موسم الهجرة نحو الفرح في زاكورة …جمال الطبيعة بنكهة الإبداع السينمائي
عبد السلام المساوي
تنظم جمعية زاكورة للفيلم عبر الصحراء الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة ما بين 09 و 13 دجنبر 2024 ؛
لست هنا للدفاع عن منظمي هذا المهرجان ، ولكن لا أنكر دفاعي عن المهرجانات الثقافية لإيماني العميق بكون الثقافة هي أساس تطور البشرية ،وأن الثورة الثقافية هي أساس خلاص الانسان من القهر والاستغلال…
نقول ونؤكد : مهرجان سينمائي ليس حاجة زائدة يمكن الاستغناء عنها ، إنه مثل مهرجان غنائي..معرض الكتب..مهرجان مسرحي…معارض التشكيل..ومثل الأمور التي لها علاقة بالروح…هذه ضرورات الحياة البشرية …غذاء الروح والوجدان وتنمية العقل والعرفان………..
ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان بل الفن هو عنوان الانسان…إنه الفيصل بين الطبيعة والثقافة ، وبه يرتقي الإنسان عن عالم الحيوان…وكل مهرجان زاكورة ونحن بألف ألف خير …
هنا زاكورة ..سحر وادي درعة الذي جذب السينما ؛
بين تلك الربوع التي تتغير فيها التضاريس من السهول إلى الهضاب ثم الجبال فالصحاري ، تحكى الكثير من الأساطير عن جبال تسمى » تيشكا » و » الأزاغار » ، وهي مناطق أمازيغية يمتهن أهلها البسطاء كثيرا من المهن والحرف ، منها البحث عن كنوز الطبيعة والأحجار الكريمة والنيزكية ، ومنها السياحة والرعي خلال رحلات الشتاء والصيف .
في هذه الجغرافيا الشاسعة ينمو كثير من ندف الطل والثلوج في الأعالي ، وتطل الشموس على كثير من البقاع هناك ، في صورة شاعرية لا توصف ، فتحيل تلك الأمكنة الخرافية إلى فضاءات ساحرة للتأمل والحلم والسينما .
هنا زاكورة ، حيث القصبات التاريخية وزوايا المريدين والمتصوفة ، وقصور من القش والتراب لا تزال تحتضن شوق الأجداد ، وتحكي أشواقهم تحت ظلال النخيل ، وأسوار طينية لها نقوش وأقواس وطوق حمام .
تنتصب زاكورة بسحرها الأخاذ كستنائية بطينها وواحاتها الممتدة في عمق وادي النخيل باتجاه المحيط الأطلسي جنوبا ، حيث تحتفي بالسينما …تحتفي بالحياة …تحتفي بالجمال …تحتفي بالإبداع …
تكتسي زاكورة لدى المغاربة أجمعهم ، من كل المدن والمناطق والجهات ، أهمية خاصة ، لجمالها التميز كله ، لملامح سكانها سمرة الوطن كله ، ولبهجة الانتماء لذلك المكان القديم قدم الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام . لعله السبب الذي جعل كل المغاربة يعشقون زاكورة …
لزاكورة في القلب المكان كله ، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا…
لزاكورة كل دعوات السير في طريق التنمية التي تعني كل الحياة …
Aucun commentaire