هل توبة المراكشي مقبولة؟
مما لا شك فيه ان اعترافات المسمى قيد حياته عبد العزيز المراكشي,زعيم الانفصاليين بارتكابه خطأ فادحا بتحالفه مع الجزائر ضد وطنه,أمر يحير المتتبعين,وطبعا يطرح الف سؤال حول هذه التوبة,هل هي توبة مقبولة ام لا,وفي اعتقادي الشخصي فاني اعتبرها توبة غير مقبولة اطلاقا,وذلك لعدة اعتبارات ومنها:
1 ان التوبة جاءت من صاحبها في ظرف قد مسه الضر فيه,وكان يصارع سكرات الموت, وجاءت طبعا بناء على ندم شديد مما احدثته من خسائر في الارواح البريئة,وهو ندم ارتجت له نفس صاحبها وهي تعلم ما ستلاقيه عند خالقها من حساب عسير على فساد ومنكر احدثته بالباطل.
2 ان التوبة جاءت متاخرة جدا من صاحبها,وحسب تفسيرات السلف الصالح,فان تأخير التوبة يعتبر معصية في حد ذاتها تحتاج الى توبة,,وبالتالي فانه يحتاج الى توبتين,اولهما توبة من وزر الباطل الذي اقترفه ضد وطنه وبني جلدته,وثانيهما توبة من جراء التأخير في الاعلان عنها لايقاف نزيف الأضرار التي ألحقته بالاخرين.
واني لاستدل على عدم قبوا التوبة والله اعلم,بتوبة فرعون مصر,فقد تاب وندم وامن في ظرف مسه الضر فيه ايضا,حين تلاطمته امواج البحر,وصار ضعيفا امام قوة الخالق الذي لا تقهر,فاعلن توبته ليس ايمانا برب موسى,انما خوفا من هول رب موسى وقد احاط به من كل جانب.فهل يعقل ان يقبل الله توبة امام المجرمين,وطاغوتا من طواغيت الارض؟
قال تعالى:وجاوزنا ببني اسرائيل البحر.فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا.حتى اذا ادركه الغرق.قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنوا اسرائيل وانا من المسلمين
ان رحمة الله واسعة,وهو ارحم الراحمين,وكان بمقدوره تعالى ان يرحم فرعون رغم فجره,وكبره وكفره,لكن توبة فرعون جاءت متاخرة,واسلامه لم يكن صحيحا,وتوبته لم ينطقها في السراء بل جاءت في الضراء,وقالها حين مسه البأس,
قال تعالى:فلما رأوا بأسنا,قالوا امنا بالله وحده,وكفرنا بما كنا به مشركين.
وخلافا لتوبة فرعون وظروفها,فلا بأس ان نذكر توبة قبلها الله تعالى,لانها جاءت من اصحابها بناء على ايمان صحيح,وخوفا من عظمة الله وبطشه,واعترافا منهم ان قوتهم لا تساوي شيئا امام قوة رب المعارج,وقد رأوا البرهان أمام اعينهم,انهم سحرة فرعون مصر الذي خروا سجدا لله تعالى ونطقوا بالشهادة,وامنوا ايمانا صحيحا, وهم في كامل قواهم العقلية والصحية ,ولم يدركهم الباس بعد,رغم تهديدات فرعون التي نفذها فيهم فيما بعد.
اذن فالواجب على التائبين ان يقلعوا عن ذنوبهم,وان يخلصوا لله ويعظموه,ويحذروا عقابه,وان يحسنوا الظن به تعالى,وان تكون توبتهم وهم في احسن حال,وليس توبة اثناء سكرات الموت,لان التوبة النصوح هي رد الحقوق لاهلها,والاعتذار لهم من شرورها,
ان هذه الدنيا زائلة,والبقاء في الدار الاخرة,فاما خلود في الجنة مع الخير الكثير,واما خلود في جهنم وبئس المصير.
2 Comments
امام قوة الخالق التي لا تقهر
قبول التوبة
الذين خروا
اعتذر عن ورود بعض الاخطاء في المقال والاصح هو امام القراء الكرام
لا أعرف المصدر الذي تستشف منه توبة الملعون المراكشي الخائن لوطنه حتى نري ونجتهد فقهيا هل التوبة مقبولة أم لا ؟فقبل وفاته بأيام معدودة قام بترشيح من سيخلفه في المنصب طبعا بإيعاز من الجزائر والأمركان لكن هذا لايزعجنا نحن المغاربة لأننا متواجين في صحرائنا أحب من أحب وكره من كره ولأن الانسان حينما يكون بصدد الدفاع عن قضية لا يمكنه
ان يقبل الهزيمة مهما كان الثمن وهذا هو المواطن المغربي القح يدافع بشتى الوسائل المتوفرة لديه وكل من موقعه بعيدا عن الحسابات السياسية التي لها مختصوها من جانبناويقفون الند للند في وجه العدوعلى أي لن يبلغوا مرادهم مهما فعلوا (ويمكرون ويمكر الله) فنحن لانحتاج لتوبته فلو أراد ذلك اختيارا فله ذلك والمغرب يقول إن الوطن غفور رحيم بأبنائه