانصرف الجميع وعلامات الرضا بادية عليهم بعد أن ضربت مواعيد أخرى لزيارات مستقبلية حفاظا على سنة التواصل بين الساكنة ومسؤولي الجهة .
Aucun commentaire